Author

إيران .. وعين أمريكا الحمراء

|
لقد بلغ عض العقوبات والحصار الدولي على أصابع حكومة الملالي وخامئني الإرهابية "المافوية"، حدا جعلها تعلو بصراخ تكابر فيه إلى حد تهديد الولايات المتحدة الأمريكية بأم الحروب، ما جعل الرد الأمريكي يأتي سريعا وحادا وحازما، يتهددها بعقوبات لم تعرفها إلا قلة قليلة، وجعل الرئيس ترمب نفسه يحذرها من استعمال الكلمات المختلة، وجعل وزير الخارجية الأمريكي يؤكد أن أقسى الردع ستواجهه هذه الحكومة الطاغية في طهران الراعية الأولى للإرهاب في العالم. رموز قيادات الولي الفقيه من رئيس دولته إلى وزير خارجيته إلى مسؤول الحرس الثوري عنده، حاولوا على مدى الشهور السبعة الماضية الإيحاء بعدم الاكتراث من انسحاب أمريكا من اتفاقية الملف النووي، وراوغ جميع أولئك، واستجدوا دول الاتحاد الأوروبي للإبقاء على الاتفاق؛ لحفظ ماء وجه دولة الولي الفقيه التي لا ماء لوجهها أصلا، غير أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، ووجدت نفسها في منحدر الانهيار الاقتصادي، وتفاقم الخوف عندها، وهي تواجه بتفجر المظاهرات في المدن والقرى الإيرانية من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، وقد بلغ بهم الغضب مداه من حكومة فاسدة طاغية، نهبت ثروته، ودفعت به إلى مخالب الفقر وغائلة الجوع وغلاء الأسعار وانهيار العملة، ولم تشفع لروحاني عبثية زياراته لدول أوروبا للتغطية على فداحة ما ينتظر النظام الإيراني من مصير هو قاب قوسين أو أدناه لأن يكون أسود ومريعا. صلف التصريحات الإيرانية من كل رموز النظام مجرد مناطحة لطواحين الهواء، وهروب إلى الأمام، لكن تبقى الحقيقة أن طواحين الهواء فعلا اليوم سيوف تقنية مشهرة على رأس النظام الإيراني، والهروب إلى الأمام ما هو إلا سقوط في خندق شرور ما فعله إرهابها في المنطقة وفي العالم، وليس التهديدُ بالترسانة الحربية أو بأذرعها الإرهابية في المنطقة، أو بتعطيل الملاحة الدولية وإقفال مضيق هرمز - غيرَ كلمات جوفاء تخرج من جوف مرعوب، مما تراه رأي العين قادما من الخارج، ويتربص بها في الداخل أيضا. حكومة الملالي وخامئني المختلة، وقد أعجزها وأسقط في يدها، وسدت أمامها الدروب، وأحاطت بها استحقاقات العدالة الدولية، راحت تجرب الالتفاف على أهوال هذه النذر، بالزعم لنفسها أنها أمة سلام، وتتملك المسعى لمصالحة مع السعودية والإمارات والبحرين.. وكما أن هذا الزعم وهذا التملك طافحان بما يثير السخرية السوداء البائسة من نظام يدرك حجم تعدياته وتغولاته في دول الخليج العربية بكل الوسائل العنفية القذرة، ليس اليوم، إنما على مدى العقود الأربعة الماضية، خصوصا أن السعودية وشقيقاتها الخليجيات لم تألُ جهدا في سعيها للسلم والأمن، وما يحقق للجوار كرامة العيش والاستقرار، إلا أن تلك المساعي قوبلت بكل نوازع الشر ونشر الفتنة وتأجيج العنف في حكومة الولي الفقيه، فقد أقامت حكومة الولي الفقيه ميليشيات لها في لبنان وسورية والعراق واليمن وليبيا وتونس تحت هوس إمبراطورية طائفية عرقية نكراء، هي من مخلفات القرون الوسطى البائدة التي باتت منذ مئات السنين في مزبلة التاريخ. إذن، ما من شك أن حكومة الولي الفقيه في طهران وملاليه المختلة، وحرسه الثوري المجرم، وميليشياته الإرهابية، أصبحت في مهب ريح غضبة أمريكية، وفي متناول مشنقة العدالة الدولية، ولم يعد لكل تلك الآلة الجهنمية التي أذاقت شعبها وشعوب المنطقة وشعوب العالم الويلات والدم والخراب، سوى أن تواجه ما لا بد لها من مواجهته من ردع مزلزل، عبرت عنه تصريحات الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته ووزير دفاعه، وغيرهم من المسؤولين في أمريكا وفي بلدان أخرى، لكن تبقى الحقيقة التي لا يمكن لإيران أن تفلت منها، ولا أن تلتف عليها أو تتحاشاها، وهي أن العين الأمريكية قد أصبحت حمراء.. حمراء.. حمراء، وليس بوسع حكومة الملالي الإرهابية سوى الرضوخ للمطالب الـ "12" التي قدمتها أمريكا أو الغرق في مستنقع حتفها.
إنشرها