أسواق الأسهم- السعودية

محللون: مخاوف الحرب التجارية "نفسية" على تعاملات سوق الأسهم السعودية

محللون: مخاوف الحرب التجارية "نفسية" على تعاملات سوق الأسهم السعودية

قال لـ"الاقتصادية" محللون ماليون، إن الحرب التجارية التي انطلقت بفرض رسوم جمركية متبادلة بين واشنطن وبكين تأثيراتها نفسية على تعاملات سوق الأسهم السعودية بحكم ارتباطها بالأسواق العالمية.
وأوضحوا أن قلق ومخاوف المستثمرين في أسواق المال العالمية من تأثيرات الحرب التجارية ربما سيلقي بظلاله على السوق السعودية بدرجة كبيرة من الناحية النفسية للمتعاملين، بالرغم من تماسك الأسواق الأوروبية والأمريكية بعد بدء تطبيق الرسوم الجمركية بين الصين وأمريكا، حيث تجاهلت هذه الأسواق أمس الأول هذه المخاوف بعد أن شهد المتعاملون إغلاقا مرتفعا لعدد منها.
وقال محمد الشميمري، المحلل المالي، على الرغم من توقعات بيوت الخبرة بأن أرباح النصف الأول لعام 2018 ستكون جيدة، إلا أن أثرا نفسيا ستتركه الحرب التجارية بين بكين وواشنطن بالتالي يتوقع سلبية في تعاملات السوق السعودية بعد أن أصبحت ضمن مؤشرات الأسواق الناشئة التي تحظى بمتابعة واهتمام المستثمرين العالميين، مشيرا إلى أن أسواق المال العالمية "حساسة" تجاه تطورات هذه الحرب التجارية.
وأضاف، هذه التوترات تقلق المستثمرين في الأسواق، خاصة بعد إعلان الصين فرض رسوم جمركية مماثلة على الواردات الأمريكية، لافتا إلى أن تأثير الحرب التجارية قد يكون ضعيفا، وتحديدا في قطاع البتروكيماويات الذي قد يستفيد من تأثيرات الحرب التجارية.
وتابع، بلا شك أن ضغوط الحرب التجارية سيكون لها أثر واضح في أسواق المال الأمريكية والأوروبية والآسيوية خلال الأيام المقبلة، إلا أن أثرها في السوق السعودية سيكون ضعيفا، على الرغم من أن الأخيرة؛ من الناحية الفنية؛ قد تستمر في الهبوط من مستوى 8154 نقطة، لا سيما أن حركة المؤشر خلال الأسبوع الماضي، تدل على وجود سلبية، مشيرا إلى أن قيمة التداول تعد ضعيفة، ولا تدعم السوق لتحقيق عمليات صعود في الوقت القريب.
وأوضح أن الأسهم السعودية تراجعت في الأسبوع الماضي، وسيستمر هذا التراجع خاصة بعد التداول السلبي وخروج جزء من السيولة من السوق.
من جانبه قال فهمي صبحه، خبير اقتصادي، إن الأسواق المالية والاستثمارات الدولية والشركات العابرة للقارات أو المتعددة الجنسيات العاملة في الصين وأمريكيا يسودها الآن حالة من الإرباك وعدم اليقين والضبابية نتيجة التهديدات المباشرة للحرب الاقتصادية بين البلدين، التي انطلقت فعليا لتنتقل من حالة التصريحات إلى حالة التطبيق الفعلي، مضيفا أن كل المؤشرات تشير إلى نتائج وخيمة محتملة على المشهد الاقتصادي العالمي.
وأضاف، أن نفسيات المتداولين في أسواق المال تعتمد في الأساس على محفزات أساسها الاستقرار السياسي والاقتصادي، إلا أن التأثير المباشر سيبدأ عندما تظهر ملامح هذه الحرب فيما إذا كانت محدودة أم ستتسع رقعتها وتشتد لتشمل أوروبا وكندا والمكسيك والاقتصاديات الناشئة برمتها، لذا ونتيجة حتمية لذلك سيكون المشهد التداولي سلبيا للغاية نتيجة هروب العملات القوية وانخفاض العائد الثابت على السندات الحكومية بأطيافها المختلفة، وهذا الأمر قد ينعكس على نفسية المتعاملين في السوق السعودية.
بدوره، أوضح الدكتور خالد البنعلي، أستاذ المالية والاقتصاد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن أمريكا طبقت الخميس الماضي الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، صاحب ذلك ارتفاع في الأسهم الأمريكية بنسبة تقارب 1 في المائة، لذا فان التوقعات الحالية تشير إلى أن هذه المرحلة تمثل ضغط "أعصاب" على السوق الأمريكية وهي التي ستحرك باقي الأسواق العالمية بما فيها الأسواق الخليجية.
وقال إن اغلب المتعاملين في السوق يعتقدون المرحلة الحالية عبارة عن ضغوط نفسية أكثر من كونها حربا تجارية فعلية يمكن ينعكس أثرها في أسواق المال، ولكن قد تتطور إلى حرب فعلية بعد الانتخابات الأمريكية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وأضاف، صحيح هناك تأثير في السوق الأمريكية ولكنه ما زال محدودا، خاصة أن الرسوم التي فرضت على المنتجات الصينية لا تمتد قطاعات المستهلكين بالدرجة الأولى، ولكن في حال امتدت هذه الرسوم قد يشعر بها المستهلكون بالتالي سيؤثر ذلك في نفسية المتعاملين في السوق الأمريكية وتتبعها بقية الأسواق الأخرى بما فيها السوق السعودية التي تتأثر بشكل واضح بتطورات السوق النفطية، موضحا أنه طالما هناك ارتفاع في أسعار النفط، فإن سوق الأسهم السعودية سيظل أداؤها جيدا، بالرغم من تأثر قطاعات محدودة في السوق بتقلبات أسواق النفط العالمية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أسواق الأسهم- السعودية