الطاقة- النفط

«فوربس»: تعليق الشحنات السعودية عبر باب المندب خطوة ضرورية لتأمين تجارة النفط

«فوربس»: تعليق الشحنات السعودية عبر باب المندب خطوة ضرورية لتأمين تجارة النفط

«فوربس»: تعليق الشحنات السعودية عبر باب المندب خطوة ضرورية لتأمين تجارة النفط

أكد تقرير "فوربس" الأمريكي، أهمية قرار السعودية بتعليق جميع شحنات النفط عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن هذه خطوة غير عادية ولكنها تعدها السعودية خطوة ضرورية ومناسبة للظروف الراهنة، لافتا إلى تأكيد عملاق النفط السعودي "أرامكو" أن القرار يصب في صالح سلامة السفن وطاقمها وتجنب خطر تسرب النفط".
وانتقد التقرير الأمريكي بشدة تعرض ناقلتي نفط سعوديتين للهجوم من قبل ميليشيات الحوثي في اليمن، حيث تعرضت إحدى السفن لبعض الأضرار أثناء مرورها عبر مضيق باب المندب، إلا أن الضرر كان محدودا، ولكن المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، أعلن تعليق جميع شحنات النفط عبر هذه المنطقة من البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وقال التقرير إن الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث حدث في نيسان (أبريل) الماضي أن تعرضت إحدى ناقلات النفط الخام العملاقة التي تنقل أكثر من مليوني برميل من النفط الخام لهجوم من قبل قوات الحوثيين في المكان نفسه.
وأشار التقرير إلى أن ميليشيات الحوثي (المدعومة من إيران) حاولت في ميناء الحديدة تعطيل 19 ناقلة نفط، مبينا أن الحادثة الأخيرة قد تجعل تجار النفط أكثر قلقا بعد أن كانوا قلقين بالفعل بشأن احتمال تعطل الشحنات، بسبب تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز ردا على عودة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران بشكل أكثر صعوبة.
ووصف التقرير الدولي البحر الأحمر بأنه ممر حيوي ومهم للغاية لتجارة النفط العالمية، معتبرا أن تعطله سيؤثر كثيرا في الدول الأوروبية وفي مصر وشمال إفريقيا، لافتا إلى أن التدخل الدولي ضد "عصابات" الحوثيين سيكون مطلبا دوليا.
وقال لـ"الاقتصادية" لاديسلاف جانييك مدير شركة سلوفاكيا للنفط "سلفونفط"، إنه من الضروري حماية تجارة النفط العالمية من تأثير الصراعات السياسية، مشيرا إلى أن الاعتداء على ناقلات النفط جريمة خطيرة تهدد استقرار سوق الطاقة العالمي.
من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن تكرار الاعتداءات على ناقلات النفط الخام ظاهرة خطيرة للغاية، ولا بد أن يتعاون المجتمع الدولي للتصدي لعصابات وجماعات الإرهاب التي تحاول النيل من الشاحنات أو المنشآت النفطية، معتبرا أن الأمر لا يخص دولة واحدة وإنما يخص جميع دول العالم سواء المنتجة أو المستهلكة.
بدورها قالت المحللة الفيتنامية ين بيتش، إن السعودية اتخذت القرار السليم بوقف الشحنات النفطية في المرحلة الراهنة لحين استقرار الأوضاع السياسية مطالبة إيران بالانصياع للعقوبات الدولية، وعدم اللجوء إلى التصعيد أو التهديد بغلق مضيق هرمز الحيوي، معتبرة أن الأمر يهدد الاقتصاد العالمي ككل كما يصعد من المخاطر الجيوسياسية التي أرهقت سوق النفط في الفترة الماضية.
ومن جانب آخر، ذكر تقرير حديث لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن الندوة الدولية السابعة للمنظمة التي عقدت في حزيران (يونيو) الماضي ركزت على الابتكار والإبداع في الصناعة إلى جانب التوصل إلى طرق وأطر جديدة للتعاون بين المنتجين، وذلك في إطار عديد من اللقاءات والندوات الدولية وبرامج الحوار التي ترعاها "أوبك" وتعزز شراكتها مع بقية المنتجين والمستهلكين والشركات وكل أطراف الصناعة.
وقال التقرير إن "أوبك" تسعى إلى تعزيز التواصل مع جميع قادة صناعة النفط والطاقة في العالم وتفتح نقاشات موسعة معهم بصفة مستمرة حول التحديات الملحة في الصناعة والفرص المستقبلية لتنميتها والنهوض بها.
وأوضح التقرير، أن المشاركين في فعاليات منظمة أوبك التي تعقد بشكل دوري وأحدثها نجاح سيمنار أوبك السابع تركز على أهمية تعزيز الحوار بين جميع أصحاب المصلحة في الصناعة خاصة في ظل المرحلة الحالية التي تحتاج إلى جهد دولي أكبر نظرا لتزايد العلاقة المترابطة بين دول العالم المختلفة على صعيد الطاقة بشكل خاص.
وشدد التقرير الدولي على أن "إعلان التعاون" بين 24 دولة منتجة في منظمة أوبك وخارجها - أصبحت الآن 25 دولة منتجة مع انضمام الكونغو إلى عضوية المنظمة - ساعد على تحقيق مزيد من التوازن في السوق خلال الـ 18 شهرا الماضية، مشيرا إلى أن استقرار سوق النفط أدى إلى بث مزيد من الثقة في الصناعة، وكان لديه تأثير إيجابي على الاقتصاد العالمي والتجارة في جميع أنحاء العالم.
وأشار التقرير الدولي إلى أن إعلان التعاون بين المنتجين سيظل أساسا لتطور الصناعة كما يمثل ضرورة وملمحا رئيسا من "عالم الطاقة الجديد"، نظرا لما تسبب فيه من إحداث حالة من التحول الإيجابي الكبير في كافة مجالات الصناعة.
