Author

ترشيد نفقات المستهلك

|

تفاءلت كثيرا وأنا أقرأ في عدد "الاقتصادية" أمس تقرير الزميل ماجد الخالدي تحت عنوان: "81.24 مليار ريال إنفاق المستهلكين في السعودية خلال يونيو .. ترجع 1.9 %".
قفز إلى ذهني قبل أن أقرأ التفاصيل، أمنية أن يكون التراجع ناتجا عن وعي لدى المستهلك، جعل هذا التراجع يتحقق، لكنني عندما قرأت التقرير وجدت سببا آخر لهذا الانخفاض.
لكن دعوني أمضِ معكم في تصور السيناريو الممتع المتمثل في الترشيد، الذي ينأى بنا عن حالات السرف، التي تمارسها أعداد لا يستهان بها من الأسر لدينا.
إننا نشتري أكثر مما نحتاج. في كل المواد الغذائية والخضراوات والفواكه والخبز هناك فوائض كبيرة؛ لأن الموجود يفوق حاجة الأسرة.
من المهم أن تراجع كل أسرة احتياجاتها، وأن تسعى إلى الحد من حالات السرف الزائد والهدر المستمر للنعم.
لعل الأب والأم هما المعنيان بهذا الأمر، وربة البيت بالدرجة الأولى لها دور مهم في ترشيد الطعام، الذي يتم إعداده في المنزل، أو يتم جلبه من خارج المنزل.
وأظن أن ضغط المصروفات الخاصة بالغذاء - وهي ليست كثيرة مقارنة بالمصروفات على أمور أخرى - من شأنه أن يحقق فائضا ماليا يمكن توجيهه إلى أمور أخرى تحتاج إليها الأسرة.
يتحدثون كثيرا عن غلاء الأسعار، وهذ ظاهرة لها أسباب داخلية وخارجية. وحتى يتم تقليل آثار ذلك، يمكن للإنسان أن يبدأ في مراجعة قائمة مشترياته، وأن يجرب تدريجيا تقليص الكميات التي يشتريها.
منذ بداية أكتوبر، عاد معدل الإنفاق إلى الارتفاع باستثناء يونيو - بحسب التقرير -، والمأمول أن يسود في مجتمعنا نمط استهلاكي جديد، يجعل هذا الخفض العارض قاعدة.
أعرف بعض الأصدقاء الذين جربوا ترشيد كميات الشراء، وقلصوا أيضا الكميات التي تفيض عن استهلاكهم الطبيعي في الأطعمة والخضراوات والفواكه؛ والنتيجة رائعة جدا. يؤكد صديق أنه استطاع أن يضغط مصروفاته بنسبة تتجاوز الـ 20 في المائة.

إنشرها