FINANCIAL TIMES

الحرب التجارية تزعج الجمهوريين في عام الانتخابات

الحرب التجارية تزعج الجمهوريين في عام الانتخابات

السيناتور تشاك جراسلي الذي يمثل ولاية أيوا انتقد الحرب التجارية وقال من المحتمل أن تكون "كارثية". وهاجمها السيناتور لامار ألكساندر، من ولاية تينيسي، لأنها "خطأ كبير". وحذر السيناتور جون كورنين، ولاية تكساس، من أن المعركة المتصاعدة يمكن أن "تتصاعد بشكل يخرج عن السيطرة".
الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترمب تسبب حالة من التوتر بين أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين - وليس فقط القلة التي انتقدت الرئيس الأمريكي علنا في الماضي.
مع تبقي أربعة أشهر فقط على الانتخابات النصفية، أصبح صوت عدد كبير من المشرعين الجمهوريين مسموعا بشكل متزايد بشأن انتقاداتهم للتعرفات الجمركية التي فرضها ترمب على الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، وتأثيرها في الصناعات الرائدة في ولاياتهم.
تم انتقاد التعرفات من قبل كبار المانحين الجمهوريين، بمن فيهم الأخوان كوش المؤثران، وأكثر من مائة جمعية تجارية، تراوح من غرفة التجارة الأمريكية إلى الرابطة الوطنية للمصنعين والاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة.
لكن عندما يتعلق الأمر بالولايات والمقاطعات التي ستقرر أي حزب سيسيطر على مجلسي النواب والشيوخ، فإن الرد على الخطة التجارية لترمب كان مشوشا حتما، ما يشير إلى الحساسية وعدم اليقين المحيطين بنوع التأثير الذي ستحدثه هذه التعرفات في الداخل الأمريكي.
وجد استطلاع أجرته "واشنطن بوست - شار"، بين 27 حزيران (يونيو) والثاني من تموز (يوليو)، أن 57 في المائة من الأمريكيين لا يوافقون على تصرفات ترمب بشأن التجارة. لكن في الولايات الـ 15 التي صنفها معهد بروكينجز على أنها ستتأثر على الأرجح بالتعرفات المتبادلة، يحظي ترمب حاليا بتأييد نسبته 57 في المائة، وفقا للاستطلاع نفسه. وتزيد هذه النسبة خمس نقاط فوق الدعم الذي لقية خلال انتخابات عام 2016.
قال مارك مورو، أحد كبار الزملاء في معهد بروكينجز، إن تأثيرات معركة التعرفات تختلف اختلافا كبيرا حسب المقاطعة والصناعة. ففي حين أن معظم المزارعين لن يضطروا للتعامل مع التأثيرات حتى وقت لاحق من هذا العام، عندما يشرعون في التخطيط لموسم الزراعة المقبل، فإن مصنعي قطع غيار السيارات قد يشعرون بالتأثير في وقت أقرب.
وأضاف مورو: "يبدو أنه إذا بدأت الأمور تأخذ مسارا خاطئا يمكن أن تكون هناك تداعيات على المرشحين الجمهوريين، لكنني أعتقد أن هناك أيضا دليلا على أن التوقيت قد لا يكون مناسبا وحتى إن حدث فعلا أن اختلت الأمور، ربما لن يعزو الناخبون تلك المشاكل إلى ترمب".
وتابع قائلا: "سيتطلب الأمر حصول آثار مزعجة ملموسة مثل إغلاق المزارع، أو انتقال الوظائف إلى الخارج لتغيير آراء الناس بالفعل". وأردف: "أعتقد أن كثيرا من الناخبين المعجبين بترمب سيفترضون حسن نيته وقد يرحبون حتى بقليل من العدوانية. إن مصدر شعبية ترمب في هذه الأنواع من الأماكن التي لها تاريخ عسير مع عقد قاس على الجانب الزراعي و30 عاما قاسية في التصنيع تعود إلى انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية".
ووفقا لتحليل أجراه معهد بروكينجز لبيانات من مكتب العمل و"إيمسي"، شركة أبحاث سوق العمل، ميتشجان وإنديانا ووسكنسن هي الولايات الثلاث المتذبذبة الأكثر احتمالا أن تشعر بتأثير التعرفات - الأولى والثانية بسبب شركاتهما لتصنيع السيارات والشاحنات، والأخيرة بسبب الصادرات من منتجات الألبان والفواكه والخضراوات المعلبة.
في إنديانا التي صوتت لصالح ترمب في عام 2016، يأمل الجمهوريون في الحصول على مقعد في مجلس الشيوخ من خلال إقصاء جو دونيللي، العضو الديمقراطي الحالي. وهناك سباق حاسم آخر في داكوتا الشمالية حيث يأمل الحزب في هزيمة الديمقراطية، هايدي هيتكامب. لكن وفقا لمعهد بروكينجز، ستتأثر داكوتا الشمالية على الأرجح بالتعرفة الجمركية المتبادلة بسبب صناعة الآليات الإنشائية وزراعة القمح التي توجد فيها.
ردا على أحدث جولة تعرفات أعلنها ترمب، أصدر دونيللي بيانا مدروسا يقول فيه إنه يؤيد "ساحة لعب متكافئة" لمنتجي الفولاذ في الولاية، لكنه كان قلقا بشأن "الضرر الدائم" الذي قد تخلفه الحرب التجارية على مزارعي إنديانا. وانتقدت هيتكامب التعرفات على أنها "سيئة التخطيط"، بينما شدد منافسها الجمهوري على أن الناخبين في شمال داكوتا الذين يميلون إلى الجمهوريين سيدعمون الرئيس لأنهم "يريدون صفقة أفضل".
حتى الآن يقول خبراء استراتيجيون ومستطلعو رأي إن هناك تناقضا بين مشاعر القلق التي عبر عنها كثير من مشرعي الحزب الجمهوري بشأن الرسوم الجمركية ورد الفعل الذي أبداه كثير من الناخبين الجمهوريين تجاه السياسة التجارية.
وبحسب ديفيد تاماسي، وهو جمهوري من جماعات الضغط (اللوبي) وجامع تبرعات في واشنطن "هناك انقطاع بسيط بين مخاوف مجتمع الشركات التجارية الأوسع بشأن التعرفات (...) والأثر السياسي والاقتصادي الفعلي في مقاطعات مجلس النواب وفي بعض ولايات مجلس الشيوخ هذه حيث يحتاج الجمهوريون إلى أداء جيد".
في أيوا أدان عضوان جمهوريان خطة التعرفات. مع ذلك يقول مستطلعو رأي إنهم لم يرو بعد الناخبين الجمهوريين يشاركون ممثليهم القلق.
قال دينيس جولدفورد، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة دريك: "يميل الجمهوريون إلى قول إنهم يعتقدون أن الرئيس يفعل يعتقده صحيحا، لكن قد لا يعي التأثير في الزراعة. في هذه المرحلة، نحن لا نلتقط على أية تلميحات، ناهيك عن موجة كبيرة من الشعور بما يكفي من القلق من أن مؤيدي الرئيس في المناطق الريفية على استعداد للتخلي عنه ومعاقبة المشرعين الجمهوريين في الكونجرس".
على الصعيد الوطني، ظهر أن عديدا من المزارعين والعمال على استعداد لافتراض حسن نية ترمب، كما قال تشارلي كوك، محرر "تقرير كوك السياسي"، غير الحزبي.
وأضاف كوك: "لا أستطيع ذكر عدد المرات التي رأيت فيها رئيس جمعية فول الصويا الأمريكية يعبر عن مدى قلقه، لكنني متأكد أنني لم أر قلقا من قبل مزارعي فول الصويا العاديين، أو أي بيانات تظهر عدم دعم المناطق الزراعية حتى الآن".
وتابع: "أتحدث بالتأكيد مع كثير من أعضاء الكونجرس الجمهوريين الذين لا يؤيدون (التعرفات) أو قلقون منها. لكن البيانات حتى الآن لا تدعم افتراض أن ذلك سيؤذيهم". أظهر استطلاع أجرته مؤسسة جالوب أن معدلات تأييد ترمب في المناطق الريفية في الولايات المتحدة ظلت ثابتة.
وبحسب ويت آيرز، وهو مستشار سياسي جمهوري، في نهاية المطاف سيتلخص التأثير السياسي للرسوم الجمركية في الانتخابات النصفية ليكون أثرا جانبيا قصير الأمد ناتجا عن آثارها في الاقتصاد الأوسع، هذا إن كانت هناك أية آثار.
وقال: "حجتنا الأولى في الذهاب إلى الانتخابات النصفية بوصفنا جمهوريين هي الاقتصاد القوي الذي ينبض بالعافية، وبالتالي أي شيء يؤذي الاقتصاد القوي الذي ينبض بالعافية سيكون مؤذيا. لكن الناس سيصدرون الأحكام بحسب شعورهم بما في جيوبهم من المال – وليس بحسب المناقشات التي تصل إلى أسماعهم عبر قنوات الكابل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES