Author

واحة الأحساء

|
يعد ضم واحة الأحساء كموقع تراثي ضمن المواقع التراثية العالمية، التي تعترف بها وتهتم بتاريخها ومستقبلها منظومة العلوم والثقافة، التي تتبناها منظمة الـ"يونيسكو" - وهي المنظمة المسؤولة عن دعم وترسيخ وحماية العلوم والتربية والثقافة العالمية - يعد أمرا مهما ومحفزا لجهود أخرى في التعامل مع عناصر التراث والثقافة الوطنية، التي تحوي فيها المملكة كما هائلا بحكم ما مر عليها من الحقب التاريخية، والأحداث الجليلة، والأمم المتتابعة. فلو ذهب أي واحد منا لأي جزء من هذه القارة، لوجد فيها مظاهر ترسم تاريخا تليدا وعتيدا، منها ما يذكره المؤرخون، ومنها لا يزال في حاجة للتنقيب والبحث. يؤكد هذا ما حققته أقسام التاريخ في مختلف الجامعات السعودية، لكن عمليات التنقيب التي تمت خلال السنوات الماضية والجهود التي بذلتها جهات عديدة لم تكن بمستوى الكنوز التاريخية التي تحويها المملكة. يجب أن نعطي مزيدا من الاهتمام بعمليات البحث والتنقيب والعناية بالتاريخ والموروث الحضاري الموجود في مختلف مناطق المملكة، وهو ما يستدعي جهدا كبيرا من الجامعات والجمعيات والهيئات المتخصصة، في سبيل إنشاء جمعية متخصصة تدعم عمليات البحث والدراسة، من خلال تنظيم يتبنى كل الجهود التي تتم في البلاد. هذا التنظيم الذي سيكون مركز تكوين حماية ودعم لكل الجهود والأشخاص العاملين في المجال، وأولئك الذين يهتمون بالرصد والبحث بما ينتج الحوافز الحقيقية من النواحي المالية والأدبية لجميع عمليات البحث، ولنتذكر أن كثيرا من التراث والموروث الذي كان موجودا لدينا أصبح اليوم في المتاحف العالمية، بسبب عدم وجود مَن يحمي هذه الكنوز التاريخية خلال القرون الماضية. لعل اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالتاريخ وهو المشهور بذلك، يعطي الدافع الأهم نحو نهضة سريعة ومتكاملة، ترعى وتحمي كل الجهود المبذولة في المجال، ولعلنا نرى في المستقبل القريب عمليات كشف لكميات خيالية من الكنوز التاريخية، ومواقع اختفت منذ الزمن القديم، كما كان في قرية الفاو ومدين وغيرهما من المدن التي ظهرت ثم اختفت بفعل عوامل كثيرة. عندما تصبح هذه المكونات مكشوفة ومصرحة ومسجلة عالميا، ستكون أكبر الحوافز للسياحة العالمية في مواقع لم تكن في الأساس ضمن البرامج السياحية التي يتوقعها كل مَن يعرف المملكة بحالها اليوم، وسيؤدي هذا - دون شك - إلى دعم الاقتصاد الوطني، من خلال إنتاج صناعة ثقافية وبحثية تتجاوز ما هو معروف في أي من دول العالم.
إنشرها