الطاقة- النفط

الاستثمارات النفطية العالمية مرشحة للارتفاع 5 % إلى 472 مليار دولار في 2018

الاستثمارات النفطية العالمية مرشحة للارتفاع 5 % إلى 472 مليار دولار في 2018

توقعت وكالة الطاقة الدولية نمو الإنفاق العالمي على قطاع النفط والغاز بشكل متواضع خلال العام الجاري 2018، وذلك للعام الثاني على التوالي بسبب التحول المستمر نحو مشروعات سريعة الربحية وقصيرة الأمد خاصة مشروعات النفط الصخري الأمريكي التي ستشهد انتعاشا مستمرا على مدار العام الجاري.
وقال تقرير للوكالة الدولية، "إن الاستثمارات النفطية بعد انخفاضها بأكثر من 40 في المائة بين عامي 2014 و2016، انتعشت على مستوى العالم بشكل متواضع في عام 2017 بنسبة 4 في المائة لتصل إلى 450 مليار دولار من حيث القيمة الاسمية، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 5 في المائة لتصل إلى 472 مليار دولار في عام 2018".
وأوضحت الوكالة - في أحدث تقاريرها السنوية الخاصة بالاستثمار في الطاقة العالمية - أن التركيز على المشروعات ذات الدورات الأقصر لتعظيم الأرباح كان سائدا في فترة تراجع أسعار النفط، ما أدى إلى التحول إلى الاستثمار بعيدا عن النفط التقليدي، لافتا إلى أن الشركات تضخ حاليا مزيدا من الاستثمارات في الأصول المنتجة وعديد من عملياتها توسع في صناعة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الإنفاق الرأسمالي في قطاع الصخر الزيتي في الولايات المتحدة قد ازدهر منذ نهاية عام 2016، ومن المتوقع أن يزداد بنسبة 20 في المائة في 2018 بعد قفزة بنسبة 60 في المائة في عام 2017.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن تكاليف قطاع النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة ترتفع إلا أن المكاسب الكبيرة في الكفاءة وارتفاع الإنتاجية الجيدة تبلورت في أن الصناعة قد خفضت تكلفة سعر برميل النفط إلى النصف تقريبا بين عامي 2010 و2014.
وتوقع التقرير أن ينمو إنتاج النفط الصخري بمعدل 1.3 مليون برميل يوميا هذا العام إلى أكثر من 5.7 مليون برميل يوميا ما يمكن المنتجين من تحقيق ربح جماعي لأول مرة، وذلك مع الارتفاع الأخير في الإنفاق على النفط الصخري الزيتي الأمريكي.
ونقل التقرير عن فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية قوله "إن صناعة النفط الصخري تحولت هذا العام إلى صناعة أكثر نضجًا وثباتًا من الناحية المالية بينما ينمو الإنتاج بأسرع وتيرة له على الإطلاق، لكن بالنظر إلى المستقبل تحذر وكالة الطاقة الدولية من أن استمرار قدرة منتجي النفط الصخري الزيتي على التغلب على الضغوط التضخمية بتحسن الإنتاجية لا يزال غير مؤكد".
وأكد تقرير الوكالة أن الاستثمار في الموارد التقليدية الجديدة سينخفض في عام 2018 إلى نحو ثلث الإجمالي وهو أدنى مستوى في عدة سنوات، معتبرا هذا الأمر يثير مخاوف بشأن مدى كفاية المعروض على المدى الطويل.
وأشار التقرير إلى أن التحول إلى التركيز على المشروعات قصيرة الأمد يعني أيضاً أن الإنفاق على الاستكشاف قد يعانى مستقبلا، مبينا أنه على الصعيد العالمي من المتوقع أن يصل الإنفاق على الاستكشاف إلى 51 مليار دولار هذا العام بانخفاض 6 في المائة عن عام 2017 مسجلا أدنى حصة على الإطلاق من الإنفاق العالمي على مشروعات المنبع.
وأفاد التقرير بأن تكاليف النفط الصخري الزيتي ستزيد في المتوسط بنسبة 11 في المائة في عام 2018، بعد زيادة بنسبة 9 في المائة في عام 2017، مشيرا إلى أن حصة شركات النفط الوطنية في إجمالي استثمارات النفط والغاز المنبع لا تزال قريبة من مستويات قياسية في العام الماضي وهو اتجاه من المتوقع أن يستمر في عام 2018.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لمجموعة "كيو اتش أي" للخدمات النفطية، "إن تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة له دون شك تداعيات واسعة على الاقتصاد العالمي وعلى معدل النمو في الطلب على الطاقة وهو ما انعكس سريعا على مستوى أسعار النفط الخام".
وأشار إلى أن المخاوف على المعروض تقلصت على نحو كبير بسبب التفاهمات الناجحة بين كبار المنتجين وقرار "أوبك" بضخ مليون برميل يوميا إضافية مع الاستعداد والجاهزية الواسعة لضخ مزيد في الأسواق وهو ما قدره البعض بنحو مليوني برميل يوميا، ما يمكن من استيعاب التأثيرات السلبية لانقطاعات الإنتاج ونتائج العقوبات على إيران التي ستهوي دون شك بمستوى صادراتها من النفط الخام.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية"، جون هال رئيس شركة "ألفا إنرجي" البريطانية، أن ملفات الطاقة احتلت جانبا رئيسيا من محادثات الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي خاصة ما يتعلق بمبيعات الغاز في السوق الأوروبية، مشيرا إلى أن الغاز المسال الأمريكي يحاول المنافسة بقوة مع خطوط أنابيب الغاز الروسية خاصة فيما يتعلق بالمبيعات إلى ألمانيا.
ولفت إلى أن القمة كانت ناجحة، حيث هناك توجه عام من المنتجين بزيادة المعروض النفطي لتأمين الإمدادات وتعويض التراجعات الحادة من عدد من دول الإنتاج المهمة في مقدمتها إيران وفنزويلا وكندا وأنجولا وغيرها.
من ناحيتها، قالت لـ "الاقتصادية"، المحللة الروسية ومختصة التحكيم الدولي نينا أنيجبوجو، "إن روسيا لا تشعر بالقلق من وصول صادرات الغاز المسال الأمريكي إلى السوق الأوروبية وهى على قناعة بقدراتها التنافسية العالية والجذابة للمستهلكين في السوق الأوروبية".
وأضافت أنه "رغم المنافسة بين البلدين فقد أكد الرئيس بوتين أن هناك مساحات كبيرة للتعاون والتنسيق مع الجانب الأمريكي بما يدعم استقرار الأسواق العالمية للطاقة"، لافتة إلى أن روسيا كما نجحت في بناء شراكة طويلة الأمد مع "أوبك" تسعى إلى بناء شراكات أخرى مماثلة في النجاح مع كبار المنتجين والمستهلكين في سوق النفط والغاز وكافة موارد الطاقة الأخرى.
وفيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط للجلسة الثانية أمس، مع انحسار المخاوف من تعطل محتمل لبعض الإمدادات، في حين ركز المستثمرون على احتمال تضرر النمو العالمي جراء تفاقم الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
وتراجع العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 32 سنتا بما يوازي 0.5 في المائة إلى 71.52 دولار للبرميل خلال تعاملات أمس، ليسجل أقل مستوى منذ 17 نيسان (أبريل) الماضي. وكان الخام قد هبط 4.6 في المائة أمس الأول.
وفقدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 31 سنتا بما يعادل 0.5 في المائة إلي 67.75 دولار للبرميل. وكان الخام قد تراجع أمس الأول 4.2 في المائة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط