الطاقة- النفط

برنت يتراجع 6 % في يوليو .. وزيادات الإنتاج تضغط على أسواق النفط

برنت يتراجع 6 % في يوليو .. وزيادات الإنتاج تضغط على أسواق النفط

تراجعت أسعار النفط أمس، مع اتجاه خام برنت نحو تسجيل أكبر خسارة شهرية في عامين وتنامي القلق من حدوث زيادة المعروض إثر مسح أظهر نمو إنتاج "أوبك" لأعلى مستوى في2018. وبلغت خسائر خام برنت في شهر تموز (يوليو) الماضي 6 في المائة، بينما خسر الخام الأمريكي 5.8 في المائة وهى مستويات قياسية في التراجع على مدى نحو عامين.
وبالنسبة إلى التعاملات اليومية، نزلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيلول (سبتمبر) 25 سنتا بما يعادل 0.3 في المائة إلى 74.72 دولار للبرميل بحلول الساعة 0654 بتوقيت جرينتش بعدما زادت نحو 1 في المائة أمس الأول.
ويحل أجل عقد أيلول (سبتمبر) اليوم الأربعاء، حيث نزل عقد تشرين الأول (أكتوبر) الأنشط 0.3 في المائة إلى 75.35 دولار.
وفقد عقد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 24 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 69.88 دولار للبرميل بعدما ارتفع أكثر من 2 في المائة في الجلسة السابقة.
وأظهر مسح لـ "رويترز" أن إنتاج "أوبك" زاد 70 ألف برميل يوميا إلى 32.64 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) وهو أعلى مستوى هذا العام.
وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 73.53 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 73.69 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة بتعاملات منتصف شهر تموز (يوليو) الماضي التي سجلت فيها 71.90 دولار للبرميل".
ودعم انخفاض الأسعار زيادات أخرى من إمدادات النفط الخام الأمريكي وتغلبت في تأثيراتها على المخاطر الجيوسياسية المتنامية، وتوقف شحنات الخام السعودي عبر مضيق باب المندب على إثر اعتداء ميليشيا الحوثي الإرهابية على ناقلتي نفط سعوديتين.
في هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية"، جون هال مدير شركة "ألفا إنرجي" للطاقة، "إن ارتفاع إنتاج منظمة "أوبك" في نهاية شهر تموز (يوليو) إلى أعلى مستوى في عام 2018 يعكس جدية كبار المنتجين بقيادة السعودية في تأمين الإمدادات النفطية اللازمة التي يحتاج إليها المستهلكون وتعويض السوق عن أي نقص في المعروض بعد تهاوي صادرات دول رئيسية مثل فنزويلا وتأرجح إنتاج ليبيا ونيجيريا".
وأشار إلى أن تسجيل إنتاج "أوبك" مستوى قياسيا وهو 32.6 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) بزيادة 70 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق يرجع في الأساس إلى قرار "أوبك" وحلفائها بزيادة الإنتاج عن طريق تعديل الامتثال المرتفع وعودته إلى مستوى 100 في المائة، بعد أن كان قد سجل مستوى يفوق 150 في المائة، كما تعود الزيادة أيضا في جانب منها إلى توسيع العضوية في منظمة "أوبك" وارتفاع الدول الأعضاء إلى 15 دولة بعد قبول عضوية الكونغو الديمقراطية في الاجتماع الوزاري الماضي.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية"، تورستين أندربو السكرتير العام الفخري للاتحاد الدولي للغاز، أن زيادات جيدة حدثت في إنتاج كل من السعودية وروسيا والكويت والإمارات وهو ما يمثل تفاعلا وتجاوبا سريعا مع تحديات ومتغيرات السوق خاصة في ضوء اتساع المخاوف أخيرا، على مستقبل المعروض النفطي ومدى استقراره وفي ظل ضعف الاستثمارات طويلة الأجل بشكل خاص.
وأشار إلى أنه رغم ارتفاع الإنتاج السعودي تحديدا إلا أن مستوى الصادرات بقى نسبيا في حالة استقرار، حيث وجهت الزيادات لتغطية الطلب المحلي المرتفع خاصة في فصل الصيف لتلبية احتياجات المصافي ومحطات الطاقة في البلاد، لافتا إلى قدرات الإنتاج السعودي على تحقيق طفرات أكبر في الشهور المقبلة وتغطية التراجع الحاد المتوقع في الصادرات النفطية الإيرانية بعد تفعيل العقوبات الاقتصادية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، ماثيو جونسون المحلل في مجموعة "أوكسيرا" للاستشارات الاقتصادية، "إن الإنتاج الأمريكي رغم احتمالات تباطؤه إلا أنه استفاد كثيرا من ارتفاع الأسعار في الفترة الماضية، ما أدى إلى اتساع حجم الإنتاج كما أدى إلى ازدياد دور صناعة النفط الأمريكية في النمو الاقتصادي في البلاد، الذي سجل في الربع الثاني من العام الجاري أعلى معدل للنمو منذ انهيار الأسعار في عام 2014".
وذكر أن المجال أصبح أكثر اتساعا حاليا لتوقعات نمو أسعار النفط الخام في الفترة المقبلة، حيث يعتقد كثير من التجار أن عملية تصحيح الأسعار السائدة في الفترة الماضية قد انتهت بعد عمليات بيع مكثفة في تموز (يوليو)، لافتا إلى أن ارتفاع الطلب في النصف الثاني واتساع المخاطر الجيوسياسية قد يدفع أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية جديدة.
وفي سياق متصل، أكدت شركة "روسنفت" الروسية العملاقة للنفط، أن التعاون السعودي - الروسي يسير على قدم وساق، حيث تركز الدولتان على آفاق تطوير التعاون متبادل المنفعة في خدمات حقول النفط وصناعة البتروكيماويات وتعزيز التجارة الدولية.
وقال تقرير حديث للشركة الروسية، "إن التكامل بين عملاق النفط السعودي "أرامكو" و"روسنفت" يشهد تطورات متلاحقة في مجالات عديدة منها تبادل الإمدادات من النفط الثقيل إلى المصافي إلى جانب التعاون في مجال المنتجات النفطية، إضافة إلى التنسيق في تقييم الوضع العام لسوق النفط العالمية".
ونقل التقرير عن إيجور سيشين رئيس "روسنفت" قوله "إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو في تشرين الأول (أكتوبر) 2017 أعطت قوة دافعة للعلاقات السعودية - الروسية خاصة في مجال النفط والغاز، حيث تضافرت جهود روسيا والمملكة والمنتجين الآخرين لإعادة توازن السوق من خلال فترة خفض إنتاج النفط على مدى 18 شهرا، إذ تم التنسيق المشترك بشأن زيادة الإنتاج عن طريق العودة إلى امتثال بنسبة 100 في المائة".
وأشار التقرير إلى أن كلا من السعودية وروسيا قدمتا أكبر مساهمة سواء في مرحلة خفض الإنتاج أو في المرحلة الحالية وهي العودة إلى زيادات تدريجية في مستوى الإنتاج بالتوافق بين كل المنتجين في "أوبك" وخارجها واستجابة لظروف السوق وتطلعات المستهلكين وبما يدعم استقرار وتوازن السوق.
ولفت التقرير إلى قناعة شركة "روسنفت" بأن ارتفاع الأسعار الذي بلغ حاليا – بحسب رؤيتها - المستوى المريح الذي يراوح بين 70 و80 دولارًا للبرميل كسعر متوسط لخام برنت هو نتيجة جيدة وترضى عنها روسيا على نحو كبير خاصة على مستوى الشركات وبما يضمن استمرار عجلة الاستثمار طويل الأجل وتوازن العلاقة بين العرض والطلب وبما لا يرهق اقتصاديات الدول المستهلكة.
وأشار التقرير إلى اتصالات ناجحة مستمرة تتم بين "أرامكو" و"روسنفت" خاصة زيارة المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لشركة "روسنفت" في حزيران (يونيو) الماضي ومشاوراته الناجحة مع مسؤولي الشركة والتوصل إلى تفاهمات مشتركة تعزز التعاون المستقبلي بين الجانبين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط