«تصفية شاملة» لـ «تويتر» ومستخدمون يفقدون مئات الآلاف من المتابعين الوهميين

حالة مشتركة بين جنون العظمة وحب الظهور كانت تجتاح عديدا من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة "تويتر" عند امتلاكهم عددا كبيرا من المتابعين، وبسبب ذلك شهد العالم ظهور تطبيقات وشركات متخصصة في بيع المتابعين الوهميين في "تويتر"، الأمر الذي زاد من حدة المنافسة بين النظائر، سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات، إلا أن "تويتر" قامت خلال الأسبوع الماضي بعملية يمكن أن يطلق عليها "تصفية شاملة"، حيث حذفت ملايين الحسابات الوهمية وغير النشطة، ما أحرج عديدا من المستخدمين، وكشف حقيقة زبائن تجارة المتابعين.
فخلال الشهرين الماضيين صعدت "تويتر" بشكل حاد من وتيرة معركتها ضد الحسابات المزيفة والمشبوهة، حيث قامت بتعليق أكثر من 70 مليون حساب وهمي وغير مرغوب فيه خلال شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو)، وما زالت عملية التعليق مستمرة، وهو ما أدى إلى إزالة مكثفة للحسابات غير المرغوب فيها والوهمية، أدى ذلك إلى انخفاض في أعداد المتابعين لعديد من المستخدمين الذين تتم متابعتهم من قبل حسابات وهمية.
واشتعل عديد من الوسوم "هاشتاقات" التي تطرح أسئلة على المستخدمين عن عدد المتابعين الذين فقدوهم، إضافة إلى نشر حسابات عديد من المشاهير والشخصيات قبل وبعد خسارة أعداد المتابعين، حيث تبينت عمليات شرائهم مئات الآلاف من المتابعين الوهميين.
وتعتبر حملة إيقاف الحسابات، خطوة غير مسبوقة وبمنزلة جزء من تحركات "تويتر" للحد من تأثير الأشخاص المتهمين بإساءة استخدام المنصة، وتعكس هذه التغييرات تحولا جادا لمنصة "تويتر"، إذ حاول المسؤولون التنفيذيون منذ مدة طويلة الحد من التصرفات المسيئة بشكل أكبر.
قالت "تويتر" الأسبوع الماضي "إن أعداد المتابعين لكل حساب على "تويتر" ستنخفض بكل تأكيد"، وذكرت أن أعداد المتابعين هي عبارة عن ميزة مرئية مهمة وتسعى دائما إلى تعزيز الثقة فيما تدل عليه هذه الأرقام.
وأضافت أنه "على مدى سنوات، قد قامت بإقفال عديد من الحسابات التي اكتشفت تغييرات مفاجئة في سلوكها"، وتعمل "تويتر" على التواصل مع مالكي الحسابات، وفي حال لم يثبتوا أن الحسابات حقيقة ويعيدوا تعيين كلمات المرور الخاصة بهم، فإن "تويتر" ستبقيها معلقة دون إمكانية الدخول إلى المنصة. وعملت "تويتر" على إزالة الحسابات المقفلة من أعداد المتابعين للحسابات حول العالم. وكنتيجة لذلك، انخفض عدد المتابعين المعروض في عديد من الحسابات.
وقالت "تويتر"، "إنها تدرك أن ذلك قد يشكل صعوبة بالنسبة إلى البعض، لكنها تعتقد أن الدقة والشفافية تجعلان خدمة "تويتر" أكثر موثوقية للمحادثة العامة"، وعلى الرغم من أن التغييرات الأكثر أهمية تحدث خلال الفترة الحالية، إلا أن أعداد المتابعين قد تواصل تغيّرها بشكل أكثر انتظاما كجزء من عملها المتواصل لتحديد وتحدي الحسابات المسببة للمشكلات بشكل استباقي.
تأتي هذه الخطوة بعدما أعلن جاك دورسي الرئيس التنفيذي لشركة تويتر في آذار (مارس) الماضي، عن الجهود المتواصلة لإيجاد الثقة وتحفيز صحة المحادثات على "تويتر"، وأكد أن أعداد المتابعين ميزة مرئية مهمة جدا تسعى الشركة إلى أن تعزز ثقة الجميع، فيما أن هذه الأرقام ذات دلالة ومعنى، إلا أن جاك بدوره قد فقد ما يقارب 200 ألف متابع من أصل 4.22 مليون متابع.
وامتد تأثير الحملة إلى حساب "تويتر" الرسمي على المنصة الذي شهد أكبر انخفاض في عدد المتابعين، حيث تمت إزالة أكثر من سبعة ملايين متابع وهو ما يقارب 10 في المائة من عدد المتابعين السابقين لهذا الحساب.