ثقافة وفنون

الأفلام السعودية .. استحقاقات عالمية بحاجة إلى مظلة رسمية

الأفلام السعودية .. استحقاقات عالمية بحاجة إلى مظلة رسمية

أصبحت الحاجة إلى إنشاء هيئة سعودية مستقلة للأفلام ضرورة ملحة، نظرا للتطور الملحوظ في مجال صناعة السينما السعودية، التي انطلقت من صحراء المملكة إلى آفاق عالمية واسعة متجاوزة بذلك من سبقوها بنصف قرن ممن كان لهم بصمة في هذا المجال، إذ تشارك السعودية بمجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية في مهرجان السينما العربية في معهد العالم العربي بباريس، من خلال مجموعة أفلام منها "لسان" لمحمد السلمان، و"حلاوة" لهناء الفاسي، و"الخوف صوتيا" لمها الساعاتي وفيلم "ثوب العرس"، الذي يروي قصةَ خيَّاطة الحي التي تخشى الخرافة القديمة: إذا خاطت ثوبَ عرسها ستموتُ حتما، والفيلم من إخراج محمد سلمان.
كما يعرض المهرجان 12 فيلما تسجيليا وقصيرا منها فيلم العاطور للمخرج حسين المطلق، الذي يتناول بأسلوب كوميدي معاناة الأشخاص من البدانة، كما يعرض فيلما آخر هو الكط للمخرج السعودي فيصل العتيبي، ويتحدث عن تزيين واجهات البيوت التراثية في الأحساء. وسبق للأفلام السعودية أن شاركت وللمرة الأولى وبصفة رسمية في مهرجان كان السينمائي بنسخته الأخيرة، من خلال تسعة أفلام تناولت الواقع السعودي، كما حظيت المشاركة السعودية بركن خاص في سوق المهرجان، وذلك بعد زيارة وزير الثقافة والإعلام حينها عواد العواد قبل أن يتم فصلها لتصبح فيما بعد وزارتين مستقلتين بأمر ملكي. وتعد هذه المشاركات تطورا لافتا في مستوى التقنيات السينمائية بعد عودة بعض المخرجين السعوديين من الخارج وبفضل البيئة المناسبة لصناعة الأفلام في السعودية، ومن المتوقع أن تنجز الجمعية السعودية للثقافة والفنون أفلاما جديدة ذات جمالية عالية المستوى تستطيع أن تنافس في المهرجانات الدولية.
ولم تقتصر الصناعة السعودية على الأفلام على الرجال، إذ كان للمرأة السعودية مشاركة سينمائية كبيرة وفاعلة، من خلال مشاركة المخرجات السعوديات في مهرجان دبي السينمائي الدولي عبر أفلام قصيرة وطويلة، إذ سجل المهرجان مشاركة خمس مخرجات سينمائيات سعوديات، وهو أعلى رقم لهن في مهرجان سينمائي دولي، حيث عرض في المهرجان الذي أقيم في نهاية العام الماضي فيلم للمخرجة هناء صالح الفاسي بعنوان "حلاوة"، الذي تتناول أزمة الذات عند فتاة تعيش في الخط الفاصل بين مرحلة الطفولة وبين أن تكون امرأة. كما حضرت المخرجة الشهيرة هيفاء المنصور بفيلمها العالمي "ماري شيلي-Mary Shelley" ، والذي حظي بعرضه في مهرجان تورونتو السينمائي.
وتعد "المنصور" من أنجح السينمائيين السعوديين على الإطلاق، إذ تمكنت بفضل كفاحها في صناعة فيلمها الشهير "وجدة" من الوصول إلى دوائر صناعة السينما العالمية، ولا سيما فى هوليوود، فيما تستعد لصناعة فيلم لحساب شبكة "نتفلكس". وشملت المشاركة السعودية في المهرجان دخول هند الفهاد وضياء يوسف، الفائزتين بدعم برنامج "إنجاز" التابع لسوق مهرجان دبي السينمائي، حيث أعلنت إدارة المهرجان حينها عن اسميهما من بين ستة مخرجين خليجيين فازوا بالدعم الذي يبلغ 250 ألف ريال.
وتواصلت الجهود السعودية في مجال صناعة السينما في الآونة الأخيرة لتقتحم صالات عرض هوليوود، من خلال عرض سبعة مخرجين سعوديين أعمالهم القصيرة في قاعة عرض خاصة في لوس أنجلوس، قادها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع لأرامكو السعودية، وكانت الأفلام السبعة التي أنتجها سعوديون ومثّل فيها سعوديون، ستة منها أفلام روائية، وفيلم وثائقي واحد، تدخل جميعها ضمن فئة الأفلام القصيرة.
وفي سابقة من نوعها حضر العرض خبراء السينما المنتمين لـ"هوليوود"، من مخرجين وصناع أفلام ونقاد وكتاب، في واحدة من أكبر صالات العرض للسينما في لوس أنجلوس، وحصلت الأعمال السبعة على إشادات النقاد والكتاب وصناع السينما في هوليوود، في خطوة شديدة الأهمية بالنسبة لمجال صناعة الأفلام السعودية.
وتعد هذه الإنجازات بادرة خير حقيقية لمستقبل صناعة الأفلام السعودية، التي استطاعت بفترة قصيرة أن تثبت وجودها على الساحتين العربية والدولية في مجال صناعة الأفلام، إذ يهدف صناع السينما السعودية إلى نقل صورة حقيقية ومشرقة إلى الأمم الأخرى للتعرف على حضارة المملكة وإرثها الثقافي العريق، وختاما حتى لا تضيع الجهود المبذولة فلا بد من السعي إلى إنشاء هيئة مستقلة للأفلام السعودية، لتوحد هذه الجهود وتطور من عملها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون