FINANCIAL TIMES

شكاوى طبية تضع تطبيق بريطانيا الصحي الرفيع .. تحت المجهر

شكاوى طبية تضع تطبيق بريطانيا الصحي الرفيع .. تحت المجهر

شكاوى طبية تضع تطبيق بريطانيا الصحي الرفيع .. تحت المجهر

التطبيق الصحي الرفيع الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقييم الأعراض الطبية ويفتخر بعضوية أكثر من 2.5 مليون مستخدم فيه، يواجه تدقيقا تنظيميا بعد شكاوى من أطباء حذروا فيها من أنه يمكن أن يفوت علامات مرض خطير.
شكلت "بابيلون هيلث" شراكات مع خدمة الصحة الوطنية الإنجليزية، إضافة إلى شركتي التكنولوجيا العملاقتين "سامسونج" و"تينسنت"، وهي تتوسع بسرعة منذ تأسيسها قبل أربع سنوات.
ويشمل المستثمرون فيها مؤسسي وحدة ديب مايند آيه آي DeepMind AI للذكاء الاصطناعي التابعة لـ "جوجل"، في حين يشمل المستخدمون مات هانكوك، وزير الصحة الجديد ووزير الثقافة السابق في المملكة المتحدة.
أثارت هيئة تنظيم الأدوية في المملكة المتحدة أسئلة حول التطبيق بعد أن اشتكى أحد الأطباء من أنه فشل في تحديد ما إذا كانت بعض الأعراض لنوبة قلبية أم خثار وريدي عميق.
وقال طبيبان آخران لـ"فاينانشيال تايمز" إنهما قدما شكوى حول الصياغة على الموقع الإلكتروني، التي تغيرت منذ ذلك الحين، بشكل يمكن أن يربك المرضى.
لدى "بابيلون" واحدة من المنتجات التكنولوجية الجديدة التي تعتمدها الخدمات الصحية المثقلة بالأعباء والتواقة لتخفيض التكاليف، وشراكتان مهمتان مع الخدمات الصحية الوطنية.
ويستطيع بعض المرضى في لندن التسجيل لاستخدام استشارات الفيديو للتواصل مع أحد الأطباء، بدلا من التسجيل لجراحة تقليدية لدى طبيب عام. كما تقدم شركة بابيلون خدمة استشارات هاتفية تسمى الخدمات الصحية الوطنية 111 في شمال لندن.
وقد سلطت الشكاوى الضوء على تنظيم يبدو متأخرا كثيرا عن الابتكارات والفئات الجديدة من شركة بابيلون، إلى جانب أشياء مثل النظارات ولصقات الجروح.
وقد انتُقِدت شركة أوبر الشهر الماضي لاستخدامها تطبيقا صحيا مختلفا هو بوش دكتور PushDoctor، للتحقق من مدى قدرة إبصار السائقين عبر مكالمات الفيديو، وطول السلسلة والرسومات البيانية لفحص النظر التي يتم تسليمها في المنزل.
قالت شركة بابيلون إنها ردت على أسئلة من وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، التي أكدت أن الشركة ليست تحت التحقيقات الرسمية. وقالت الوكالة إنها لا تستطيع التعليق على شركات محددة، لكنها أضافت أنها "تقوم بانتظام بمراقبة ما بعد السوق وتحافظ على الحوار مع المصنعين".
اختبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" متفحص الأعراض في تطبيق بابيلون لفهم ردها على حالتين مرضيتين في مركز الشكوى الأولى. عندما تم إخبار التطبيق عن مدخن بدين يبلغ من العمر 66 عاما يعاني ألما مفاجئا في الصدر وتعرقا شديدا، أشار تطبيق بابيلون إلى أن تسعة من أصل عشرة أشخاص يعانون أعراضا مشابهة، من المحتمل أن يكونوا قد تعرضوا لنوبة هلع ولم يشر إلى خطر حدوث نوبة قلبية.
على النقيض من ذلك، تحتوي صفحة النصائح حول "ألم الصدر" الموجودة في موقع الخدمات الصحية الوطنية على مربع تنبيه ينبه الأشخاص لطلب المشورة الطبية، واستدعاء سيارة إسعاف إذا بدأ الألم بأعراض مثل التعرق. كما يقول المربع: "ربما تكون تعاني نوبة قلبية".
قالت شركة بابيلون: "النتائج المتغيرة لا تزال ممكنة إذا تم اختيار عرَض مختلف، حيث إن كل عرَض يمكن أن يشير إلى زيادة أو نقصان في احتمال وجود عدد أكبر من الأمراض المحتملة".
بند إخلاء المسؤولية في متفحص الأعراض على جهاز بابيلون والشروط والأحكام، يقول إن استجابات محادثات برنامج الواقع الافتراضي ليست تشخيصا ولا تمثل نصيحة طبية.
وقد أعرب كل من الدكتور ريتشارد بودي، طبيب قلب وأستاذ طب الطوارئ في جامعة مانشستر، والدكتورة أنيت نيري، وهي مستشارة سابقة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية عن قلقهما إزاء النتائج عند الاتصال بهما من أجل وجهات نظرهما.
قالت الدكتورة نيري: "لا يدرك الناس العاديون أن 90 في المائة من التشخيص يعتمد على تاريخ الشخص".
وقال إخصائي روماتيزم من شمال لندن، الذي تحدث إلى صحيفة "فاينانشيال تايمز" بشرط عدم الكشف عن هويته، إنه تلقى إحالات على نحو غير صحيح بشأن ثلاثة مرضى من خلال تطبيق بابيلون: "مع المعايير القياسية للطبيب العام في الخدمات الصحية الوطنية، الجودة متغيرة، لكن في المتوسط تكون الجودة أعلى".
قالت شركة بابيلون: "من الناحية الإحصائية، فإن ’استشاري أمراض الروماتيزم‘ لديكم لن يتوقع سوى رؤية إحالة واحدة أو اثنتين من هذه الإحالات، لذلك لا نعتقد أن هذا يعطي منظور الطبيب قدرا كبيرا من المصداقية باستثناء المصلحة الذاتية الصارخة... نقوم بانتظام بإجراء عمليات تدقيق سريرية لإحالاتنا، التي تثبت على الدوام أنها ذات جودة عالية وملائمة سريريا".
اشتكت طبيبة أخرى، وهي طبيبة عامة وكاتبة طبية تدعى مارجريت ماكارتني، إلى وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية وكذلك إلى هيئة جودة الرعاية وهيئة معايير الإعلان، حول الصياغة على موقع دعم خدمة بابيلون. وفقا لصورة التقطتها من الشاشة وأطْلعَت عليها صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن الصفحة الخاصة بالخدمات للحالات غير الطارئة في الخدمات الصحية الوطنية 111 بعنوان "هل هي آمنة؟" كانت تنص على ما يلي: "أظهرت دراسة فحصت سلامة التطبيق ودقته أنه قدم نصيحة آمنة بنسبة 100 في المائة من الحالات المستخدمة في الاختبار". وقالت: "كنت قلقة من أن التطبيق كان غير آمن وكان يجري بيعه بصورة كبيرة".
لم تعد الصفحة موجودة بالشكل نفسه. كما أخبر هوجو فارن، وهو طبيب متخصص بالجهاز التنفسي، صحيفة "فاينانشيال تايمز" أنه قد قدم شكوى إلى هيئة معايير الإعلان حول اللغة على موقع شركة بابيلون على الإنترنت.
ووفقا لصورة ملتقطة من الشاشة وأطْلعَ عليها صحيفة "فاينانشيال تايمز"، اعتاد الموقع القول إن تطبيق بابيلون الذي تم اعتماده جهازا طبيا مع وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، وإن خدمة الاستشارة عبر الفيديو تم "فحصها بشكل شامل من قبل لجنة جودة الرعاية".
وفي مراسلات من وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، اطَّلَعَتْ صحيفة "فاينانشيال تايمز"، جاء فيها أنه سيُطلب من شركة بابيلون تعديل الصياغة. ويشير موقع هيئة معايير الإعلان الإلكتروني إلى أن خمس الشكاوى حول الإعلان من قبل شركة بابيلون تم حلها بشكل غير رسمي.
وقالت شركة بابيلون لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إنها تقوم بتحديث محتويات مواقعها الإلكترونية باستمرار.
وقالت: "كشركة مبتكرة تعمل في طليعة التكنولوجيا وتعمل في صناعة لديها كثير من المصالح المكتسبة، تعمل شركة بابيلون تحت رقابة شديدة".
وأضافت أن الشكاوى المتعلقة بألم الصدر والاستجابة للخثار الوريدي العميق تم إجراؤها من قبل فرد "من الممكن أن لديه مصالح مكتسبة". رفض الطبيب، الذي تعرف صحيفة "فاينانشيال تايمز" هويته، هذا الادعاء.
وقالت الشركة: "إننا نذهب إلى ما هو أبعد بكثير من الأطباء العامين التقليديين عندما يتعلق الأمر بتدابير السلامة، حيث يتم تسجيل كل تفاعل للمرضى وتشفيره ويمكن تشغيله من أجل المراجعة اللاحقة".
وقال أندرو هالدنبي، مدير مؤسسة "إصلاح" الفكرية، إن التقنيات التي من شاكلة تطبيق بابيلون لديها إمكانيات ضخمة ومعترف بها على نطاق واسع لتسريع الوصول إلى الخدمة الصحية. وتمكين التشخيص الأسرع: "الإمكانات كبيرة بحيث يسهل الاندفاع معها تحت تأثير الحماس... على أن من المهم تذكر أن التقنية لا تزال في بداياتها".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES