كتب لا يمكن قراءتها

لا يعرف معنى عشق الكتب إلا من هام حبا في القراءة، بمجرد رؤيته لمكتبة في أي مكان في العالم تشعره أنه وجد معشوقته ويظل بداخلها متأملا الرفوف وأغلفة الكتب ثم يخرج بحصيلته من ذلك الحب الأبدي، ومن ثم يبدأ في الإبحار بين دفتيه وينهل من معينه.
ولكن ماذا لو كان هذا الكتاب لا يقرأ مجرد حروف متراصة ورسومات أشبه بالطلاسم وأرقام حيرت العلماء وخبراء اللغات.
في عام 1981 نشر الفنان الإيطالي لويجي سيرافيني كتابا سرياليا مشفرا اعتبر من أغرب الكتب في العالم، أسماه مخطوطة سيرافيني، خطه بيده بأبجدية غير معروفة أو مفهومة مزود برسومات وكأنها استمدت من ماض سحيق استلت من الواقع لكنها غير واقعية بتاتا رغم حداثة الكتاب.
وأنت تتصفحه يبدو لك أنه كتاب لتعليم السحر أو مسودة لاختراع معين أو شرح توضيحي لآلة أو لجسم إنسان أو مسخ، أشكال نباتية وهندسية وحيوانية وإنسانية بطريقة مبتدعة وكأنه إيجاد لعالم متكامل آخر غير هذا العالم.
بدأ في تأليفه وهو في سن الـ27 واستغرقت كتابته ثلاث سنوات ويقع في 360 صفحة ويعد من أغلى الكتب في العالم حيث بلغ سعر النسخة الورقية منه 2000 دولارا، ولكثرة الطلب عليه أعيدت صياغته ليباع بـ125 دولار فقط.
أما عالم الرياضيات والفلك والتنجيم جون دي فقد وجد أثناء جمعه للكتب المخطوطة المسماة سويجا التي سحرته بغموضها وحاول فك طلاسمها بشتى الطرق لكنه فشل وذلك في القرن الـ16 وكان حينها يعمل مستشارا للملكة إليزابيث الأولى، بعد وفاته اختفت المخطوطة لمدة 500 عام لتظهر منها نسختان عام 1994 ويقع الكتاب فى 200 صفحة ويتألف معظمه من مصفوفات رقمية وحرفية وتوجيهات وتعويذات يقال إنها "سحرية"، إضافة إلى معلومات فلكية، يصل عددها إلى 40 ألف رسالة، جزء صغير من الكتاب مكتوب باللاتينية ويتحدث عن طرق استحضار الأرواح على حد زعمه، لكن الكتاب مازالت رموزه تستعصي على الجميع، حتى جون يقال إنه استحضر الأرواح ليحل لغز الكتاب وعجز.
ويأتي مخطوط روهونك مثالا لأكثر الكتب غموضا في التاريخ ، أطلق عليه هذا الاسم نسبة لمدينة روهوك بهنجاريا، لا يعرف من أين أتى ولا بأي لغة كتب ولا حتى اتجاه قراءته، وزاد من صعوبة الوضع احتواؤه على 200 رمز تشير إلى معارك وديانات مثل المسيحية والإسلام والهندوسية، لم يتفق أي عالم على تفسير رموزه لأن عدد الحروف لأي لغة يراوح بين 20 و40 حرفا فقط.