وقال التقرير، إن تصورات المنظمة لمستقبل الصناعة تحمل قدرا واسعا من التفاؤل ومن الرغبة في تغلب الصناعة على جميع التحديات والشكوك، مشددا على النفط الخام سوف يظل جزءا أساسيا من مزيج الطاقة العالمي في المستقبل المنظور.
ونقل التقرير عن محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك، أننا ملتزمون بالتفاؤل بعدما حققنا كثيرا في الفترة الماضية، مؤكدا أن أفضل أيام الصناعة قادمة في المستقبل القريب.
وأشار باركيندو إلى أنه لضمان هذا المستقبل يجب أن يكون التركيز على تحقيق الاستقرار المستدام في السوق مع إيجاد توازن صحي بين العرض والطلب وبما يلبي طموحات كل من المنتجين والمستهلكين ويجعلهم راضين عن وضع الصناعة.
ولفت إلى النتائج الإيجابية الشاملة في السوق بعد قرارات مؤتمر "أوبك" الوزاري الأخير رقم 174 والاجتماع الوزاري الرابع للمنظمة وخارجها، الذي أكد على التزام المنتجين بالسعي إلى التقيد التام بالمطابقة الشاملة مع مستوى خفض الإنتاج في "إعلان التعاون" ،ليصل إلى مستوى 100 في المائة اعتبارا من أول تموز (يوليو) 2018.
وأوضح أن التعاون بين "أوبك" وخارجها حقق دون شك عديدا من الإنجازات الكبيرة وهو جزء رئيس في قناعات وأهداف المنظمة، خاصة فكرة المسؤولية المشتركة وتعزيز فكرة اللا مركزية في إدارة شؤون السوق، والتعامل الإيجابي مع المتغيرات في مجال الطاقة، لافتا إلى قول الفيلسوف الإنجليزي والحائز على جائزة نوبل برتراند، "إن الشيء الوحيد الذي سيرتقي بالبشرية وينقذها من الصعوبات هو التعاون بين الجميع".
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط في نهاية الأسبوع تحت وطأة انخفاض في سوق الأسهم الأمريكية، لكن برنت حقق زيادة أسبوعية مدعوما بانحسار التوترات التجارية وتوقف مؤقت لشحنات الخام السعودية عبر مسار ملاحي رئيس.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 25 سنتا ليتحدد سعر التسوية عند 74.29 دولار للبرميل لكنها حققت زيادة أسبوعية 1.8 في المائة هي الأولى في أربعة أسابيع.
ونزلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 92 سنتا لتغلق عند 68.69 دولار للبرميل وتتراجع للأسبوع الرابع على التوالي وبنسبة 2.4 في المائة هذا الأسبوع.
وتأثرت أسعار النفط سلبا بالتراجع الواسع النطاق لأسواق الأسهم الأمريكية. ويحدث أحيانا أن تقتفي عقود الخام أثر الأسهم.
وقال فيليب سترايبل كبير محللي السوق لدى آر.جيه.أو للعقود الآجلة "لعل في ذلك ما يشير إلى تباطؤ في الاقتصاد، مما قد يؤثر بدوره على استهلاك النفط".
وتجاهلت سوق النفط بدرجة كبيرة بيانات حكومية صدرت الجمعة وأظهرت أن الاقتصاد الأمريكي نما في الربع الثاني بأسرع وتيرة له في نحو أربع سنوات.
وقال فيل فلين المحلل لدى مجموعة برايس للعقود الآجلة في شيكاجو، "كان رقما قويا ينبئ بطلب قوي على الطاقة لنهاية العام، سبب عدم حدوث صعود بناء على ذلك هو أنه جاء منسجما مع التوقعات، لكن عندما يكون الناتج المحلي الإجمالي بتلك الضخامة، فذاك الكثير من النفط".
وزادت شركات الطاقة الأمريكية عدد الحفارات النفطية في الأسبوع المنتهي في 27 تموز (يوليو) بمقدار ثلاث حفارات وذلك للمرة الأولى في الأسابيع الثلاثة الأخيرة حسبما ذكرت الجمعة شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة التابعة لمجموعة جنرال إلكتريك.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن السوق ما زالت متقلبة وخاضعة لتأثير التصريحات، مضيفا أن السوق استوعبت بالفعل المخاطر المتعلقة بالعقوبات الأمريكية على إيران.
وقال إن منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاءها لا يبحثون خيارا لتعزيز الإنتاج أكثر من مليون برميل يوميا.
كانت "أوبك" ومنتجون آخرون بقيادة روسيا قد اتفقوا الشهر الماضي على تخفيف قيود الإنتاج. ويزيد الاتفاق عمليا الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا، حصة روسيا منها 200 ألف برميل يوميا.
وفي وقت سابق من الأسبوع قالت السعودية، إنها علقت شحن النفط عبر مضيق باب المندب على البحر الأحمر، أحد أهم مسارات الناقلات في العالم، بعد أن هاجمت ميليشيات الحوثيين المتحالفة مع إيران سفينتين في الممر المائي.
وستعني أي خطوة لغلق المضيق وقفا عمليا لشحنات النفط عبر قناة السويس المصرية وخط أنابيب نقل الخام سوميد الذي يربط البحرين الأحمر والمتوسط.
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات المكررة تتدفق عبر باب المندب في 2016 متجهة صوب أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
وتدعمت أسعار النفط هذا الأسبوع بانفراجة في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فقد توصل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى اتفاق مفاجئ الأربعاء خفف من مخاطر اندلاع حرب تجارية وشيكة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط