FINANCIAL TIMES

لراحة الجميع .. يجب تعديل إجراءات الصعود إلى الطائرة

لراحة الجميع .. يجب تعديل إجراءات الصعود إلى الطائرة

"بإمكانكم الآن الصعود إلى الطائرة".
هذه الكلمات تبعث على الارتياح: ستتحرك الطائرة بعد قليل. لكن المزاج السائد يتسم بالقلق. يقف الناس في طابور، ويضغطون للسير إلى الأمام، باستثناء الذين اصطفوا أصلا في الطابور.
لماذا التدافع؟ الطائرة ليست حافلة أو قطارا. لن تقلع وتتركك خلفها، طالما كنت عند البوابة. إذا سجلت أمتعتك، فلن تغادر بدونك، حتى لو لم تكن عند البوابة. ستسمع اسمك ينادى عليه عبر ميكروفون المطار.
لا داعي للقلق بشأن عدم الحصول على مقعد. رقم مقعدك موجود على بطاقة الصعود إلى الطائرة. وليس الحال كما لو أن أوائل الركاب سيختطفون جميع سماعات الرأس.
مع ذلك يرغب الناس في الصعود أولا. ولست مختلفا عنهم. لكن لماذا نريد الصعود قبل الآخرين؟ حتى يمكننا تخطي الممر بدون عوائق. الصعود متأخرا يلزمنا بانتظار أولئك الذين يسدون الطريق، بسبب رفع حقائبهم إلى الخزائن العلوية أو الانحناء في الممر بينما يرتبون أمتعتهم على مقاعدهم.
لكن الأمر مجرد مضايقة مؤقتة، مسألة بضع دقائق. أثناء ذلك يمكن أن نبعث برسالة بريد إلكتروني أخيرة، أو أن نلعب لعبة "سكرابل" على الإنترنت.
السبب الحقيقي والوحيد وراء صعودنا المبكر هو التأكد من إمكانية وجود مكان لوضع حقائبنا في الخزائن العلوية. فبعض الأشخاص يصعدون إلى الطائرة ومعهم ليس حقيبة سفر بعجلات فحسب، بل حاسب محمول وحقيبة يد أيضا. شركات الطيران تفضل عدم إدخال الحقائب، لكنها لا تبذل جهدا يذكر لتطبيق القيود على الأمتعة المحمولة في اليد.
وربما هناك كثير مما يثير القلق أثناء الصعود: ضيق الممرات، والإحساس بأن كثيرا من الناس محشورون في مكان ضيق، والعدد الصغير من مداخل الطائرة. هذه جميعا تعطي إحساسا بعدم الارتياح نادرا ما أشعر به، مثلا، وأنا أنتظر لصعود قطار ما بين المدن.
وللحد من الزحام، ابتكرت شركات الطيران عدة طرق مذهلة لإجراءات الصعود إلى الطائرة. في كانون الأول (ديسمبر)، بدأت شركة الخطوط الجوية البريطانية تصعيد المسافرين إلى الطائرة في خمس مجموعات، بدءا من عملاء الدرجة الأولى وحاملي الذهبية، انتهاء بمسافري الدرجة السياحية.
وكانت ردة فعل بعضهم غاضبة. ذكر أحد التقارير أن حقيقة أن الذين يدفعون أقل سيضطرون لأن يكونوا آخر من يصعد إلى الطائرة تعطيهم إحساسا بأنهم "في مسيرة عار". لكن الخطوط البريطانية تتبع فقط النظام الذي تتبعه كثير من شركات الطيران في مختلف أنحاء العالم – أمريكان أيرلاينز، مثلا، لديها الآن تسع مجموعات مستقلة للصعود إلى الطائرة (يحظى العسكريون مكانة عالية في ترتيب الصعود).
نظرا لأن معظم شركات الطيران لا تريد أن يصعد الجميع معا، فهل من طرق أخرى للصعود؟ اختبر أكاديميون بدائل عديدة، بما في ذلك صعود المسافرين الذين توجد مقاعدهم بجوار النافذة أولا، بحيث لا يضطر الذين يجلسون بجوار الممر إلى الوقوف للسماح لهم بالدخول.
لكن تبين أن هناك مشاكل مع هذا الحل. فهو يعني أن على أفراد الأسرة الواحدة الصعود إلى الطائرة كل على حدة. تنادي في العادة على العائلات التي لديها أطفال رضع للصعود أولا، لا يفضل معظم الآباء ترك طفل في التاسعة من العمر يصعد إلى الطائرة وحده.
اقترحت دراسات أخرى أن يكون الصعود إلى الطائرة من الخلف. كانت شركات الطيران تفعل شيئا قريبا من ذلك: تجعل ركاب الدرجة السياحية يصعدون من الخلف بعد أن يكون ركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال قد جلسوا في مقاعدهم.
هناك منطق لبدء الصعود إلى الطائرة من الخلف. ففي هذه الحالة لن يسد الركاب الممرات أمام أولئك الذين يصعدون إلى الطائرة لاحقا. لكن ربما يكون الحل هو قلب نظام الصعود إلى الطائرة رأسًا على عقب، بمعنى أن أولئك الذين يدفعون أقل يمكن أن يصعدوا إلى الطائرة أولاً. وفي الوقت نفسه يمكن إقناع العملاء الأكثر ولاء، ممن يدفعون أعلى الأسعار، بفكرة أن الصعود المتأخر هو امتياز. لماذا تترك الراحة في صالة الدرجة الأولى قبل أن تضطر لذلك؟
هل هذا يجعل الجميع سعداء؟ هل يمكن لمن يجلسون في المقاعد الأرخص تعزية أنفسهم بأنهم على الأقل كانوا أول من صعد إلى الطائرة. وهل الركاب الباقون وراءهم، ممن يدفعون مبالغ أعلى، سيشعرون بالزهو لأن الجميع مضطر لانتظار صعودهم إلى الطائرة؟
ستظل هناك مشكلة العثور على ما يكفي من الخزائن العلوية الفارغة، رغم أن هذه ليست مشكلة في مقدمة الطائرة. لكن يجدر بشركات الطيران أن تبدأ على أية حال بالتشديد على العفش اليدوي الزائد – من أجل راحة الجميع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES