منوعات

قبيل زيارة ترمب لأوروبا.. الغموض يكتنف علاقات أمريكا مع القارة

قبيل زيارة ترمب لأوروبا.. الغموض يكتنف علاقات أمريكا مع القارة

يقول قادة أوروبا إنهم تخلصوا من أي أوهام عن دونالد ترمب في الوقت الذي يستعدون فيه لاستقبال الرئيس الأمريكي في قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع لكنهم يخشون أن يؤدي تركيزه على المصالح الأمريكية إلى ساعة حساب لا يستفيد منها أحد.
فقد أمضى أصدقاء أمريكا في أوروبا العام الأول من حكم ترمب في البحث عن الاستقرار والتعرف على السياسة الخارجية الأمريكية في عهده لكنهم يسلمون الآن بأن الرئيس متمرد سياسي لا يمكن التنبؤ بأفعاله.
إلا أن هذا لا يسهل عليهم رؤية أولوياتهم وهي تتهدم أمام أعينهم.
وقد حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في خطاب ألقاه في الآونة الأخيرة من أن "أعمدة الثقة تتداعى" وذلك في تلميح إلى الرسوم الأمريكية على صادرات المعادن الأوروبية والتهديد بفرض رسوم أخرى على السيارات.
أما فيما يتعلق بروسيا خصم حلف شمال الأطلسي القديم فقد أطلقت الإدارة الأمريكية رسائل متباينة وذلك بتكثيف الحشد العسكري الأمريكي في أوروبا وفي الوقت نفسه توجيه انتقادات شديدة لأعضاء الحلف فيما يتعلق بإنفاقهم العسكري وتقاعسها عن التنسيق في فرض عقوبات جديدة على موسكو في 2017.
وأشار الرئيس الأمريكي، الزعيم الفعلي للحلف الذي تأسس قبل 70 عاما، إلى ما ستركز عليه رسالته في القمة التي تبدأ يوم الأربعاء وتستغرق يومين وتتلخص في ضرورة أن تزيد الحكومات الأخرى إنفاقها العسكري بشكل كبير وتخفض الرسوم على الواردات.
وقال ترمب الأسبوع الماضي في لقاء شعبي "سأقول لحلف الأطلسي: عليكم أن تبدأوا دفع فواتيركم. فالولايات المتحدة لن تتكفل بكل شيء. إنهم يفتكون بنا في التجارة".
ولا يفتأ المسؤولون والساسة الأمريكيون يقولون إن واشنطن تنفق 70 في المئة من ميزانيتها الدفاعية على حلف شمال الأطلسي غير أن أوروبا تدحض هذا الزعم تماما.
وقال مسؤول أوروبي كبير إن الرقم أقرب إلى 15 في المئة. وطلب المسؤول عدم نشر اسمه لأنه ليس مخولا سلطة الحديث مع وسائل الإعلام وذلك شأن كثير من المسؤولين والدبلوماسيين الذين حاورتهم رويترز لكتابة هذا التقرير.
ويصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن الرسوم التي يفرضها الاتحاد على معظم الواردات الأمريكية منخفضة بالفعل.
وقال دبلوماسيون في حلف شمال الأطلسي إنه إذا ما انتهت قمة الحلف نهاية مأساوية فقد تكون نظرة عامة الناس لها أسوأ من نظرتهم لقمة مجموعة السبع التي انتهت بخلافات في يونيو خاصة إذا ما انعقد الاجتماع المقرر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي يوم 16 يوليو في جو أكثر ألفة.
وقال ويس ميتشل مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية لدبلوماسيين ومسؤولي حلف شمال الأطلسي في كلمة ألقاها مؤخرا في بروكسل إن ترمب ينهج نهجا جديدا في المشاكل التي ازدادت تعقيدا على مر السنين مثل عملية السلام في الشرق الأوسط حتى إذا كان ذلك معناه الانفراد بمحاولة تسويتها.
وقال ميتشل "نأمل في تصرفاتنا أن نحفز ردا متعدد الأطراف لمعالجة بعض من أصعب التحديات التي تواجه العالم".
وكان في قوله هذا يردد صدى تعليقات أدلت بها فيونا هيل إحدى كبار المستشارين في مجلس الأمن القومي الأمريكي في لقاءات خاصة في واشنطن لكبار الدبلوماسيين في الاتحاد الاوروبي. وقال مسؤولون لرويترز إن هيل سعت لوضع قرارات ترمب السياسية في إطار كل متكامل.
وقال دبلوماسي رفيع كان حاضرا في هذا اللقاء "كانت تلك صدمة. فقد أدركنا أن ترمب لا يعبأ بتنسيق السياسة الخارجية للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي كما كان يحدث في الماضي. أصبحنا عالقين بلا قيادة أمريكية".
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن سياسة ترمب الخارجية تلتزم التزاما وثيقا بالفكر الجمهوري في واشنطن وإن التوترات شديدة منذ فترة.
وأضاف المسؤول أن الإدارة "تقدر هذه العلاقة تقديرا كبيرا" رغم التوترات الحالية.
وقال المسؤول "هؤلاء هم أقرب حلفائنا ونحن نقدر دعمهم فعلا، حدث هذا التوتر وهو عامل قائم منذ مدة طويلة.. لكني على ثقة تامة فيما يتعلق بعلاقتنا عموما".
وقال دبلوماسي كبير آخر في الاتحاد الاوروبي حضر الاجتماع الذي تحدثت فيه فيونا هيل "اعتدنا أن نبدي انزعاجنا من سياسات ترمب.. لكننا الآن ندرك أن الجنون بدأ يصبح استراتيجيا.. الآن علينا أن نلجأ لأي شريك ممكن لتعزيز أهدافنا".
 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات