الناس

أكاديميون يحذرون: مخرجات الجامعات السعودية تسير في اتجاه معاكس لـ «رؤية 2030»

أكاديميون يحذرون: مخرجات الجامعات السعودية تسير في اتجاه معاكس لـ «رؤية 2030»

حذر أكاديميون، من أن مخرجات الجامعات السعودية التي يصل عددها إلى أكثر من 40 جامعة حكومية وخاصة، تسير عكس رؤية المملكة 2030، ولا تتواءم مع متطلبات المرحلة المقبلة عليها السعودية، كما أنها لا تواكب التطورات الحاصلة في العالم.
وأكد الأكاديميون ضرورة تقليل القبول في التخصصات التي لا تحتاج إليها سوق العمل، مقابل التركيز على التخصصات التي تنسجم مع "الرؤية" لتقليل نسبة البطالة في المجتمع ولا سيما في شريحة الشباب.
وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد العزيز سروجي وكيل جامعة أم القرى للشؤون التعليمية إن المرحلة المقبلة عليها المملكة تتطلب الاهتمام بتخصصات الاقتصاد سواء في جوانب الموارد المالية أو العلمية وما يعرف بالاقتصاد المعرفي هو الاقتصاد الذي تعتمد عليه الدول التي لا توجد لديها موارد لبناء اقتصادها مثل سنغافورة التي نجحت في ذلك.
وأوضح سروجي أن الاقتصاد المعرفي تخصص متنوع ومرتبط بمجالات عدة منها المجالات الهندسية والحاسوبية والابتكارية والتقنية مطالبا باستحداث ذلك التخصص في الجامعات السعودية، حيث يتم تداوله الآن عن طريق برامج وأبحاث فقط.
وأشار إلى أنه لا بد من التجديد والتطوير الذهني والفكري والعلمي للتخصصات الاقتصادية لتواكب التطورات السريعة التي يمر بها البلد، حيث يتم تدريسها أكاديميا بعمق واحترافية أكثر.
بدوره شدد الدكتور بندر الجعيد أستاذ الاقتصادية في جامعة الملك عبد العزيز على ضرورة التوجه للتخصصات والدراسات البينية والمتعددة التي أصبحت تمثل ثورة جديدة وتحدي شديد تتسم بالتوسع والتعقيد.
وأكد الجعيد على أهمية تويجه التخصصات النظرية في الجامعات إلى خدمة أهداف "رؤية المملكة 2030" كمثال توجيه تخصص التاريخ إلى خدمة الإرشاد السياحي والتاريخي.
ولفت الدكتور الجعيد إلى أن الدراسات العليا أسرع استجابة وتميزا في مواكبة "الرؤية"، حيث نجحت الجامعات الثماني القديمة في مواكبتها من خلال استحداث تخصصات بينية مثل أمن المعلومات في الأمور الجنائية، وبرامج السياحة والبرمجة، وفي الوقت ذاته بدأت بعض الجامعات الحديثة تنهج نهج الجامعات القديمة مثل جامعة جدة وجامعة المجمعة وجامعة القصيم.
وقال إن مواكبة التخصصات الأكاديمية لـ "الرؤية" من خلال اعتماد برامج نوعية أكايمية لها الدور الأساسي في تأهيل قادات القطاع الخاص والرؤساء التنفيذيين ومن خلال مزج التخصصات المتقاربة وتطويرها لتوليد تخصصات تلبي حاجة سوق العمل مثل ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية وتخصص البيانات الضخمة، ولن يتم ذلك إلا من خلال إعطاء الطالب المهارات الكافية التي تحتاج إليها سوق العمل.
وعد الجعيد التغيرات العلمية والاقتصادية والاجتماعية عوامل تدفع الجامعات لمواكبة الرؤية، والعمل على استقلاليتها وتقليل البيروقراطية والتخلي عن التفطير المركزي في وزارة التعليم وتخطيط كل جامعة حسب معطيات وإمكانيات واحتياجات المنطقة التي توجد فيها من خلال الاستثمار وإيجاد مصادر دخل.
