Author

بين البصرة وصعدة

|

استقوت إيران على عواصم عربية، وحاولت أن تكون الآمر والناهي فيها؛ من بغداد إلى دمشق وبيروت وصنعاء... إلخ. هذه الحالة التي كان يتباهى بها الإيراني، واجهت ممانعة ومقاومة شديدة من المملكة، باعتبار أن هذا الأمر يمثل تهديدا للأمن القومي العربي.
وقد رأينا خلال الأيام الماضية الأحداث التي شهدتها البصرة، كان خطاب الغاضبين يتمثل في المطالبة بالتحرر من الارتهان لـ"الإيراني"، والالتفات إلى الإنسان، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات التي تخص المياه والكهرباء والغذاء، وتوفير الوظائف بدلا من تحويلها إلى الجار الأجنبي وسواه من الأغراب.
في المقابل، أطلق عدد من مشايخ القبائل في صعدة خطابا شبيها، أكدوا من خلاله أن الحوثي المدعوم من إيران، لا يمثل إلا نفسه، ولا يمكنه أن يكون متحدثا باسم اليمنيين في صعدة وسواها من مناطق اليمن.
هذه المشهدية الرمزية للخطابين تتماهى مع حالة الضيق التي يعبر عنها لبنانيون؛ بسبب ارتهان حزب الله للإرادة الإيرانية، وتغليب هذه الإرادة على المصالح الوطنية العليا للدولة اللبنانية.
هنا نحن لا نتحدث في المنحى الطائفي، فلا أحد في العالم العربي ينازع مختلف الطوائف حقها في التعايش المشترك، والحكومات تراعي هذه الحقوق، ولكن السنوات التي أعقبت وصول الخميني إلى الحكم، رافقهتا مساعٍ إلى تصدير المشكلات لدول الجوار. وتورطت إيران في إرهاب داخل المملكة ودول خليجية وعربية أخرى.
وعي المجتمعات العربية بكل أطيافها بخطورة التغلغل، يختزل قصة أصبح الإيراني يواجهها حتى في الداخل. ولسان حالهم يقول: لماذا تبدد إيران مواردها في مغامرات خارجية؟
الشعب الإيراني كان يعيش في أمان ووفر غذائي قبل الثورة، لكنه تحول من حالة الكفاية إلى الفقر. أنصار خط الإمام وحدهم صاروا أغنياء، ولذلك فإن الصورة القاتمة جزء من حالة غليان شعبية توشك أن تنفجر.

إنشرها