الطاقة- النفط

تقرير دولي: ضخ السعودية مزيدا من النفط في الأسواق مرهون باحتياجات عملائها

تقرير دولي: ضخ السعودية مزيدا من النفط في الأسواق مرهون باحتياجات عملائها

أشاد تقرير "ريج زون" النفطي الدولي بالسياسات النفطية المتوازنة للسعودية، مؤكدا أن تعزيز المملكة مستوى الإنتاج بأعلى قدر له في ثلاث سنوات خلال الشهر الماضي عبر ضخ 10.5 مليون برميل يوميا، يعكس التزامها بتلبية الطلب العالمي.
ونقل التقرير الدولي - المعني بأنشطة الحفر - عن وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودية تأكيدها أن الزيادات الأخيرة مناسبة لطلبات العملاء، وأنها لن تحاول دفع مستوى ضخ النفط الخام في السوق بعيدا عن احتياجات عملائها.
وأشارت إلى أن "الرياض لن تذهب إلى أبعد من ذلك في المرحلة الراهنة"، مبينا أن الصادرات هذا الشهر ستكون "متساوية تقريبا" مع حزيران (يونيو) وستنخفض بمقدار 100 ألف برميل يوميًا في أغسطس.
وقال التقرير "إن السعودية وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، تنفذ بدقة وبشكل مدروس تعهدها في أواخر حزيران (يونيو) الماضي بأن منظمة "أوبك" وحلفاءها بما في ذلك روسيا، ستزيد الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا، لافتا إلى أن النتيجة ظهرت على الفور في تراجع بنسبة 6 في المائة في مستوى الأسعار هذا الشهر.
ورأى التقرير أن المخاوف من تخمة المعروض مبالغ فيها وغير واقعية، لافتا إلى أن "أوبك" تراعي احتياجات المستهلكين، وقد استجابت لدعوة دونالد ترمب الرئيس الأمريكي، إلى تهدئة ارتفاع الأسعار من خلال زيادة المعروض.
وأرجع أسباب هبوط النفط إلى عوامل أخرى منها تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ودلائل على أن تعطل الإمدادات في دول مثل ليبيا قد لا يكون سيئا كما كان متوقعا في البداية.
وأشار إلى أنه حتى في ظل ارتفاع الانتاج السعودي، فإن الأسواق الدولية أصبحت "متوازنة" في الربع الثالث، موضحا أن المخزونات من المتوقع أن تنخفض في النصف الثاني من العام بسبب الطلب القوي والزيادات الموسمية في الاستهلاك.
ورصد استمرار التباين فى مواقف المنتجين داخل منظمة "أوبك" وحلفائها، مشيرا إلى أن التباين يتعلق بكمية النفط التي يجب إضافتها إلى السوق، منوها إلى أن السعوديين والروس سيطبقون زيادة بنحو مليون برميل يوميا، بينما ترى إيران أن الزبائن يفرون منها بسبب العقوبات الأمريكية، ولذا تصر على أنه ينبغي أن يكون الإنتاج أقل بكثير.
وفى سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع على الرغم من زيادات الإنتاج في "أوبك" وخارجها وفى مستويات الإنتاج الأمريكي والتي كانت قد أثرت على السوق وعززت المخاوف من تخمة المعروض.
وتعود زيادة الأسعار إلى تراجع المخزونات، وتحسن مؤشرات الطلب، مما عزز الثقة في جهود المنتجين نحو استعادة التوازن والنمو المستدام في سوق النفط الخام.
وقال لـ"الاقتصادية" دان بوسكا، كبير المحللين في بنك "يوني كريديت" البريطاني، إن فرص نمو الأسعار واسعة، خاصة في النصف الثاني من العام الجاري 2018 مع بدء تطبيق العقوبات الاقتصادية على إيران، واستمرار تدهور الإنتاج في فنزويلا، علاوة على الانقطاعات الإنتاجية في عدد من الدول المنتجة الرئيسة.
وأضاف أن الزيادات الإنتاجية التى تقود دول "أوبك"، وتضخ بموجبها نحو مليون برميل يوميا إضافية بالتعاون مع خارج المنظمة، قد لا تلبي احتياجات الطلب المتنامية، لافتا إلى أن زيادة المعروض حاليا مؤقتة نتيجة أن الزيادات سبقت خصومات الإنتاج التي ستظهر بقوة فى تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، خاصة مع فرض عقوبات أمريكية على كل مشتري النفط الإيراني مما قد يهوي بمستوى الصادرات الإيرانية إلى مستوى الصفر.