وأشار إلى أن الجامعات لا تخرج أيدي عاملة بل تخرج أكاديميين فلا حاجة إلى قفل تخصصات معينة ولكن العمل على تطوير مخرجات التعليم من خلال التدرب والتأهل.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الإله ساعاتي عضو مجلس الشورى على مستقبل تخصصات ريادة الأعمال مطالبا بإعلاق الأقسام التي لا تحتاج إليها سوق العمل وتقليص أعداد القبول في التخصصات التي اكتفت السوق منها التاريخ والجغرافيا وتخصصات التربية.
ويرى ساعاتي قصور التعليم العالي في مواكبة الرؤية وأن وجود كليات تخرج حملة دبلوم هدر للأموال والوقت الجهد، مشيرا إلى أن البطالة في ازدياد والجامعات بأقسامها الحالية تسهم في زيادة معدلاتها لأن مخرجاتها لا تحتاج إليها سوق العمل.
وأوضح أن الأولوية تكمن في التركيز على تخصصات ريادة الأعمال لأنها الحل الأساسي لمعالجة البطالة من خلال تنفيذ برامج ريادة أعمال تؤهل الفتيات والشباب لامتلاك أعمالهم الخاصة.
وأضاف أن افتقار السلك الأكاديمي لتخصص ريادة الأعمال يعد قصورا شديدا من التعليم العالي في مواكبة "الرؤية" ومتطلبات سوق العمل على الرغم من المحاولات الظاهرية غير العملية لوزارة التعليم.
وأشار إلى أن وزارة الخدمة المدنية تهدف إلى خفض أعداد الموظفين في القطاع العام بنسبة 20 في المائة وهذا يجعل القطاع الخاص هو الموظف الأساسي، مما يلزم وزارة التعليم إعادة هيكلة خططها لتواكب احتياجات القطاع الخاص وليس الحكومي.
من جهتها أشادة الدكتورة نورة الربيع رئيسة قسم خدمة المجتمع في كلية المجتمع جامعة الأميرة نورة بنجاح التخصصات المعلوماتية والتقنية في مواكبة الرؤية واستحداث أقسامها بنسبة تصل إلى 50 في المائة.
وأوضحت الربيع، أن، الكليات الإنسانية والاجتماعية تخدم الرؤية والجهات الحكومية من خلال التوعية والتطوع وحل المشاكل، كما يخدم خريجيها مراكز مهمة مثل مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة وجامعة الأمير نايف.
وقالت الربيع أن التعليم العالي قادر على مواكبة كل جديد ويتكيف سريعا معا لأهداف الرؤية من خلال التدريب والتطوع، حيث لا يزال محافظا وثابتا على مقرراته ولكن التغيير يكمن في مجالات التطوع والتدريب الذي أصبح أكثر عمقا، مشيدة بدور الجامعات الناشئة وتحديدا جامعة جازان وجامعة الأمير سطام بن عبد العزيز.
بدوره قال الدكتور فواز سعد الأستاذ المشارك في جامعة أم القرى والمتخصص في الابتكار وريادة الأعمال إن المستقبل الآن قائم على التخصصات التقنية وتخصصات البرمجة وصناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي وهي التخصصات التي تخدم "رؤية المملكة 2030" لافتا إلى أن التخصصات الأكايديمية التقليدية بدأت تفقد بريقها مع التغيرات الاقتصادية والتقنية التي يشهدها العالم، ما يدعو إلى إعادة النظر في القيمة الفعلية للجامعات وجودة مخرجاتها.
وأوضح الدكتور سعد أن المستقبل يتجه للتعليم القائم على تنمية المهارات من خلال التدريب والممارسة العملية التي نفقدها في كثير من التخصصات.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الناس