Author

التغيير ليس «بعبعا»

|
يتحدث البعض عن التغيير المجتمعي وكأنه حدث عارض أو طارئ، ويحلو للبعض أن يصوره للناس وكأنه "بعبع" مخيف. هذا الحديث ليس جديدا. ذاكرة الناس مجبولة على النسيان فقط. أما التغيير فمستمر منذ بدء الخليقة. ومن يظن أنه لا يتغير، هو في واقع الأمر يعيش وسط التغيير. وما يعتقده من مناعة ضد التغير محض حيلة نفسية. واقع الحال أن المرء منذ نشأته وهو يشهد تغيرات نفسية واجتماعية وسلوكية، وهذه التغيرات بعضها يحدث عفويا، والبعض الآخر يحدث أحيانا مع تمنع؛ لأن الإنسان - في المجمل - عدو ما يجهل. الملف الاجتماعي في مجتمعات عدة، كان ولا يزال يتوكأ عليه البعض بقصد أو دون قصد باعتباره مرتبطا باهتمامات الناس وحاجاتهم المباشرة. وكانت هناك انتقائية في مجتمعاتنا، مع تبديل للمواقف بين التشدد والتراخي فيما يخص هذا المجتمع أو ذاك. وقد جاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتمثل تحديا أمام أصحاب الخطابات المزدوجة؛ إذ أصبح هناك رأي عام يقدم تساؤلاته البدهية حول ازدواجية الأحكام والرؤى من مجتمع إلى آخر، ولكن من قبل شخص أو تيار واحد. إننا يمكن أن ننظر إلى هذا باعتباره أحد المخرجات المهمة، التي تعكس نضجا في العقل الجمعي، وتجاوبا مع تطلعات صانع القرار، الذي كان يقف مترددا بين الاستجابة للمنطق الطبيعي للتطور، وهامش غير مرئي يقدم ممانعة انتقائية. لقد كشفت وسائل التواصل الاجتماعي، أن الصوت المرتفع ليس شرطا أن يمثل نبض الناس الحقيقي. كانت وسائل التواصل نعمة، خاصة مع الجهود المبذولة للتخلص من الأصوات الزائفة التي تمارس التحريش والتخريب. إن الجيل الجديد أكثر قدرة على استيعاب أهمية عجلة التغيير. لا بد أن نساندهم ونساند توجهات الحكومة و"رؤية المملكة 2030". هذه الرؤية لا مكان فيها لمن يرغب في إيقاف العجلة، فالقاطرة تمضي صوب المستقبل حاملة بشارات الرفاهية والسعادة والنماء الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
إنشرها