مصنعو الهواتف يتنافسون لكسب المستخدمين عبر مزايا الكاميرا الأمامية والـ «سيلفي»

لم يعد تصوير المناظر الطبيعية والطعام والمنتجات المختلفة يمثل الهاجس الوحيد للمستخدمين، فخلال الأعوام الثلاثة الماضية ظهرت صيحة التصوير الذاتي أو تصوير المستخدم لنفسه التي أطلق عليها اسم "سيلفي"، حيث يتم التقاط الصورة عبر الكاميرا الأمامية للهاتف الذكي، الأمر الذي أدى إلى جعل الكاميرات الأمامية للهواتف الذكية تشكل ميزة للمفاضلة بين هاتف وآخر، وساحة للمنافسة بين الشركات المصنعة للهواتف.
وأدى انتشار ظاهرة التقاط صور الـ"سيلفي" إلى تحول هذا النوع من الصور إلى ضرورة لدى عديد من المستخدمين، حيث أشارت شركة هواوي في دراستها التي أعدتها بالتعاون مع شركة "يوجوف" للدراسات البحثية، إلى أن 51 في المائة من سكان السعودية يلتقطون صور الـ"سيلفي" يوميا، وأكدت الدراسة أن 40 في المائة من الأفراد يلتقطون ما لا يقل عن ثلاث صور قبل اختيار الصورة الملائمة التي يمكن نشرها على منصات التواصل الاجتماعي.

الـ"سيلفي" في الهواتف الذكية
بات معظم المستخدمين لا يعيرون اهتماما كبيرا لشراء الكاميرات الاحترافية بعد أن جاءت الهواتف الذكية بكاميرات أمامية بدقة وجودة عاليتين، حيث احتدم التنافس بين الشركات من حيث الابتكارات والأبحاث للخروج بأعلى مزايا ممكنة للكاميرا الأمامية التي يحتاج إليها المستخدم في عصر الـ"سيلفي"، ليس لكاميرات الهواتف من الفئة المتقدمة، بل حتى أن الفئة المتوسطة من الهواتف كان لها نصيب من الابتكار فيما يخص الكاميرا الأمامية وتقنيات تصوير الـ"سيلفي".
وخلال الفترة الماضية حظيت مجموعة من الهواتف باهتمام المستخدمين لما تقدمه كاميراتها الأمامية لهم وكان من أبرزها هاتف سوني إكسبيريا XA Ultra الذي يتميز بكاميرا أمامية تبلغ دقتها 16 ميغا بكسل والمزودة بتقنية تثبيت الصور بشكل تلقائي، والمدمجة بفلاش من نوع LED للتصوير في ظروف الإضاءة المنخفضة، كما يأتي هاتف فيفوX9 مزود بكاميرا أمامية مزدوجة بدقة 20 و8 ميغا بكسل إضافة إلى حساس أمامي متزامن مع فلاش من نوع LED، ومن الهواتف المميزة أيضا في مجال تصوير الـ"سيلفي" هاتف سامسونج جلاكسي A5 والمدمج بكاميرا تبلغ دقتها 16 ميغا بكسل، كما يأتي هاتف هواوي "نوفا 3" الذي تم إطلاقه أخيرا ضمن هذه الفئة، فإلى جانب الكاميرا الأمامية التي تبلغ دقتها 24 ميغا بكسل و2 ميغا بكسل، تستفيد الكاميرا بشكل كبير من تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة التي تسمح بالتقاط صور"سيلفي" متميزة.

الذكاء الاصطناعي وصور الـ"سيلفي"
وقال لـ"الاقتصادية" بابلو نينج، نائب رئيس شركة هواوي تك انفستمنت العربية السعودية، "قد يتساءل البعض عن السر وراء التقاط صور الـ"سيلفي" المثالية؟ ولا شك أن الإجابة على هذا التساؤل تتمثل بالدرجة الأولى في الكاميرا المستخدمة، فقد أحدثت الهواتف الذكية نقلة نوعية ومبتكرة فيما يتعلق بوظائف الكاميرا الأمامية، ما يتيح لمستخدميها إمكانية التقاط صور الـ"سيلفي" على نحو غير مسبوق، ويمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تسهم أيضا كمعيار تنافسي للخروج بصور "سيلفي" متميزة.
قال بابلو، "مع تنامي الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي، ازدادت أهمية التقاط صور "سيلفي" بالغة الدقة والوضوح، إلا أن التقاط صور صافية وفي اللحظة الملائمة يشكل في بعض الأوقات تحديا حقيقيا بصرف النظر عن حجم الجهود المبذولة، لذلك تم العمل على تطوير كاميرات الأجهزة الحديثة إلى جانب تحديد معايير رئيسة يجب أخذها بعين الاعتبار عند التقاط صور الـ"سيلفي"، وتتركز هذه المعايير على جودة الكاميرا المستخدمة، والإضاءة، واختيار الخلفية المناسبة، واستخدام الفلاتر المتميزة والتأكد من الصورة قبل نشرها". وأشار بابلو إلى أن جودة وضوح صور الـ"سيلفي" تعتمد بشكل رئيس على دقة الكاميرا المستخدمة، فكلما زاد عدد البيكسلات في الكاميرا الأمامية، كانت إمكانية التقاط صور جميلة وأكثر وضوحا أعلى، والأمر ذاته لإعدادات الكاميرا والأنماط المناسبة فمن الصعب على المستخدمين بشكل عام تنسيق إعداد كاميرا الهواتف للحصول على الصورة الأمثل، لذلك تأتي تقنيات كالذكاء الاصطناعي لتقوم بتحديد الإعدادات المناسبة بعد فحص واختبار البيئة المحيطة بالمستخدم قبل وبعد التقاط الصورة. كما أن الإضاءة الجيدة أمر مهم للحصول على صورة ممتازة لكن في المقابل فإن الإضاءة السيئة سواء كانت ساطعة أو خافتة قد تجعل الصور غير مناسبة، لذلك يجب أن تتماشى الإضاءة مع الصورة والمشهد والفكرة المراد إيصالها من خلال الصورة، كما أن مكان وجود الإضاءة واتجاهها يلعب دورا فعالا، فأفضل الاحتمالات أن يكون مصدر الضوء أمام المستخدم، لكن يمكن التقاط صورة فنية بطرق أخرى وزوايا مختلفة لإبراز الظل.
ومن المهم اختيار الخلفية المناسبة عند التصوير، لذلك لا بد من التدقيق في الخلفية التي تم اختيارها والوقوف أمامها والتأكد من أنها مميزة ومناسبة في الوقت ذاته.

تطبيقات ذكية مخصصة لصور الـ"سيلفي"
يعد استخدام الفلاتر وتحرير الصور أمرا مهما، فليس هناك شخص كامل، ولا توجد أي صورة "سيلفي" ممتازة بنسبة 100 في المائة، لذلك يجب الاعتماد على بعض التعديلات الجميلة وبعض الفلاتر لرفع نسبة جمال الصور وجعلها أكثر احترافية، إلا أن عملية التحرير واختيار الفلاتر في العادة تستغرق وقتا طويلا، لذلك تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بعملية تحسين وتجميل الصور واختيار التنسيقات المناسبة لها بالاعتماد على البيئة المحيطة التي تشمل عدة معايير كالإضاءة والخلفية وعدد الأشخاص وتناسق الألوان خلال مرحلة التقاط الصورة وبعدها، لإخراج صورة نهائية متكاملة ورائعة دون الحاجة إلى أي تحرير أو تجميل لها من قبل المستخدم، ومن المهم جدا مراجعة الصور والتأكد منها واختيار الزاوية المناسبة للتصوير بعد تجربة التقاط الصورة عدة مرات ومن زوايا مختلفة.
كما ظهرت تطبيقات جديدة مخصصة لالتقاط وتحرير صور "سيلفي" لإعطاء المستخدمين خيارات وأبعادا جديدة لإنشاء صور متميزة، ومن أبرز هذه التطبيقات تطبيق Ritrica الذي يعد من أفضل تطبيقات التقاط الـ"سيلفي" لاحتوائه على عديد من الفلاتر التي تزيد من جمالية ووضوح الصور، إضافة إلى تطبيق Candy Camera الذي يحتوي على ميزات لتصوير الـ"سيلفي" بصيغة الفيديو وتعديل الصور والفيديو بعد التصوير إضافة إلى إمكانية جمع صور متعددة في إطار واحد، كما يأتي تطبيق B12Selfiegenic Camera بفلاتره المميزة الشبيهة بفلاتر تطبيق سناب شات، مضافة إليها ميزة الكتابة الفورية على الصور دون التأثير على دقتها.