من جانبه، قال جون هال مدير شركة "ألفا انرجي" للطاقة، إن "أوبك" استجابت لدعوة المستهلكين إلى زيادة الإنتاج، وبخاصة الولايات المتحدة والهند، لافتا إلى قناعة المنظمة بأن الأسعار ليست مصطنعة وإنما هى استجابة لتفاعلات العرض والطلب علاوة على المخاطر الجيوسياسية التى اتسعت فى الشهور الاخيرة .
وأضاف أن المستهلكين ينتظرون المزيد من الامدادات ويتطلعون الى قرارات أخرى لـ "أوبك" وحلفائها بمضاعفة المليون برميل يوميا الى مليوني برميل، مشيرا إلى حذر المنظمة الشديد عند اجراء الزيادات الانتاجية، فهى لا تركز على السعر وانما على ضرورة الاستجابة الملائمة للنمو فى مستويات الطلب وبما يحفظ علاقة متوازنة بين العرض والطلب.
بدورها تقول المحللة الأمريكية ويني أكيلو من شركة "أفريكا انجنيرينج"، إن تصاعد التوتر والسجال الكلامي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والايراني حسن روحاني له تأثير على استقرار سوق النفط وعلى حركة الصادرات النفطية فى العالم .
وأشارت الى أن الانتاج الامريكي يواصل عملية النمو المطرد، على الرغم من الصعوبات اللوجيستية المتمثلة فى اختناقات الانابيب وتقارب الابار واستنفاذ المناطق ذات الربحية العالية، لافتة إلى ضرورة تعاون كل المنتجين لتعويض أى فجوة فى المعروض، وتنشيط الاستثمارات طويلة الأجل والتي تؤمن الإمتدادات مستقبلا.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثانية أمس، بعدما أظهرت بيانات انخفاض مخزونات الخام الأمريكية أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، مما هدأ المخاوف من تخمة المعروض التي أثرت سلبا على الأسواق في الجلسات الأخيرة.
وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت 57 سنتا أو 0.8 في المائة إلى 74.01 دولار للبرميل بحلول الساعة 0623 بتوقيت جرينتش، وكان الخام سجل ارتفاعا قدره 38 سنتا عند التسوية أمس.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 27 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 68.79 دولار للبرميل، بعدما صعد نحو واحد في المائة في الجلسة السابقة.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت هبوطا حادا الأسبوع الماضي، بينما تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وهبطت مخزونات الخام 6.1 مليون برميل إلى 404.94 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 تموز (يوليو) الجاري ، مقابل توقعات محللين لهبوط قدره 2.3 مليون برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج بأوكلاهوما انخفضت 1.1 مليون برميل، إلى 23.73 مليون برميل.
وارتفع استهلاك مصافي التكرير من النفط الخام 46 ألف برميل يوميا إلى 17.29 مليون برميل يوميا، بحسب بيانات الإدارة، بينما هبطت معدلات تشغيل المصافي 0.5 نقطة مئوية إلى 93.8 في المئة.
وتراجعت مخزونات البنزين 2.3 مليون برميل إلى 233.5 مليون برميل، في حين توقع محللون في استطلاع لـ"رويترز" هبوطا قدره 713 ألف برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، تراجعت 101 ألف برميل إلى 121.21 مليون برميل، مقابل توقعات بزيادة قدرها 207 آلاف برميل.
وانخفض صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 2.5 مليون برميل يوميا إلى 5.09 مليون برميل يوميا.
من جانب أخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 72.01 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 71.85 دولار للبرميل فى اليوم السابق .
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "اوبك" أمس إن سعر السلة التى تضم متوسطات أسعار 15 خاما من انتاج الدول الأعضاء بالمنظمة، حقق رابع ارتفاع له على التوالي وأن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي والذي سجلت فيه 70.38 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط