FINANCIAL TIMES

خلال 6 أشهر .. صفقات فلكية في سوق الاندماجات بـ 2.5 تريليون دولار

خلال 6 أشهر .. صفقات فلكية في سوق الاندماجات بـ 2.5 تريليون دولار

خلال 6 أشهر .. صفقات فلكية في سوق الاندماجات بـ 2.5 تريليون دولار

خلال 6 أشهر .. صفقات فلكية في سوق الاندماجات بـ 2.5 تريليون دولار

خلال 6 أشهر .. صفقات فلكية في سوق الاندماجات بـ 2.5 تريليون دولار

سجلت الصفقات العالمية للاندماج والاستحواذ 2.5 تريليون دولار في النصف الأول من عام 2018، محطمة بذلك الرقم الأعلى على الإطلاق خلال الفترة، ما يؤكد على الطبيعة الحادة لنشاط الاندماج والاستحواذ، على الرغم من تزايد التوترات الجيوسياسية المريرة.
موجة الصفقات الضخمة بقيادة قطاع الإعلام والاتصالات في الولايات المتحدة ساعدت في زيادة أحجام الصفقات العالمية 65 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، والأكبر، على أساس اسمي، منذ أن بدأت "تومسون رويترز" في الاحتفاظ ببيانات صفقات الاندماج والاستحواذ عام 1980.
معدل الصفقات الذي يحطم الأرقام القياسية يبدو كأنه لا ينسجم مع حرب تجارية تلوح في الأفق، التي تجد في الصين والولايات المتحدة طرفين رئيسيين، في ظل تجدد المخاوف من القلاقل السياسية في منطقة اليورو، خصوصا في إيطاليا وإسبانيا، التي هزت الأسواق.
الشركات الأمريكية، التي اغتنت من التخفيضات الضريبية التي أقرتها إدارة ترمب والنمو الاقتصادي القوي، تسعى لعقد صفقات تتيح لها إما تعزيز صناعاتها أو التنافس ضد موجة من شركات التعطيل الرقمي القوية.
يقول بلير إيفرون، الشريك المؤسس للشركة الاستشارية سنترفيو بارنترز: "يستمر التعطيل التكنولوجي في أن يكون محركا كبيرا وراء صفقات الاندماج والاستحواذ الكبرى. التحولات الكبرى في التكنولوجيا تضطر الشركات عبر جميع القطاعات إلى أن تكون مبتكرة، وتعمل على تشكيل اقترانات ذات طابع استراتيجي أكبر.
إذا أضفنا الرياح الاقتصادية المواتية وبيئة مالية قوية مستمرة، فإن هذا يجعل السوق النشطة للاندماج والاستحواذ أمرا لا يثير الاستغراب".
"كومكاست" مجموعة الكابل الأمريكية، وشركة ديزني، منافستها في مجال الإعلام، عالقتان في حرب عروض بقيمة 70 مليار دولار من أجل شراء حصة أغلبية في شركة فوكس للقرن الحادي والعشرين، التابعة لروبيرت ميردوك، إلى جانب معركة بقيمة 22 مليار دولار من أجل الاستحواذ على شركة سكاي، التي تتولى البث لعموم أوروبا.
تعتقد الشركتان أن هاتين الشركتين "فوكس وسكاي"، هما من الأصول الحيوية إذا أرادت مجموعات الإعلام التقليدية أن تبقى تنافسية ضد الشركات التي من قبيل شركات أمازون وجوجل ونيتفليكس.
الصفقات البارزة الأخرى في النصف الأول من العام تشتمل على استحواذ شركة تاكاتا اليابانية على شركة شاير الإيرلندية لصناعة الأدوية مقابل 77 مليار دولار، واندماج شركة تي موبايل بقيمة 59 مليار دولار مع شركة منافسة هي سبرينت للاتصالات.
قال سكوت بارشاي، وهو شريك لدى شركة المحاماة بول وايس: "تستمر سوق الاندماج والاستحواذ في التمتع بنشاط قوي للغاية في النصف الأول من عام 2018، وتشير المؤشرات الحالية إلى استمرار هذا الاتجاه في النصف الثاني من العام".
"علينا ألا ننسى أن شبح الحرب التجارية، وزيادات أسعار الفائدة، وتزايد المخاوف بشأن تقييمات الأسهم، هي مخاطر كبيرة"، على حد قوله.
على المستوى العالمي، وقَّعت الشركات 79 صفقة تزيد قيمة الواحدة منها على خمسة مليارات دولار، وهو ما يتفوق على السنة السابقة والرقم القياسي في 2007، التي حققت رقما قياسيا هو 35 صفقة تزيد قيمة الواحدة منها على عشرة مليارات دولار، في الوقت الذي تشعر فيه الشركات عبر جميع القطاعات التي تتعرض للتعطيل من قبل التكنولوجيا، أنها بحاجة إلى الاندماج مع الشركات المنافسة القديمة من أجل أن تتمتع بالنطاق الكافي الذي يعطيها القدرة على التنافس.
قال ستيفن أركانو، الرئيس المشارك العالمي لممارسات التعاملات في شركة المحاماة سكادن: "ارتفاع أسعار الفائدة ليس هو مصدر القلق الرئيس للشركات. معظم الشركات تركز بالدرجة الأولى على كيفية زيادة الأرباح، في بيئة اقتصادية يمكن فيها أن يكون النمو العضوي في حالة تحسن، لكن ليس بالسرعة الكافية. الصفقات تظل غالبا هي أفضل حل لتلك المشكلة".
كان نشاط الصفقات موزعا على جميع المناطق: في الولايات المتحدة عاد إلى المستويات العليا التي شهدها قبل أزمة عام 2008، وفي أوروبا، ارتفع نشاط الصفقات بمقدار الضعف، وفي آسيا ارتفع نشاط الصفقات 29 في المائة مقارنة بالنسبة التي قبلها.
كولم دونلون، رئيس قسم الاندماج والاستحواذ في بنك مورجان ستانلي في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، قال إن سلسلة من العوامل تقاربت لتغذية المعدل القياسي من النشاط، بما في ذلك التركيز على تصويب الأوضاع في الشركات الأوروبية، وعودة مستهدفة إلى الصفقات في المنطقة من قبل الشركات الصينية واليابانية.
وقال: "لدينا العاصفة الكاملة لسوق الاندماج والاستحواذ. لم نكن من قبل قط مشغولين إلى هذه الدرجة".


الصفقات الضخمة هي القاعدة
إيريك بلات من لندن
عمليات الاستحواذ الضخمة أصبحت بشكل متزايد هي القاعدة، فالصفقات التي تزيد قيمتها على خمسة مليارات دولار، تشكل أكثر من نصف التعاملات التي وصلت قيمتها إلى 2.4 تريليون دولار، التي تمت حتى الآن هذا العام، وهو مستوى مرتفع قياسي، بما في ذلك 35 صفقة تبلغ قيمة الواحدة منها على الأقل عشرة مليارات دولار.
الصفقات التي تزيد قيمتها على عشرة مليارات دولار تشتمل على الصفقات التي من قبيل استحواذ شركة تي موبايل في الولايات المتحدة على الشركة المنافسة سبرينت مقابل 59 مليار دولار، وشراء مجموعة التجزئة وول مارت لشركة فليبكارت مقابل 16 مليار دولار، وحرب العطاءات بين شركتي كومكاست وديزني، التي يمكن أن تدفع قيمة شركة البث لعموم أوروبا "سكاي" إلى ما فوق 40 مليار دولار.
يقدر فريق عمليات الاستحواذ والاندماج في "جيه بي مورجان" أنه من الممكن عقد 66 صفقة هذا العام بقيمة تزيد على عشرة مليارات دولار لكل منها، وهذا من شأنه أن يسجل رقما عاليا قياسيا.
تسعى الشركات، بغض النظر عن القطاع، إلى درء خطر التعطيل من التكنولوجيا وتدعيم نمو الإيرادات. تحولت مجالس الإدارة إلى عمليات الاستحواذ كوسيلة لتنفيذ ذلك، يشجعها على ذلك إمكانية الوصول السهلة إلى الائتمان. كما قدمت أسعار الأسهم المرتفعة نسبيا للشركات عملة تستطيع من خلالها إتمام صفقات الأسهم.

مشهد تنظيمي يحوطه اللبس
إريك بلات من لندن
الاندفاع القياسي في الصفقات لم يأت دون تحديات، في الوقت الذي تواجه فيه الشركات ومستشاريها خلفية تنظيمية معتمة في الولايات المتحدة والصين.
تجسدت هذه العقبات بصورة رمزية واضحة للغاية في صفقتين: استحواذ شركة "إيه تي أند تي" على مجموعة الإعلام "تايم وورنر" مقابل 80 مليار دولار، وعملية شراء شركة كوالكوم غير المكتملة حتى الآن لمجموعة "إن إكس بي" لأشباه الموصلات مقابل 45 مليار دولار.
في النهاية، فشل اعتراض الحكومة الأمريكية على عملية الاستحواذ من شركة إيه تي أند تي، حيث قال المصرفيون والمحامون إن هذا الفشل هو مصدر ارتياح كبير.
ولو كسبت الحكومة قضيتها – وهي أول قضية تقيمها الحكومة الأمريكية منذ عقود ضد عملية اندماج عمودية – فإنها كانت من الممكن أن تؤدي إلى انهيار عدد من الصفقات البارزة.
بدلا من ذلك، أعادت تأكيد الوضع الراهن الذي يرى أن التعاملات بين الشركات التي تحتل مراحل مختلفة في سلسلة التوريد ليست مناهضة للتنافس بصورة عامة.
الحماسة الناتجة عن انتصار قضية شركة "إيه تي أند تي" تخففت إلى حد ما بفعل القرار المنتظر منذ فترة طويلة بشأن صفقة على الجانب الآخر من العالم. قضت شركة كوالكوم سنتين وهي تحاول إبرام عملية استحواذها على شركة "إن إكس بي" في صفقة معلقة على موافقة الأجهزة التنظيمية الصينية.
التداعيات من صفقة "كوالكوم-إن إكس بي"، وغيرها من الصفقات التي حظرتها إدارة ترمب، أصبحت ملموسة. الشركات الأمريكية المعدة للبيع سوف تحاول في بعض الأحيان أن تتجنب التعاملات مع المجموعات الصينية، خوفا من أنها سوف تواجه مراجعة بشأن تأثيرها على الأمن القومي.
أنو آينجار، رئيسة قسم الاندماج والاستحواذ في أمريكا الشمالية لدى بنك جيه بي مورجان، لاحظت أن الشركات أخذت تتكيف مع مشهد تنظيمي يحوطه اللبس. إذ تسعى المجموعات للحصول على رسوم انفصال أعلى، واتفاقيات تشغيل ذات مرونة أكبر، التي تعطي إدارة الشركة البائعة مزيدا من حرية التصرف في الطريقة التي تدير بها الأعمال قبل إبرام الصفقة.
وقالت: "هناك بعض الصفقات التي أُعلنت عام 2016 ولا تزال بانتظار الحصول على موافقة. كيف تحمي قيمة الامتياز لدى إحدى الشركات خلال هذه المدة الطويلة؟ في الواقع لا توجد قيمة يستطيع المشتري أن يعطيها للبائع على نحو يعوضه عن الأثر على امتيازه، إذا لم تتم الموافقة على الصفقة بعد هذه الفترة الطويلة للغاية".

صفقات الصين تزدهر رغم الحمائية الأمريكية
دون واينلاند من بكين
عملت النزعة الحمائية في الولايات المتحدة على إبطاء وتيرة الاستثمارات الصينية في الخارج في النصف الأول من عام 2018، لكن هذا لم يثن بعض الشركات عن تحويل تركيزها إلى أوروبا، وإطلاق صفقات مهمة صناعية وصفقات مهمة في مجال الطاقة.
سجلت الصفقات الصينية الخارجية 76 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من العام، وهو تراجع 38 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، حيث سجلت أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات.
مع ذلك، بقيت عمليات استحواذ الصين على أصول الطاقة والكهرباء خارج الولايات المتحدة مزدهرة. بلغت قيمة الصفقات في تلك المجالات 39 مليار دولار، بزيادة 89 في المائة عن العام السابق، أي تسجيل رقم قياسي جديد للصين.
قالت مونيكا سان، وهي شريكة في شركة هيربرت سميث فريهيلز في بكين: "هذا بالتأكيد مجال يزداد فيه النشاط في الوقت الحاضر".
ذهب الجزء الأكبر من مبلغ 39 مليار دولار إلى صفقة لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن: العرض الذي تقدمت به شركة ثري جورجيس المملوكة للدولة في الصين من تلقاء نفسها للاستحواذ على شركة الكهرباء البرتغالية "إي دي بي" بقيمة 28.6 مليار دولار، بما في ذلك صافي الديون.
أثبتت بعض الشركات الخاصة أنها قادرة على تنفيذ صفقات ذكية. على سبيل المثال، أنشأت شركة صناعة السيارات جيلي، حصة لها بقيمة تسعة مليارات دولار في شركة ديملر الألمانية في شباط (فبراير) الماضي.
عقب موجة من عمليات الاستحواذ من قبل شركات خاصة في عام 2016، وضعت الحكومة الصينية قيودا على كثير من الصفقات المذكورة، في حين سمحت لشركات الدولة مواصلة نشاطها في الخارج.
قال كولين بانفيلد، الرئيس المشترك لعمليات الاندماج والاستحواذ العالمية عبر الحدود في مجموعة سيتي بانك: "أعادت الحكومة الصينية تكوين مشهد عمليات الاستحواذ والاندماج الخارجية، من خلال كبح جماح التعاملات المالية المتسلسلة في القطاع الخاص، وعودة ظهور الشركات الصينية المملوكة للدولة التي تقوم بدور الشراء".


الأسهم الخاصة تتجلى في أمريكا وآسيا
خافيير إسبينوزا من سنغافورة
شهدت الصفقات من شركات الأسهم الخاصة أقوى مستوياتها حتى الآن في الولايات المتحدة وآسيا، حيث تكوم المستثمرون في القطاع بأسرع معدلاتهم منذ الأزمة المالية.
على أن عوامل اللبس التي تلوح في الأفق بشأن البريكست في بريطانيا ألقت بظلالها على الصفقات الضخمة في أوروبا، حيث حذر المطلعون في الصناعة من أن ثقة الأعمال سجلت مستوى متدنيا جديدا.
في الولايات المتحدة، بلغ إجمالي الصفقات العالمية للاندماج والاستحواذ المدعومة من شركات الأسهم الخاصة 204.3 مليار دولار خلال النصف الأول من العام، وهو ما يشكل ارتفاعا 48 في المائة عن السنة السابقة، وفقا لأرقام من شركة تومبسون رويترز لتزويد البيانات. وبلغ إجمالي الصفقات في منطقة آسيا – الباسيفيك 45.1 مليار دولار، وهي أقوى سنة لها على الإطلاق.
نشرت البيانات في وقت تدفع فيه الصناديق المزدهرة أسعارا قياسية عالية مقابل الأصول في بيئة تنافسية قوية تضغط على الصناديق لإنفاق تلك الأسعار.
وهي تأتي أيضا في وقت يقترب فيه تمويل الصفقات من مستوياته في فترة ما قبل الأزمة، ما أثار المخاوف من أن السوق تشهد تكرارا لديناميكيات سنوات الطفرة قبل الانهيار الذي وقع قبل عقد من الزمن.
بصورة مستقلة، شهدت الصفقات في أوروبا زيادة في النشاط 9 في المائة، بلغت قيمته 41.3 مليار دولار في النصف الأول من العام.
بول دولمان، وهو شريك في شركة المحاماة ترافيرس سميث في لندن، قال إن القطاع تمكن من الصمود في وجه عوامل اللبس السياسية، لكنه يتوقع أن تكون هناك أوقات صعبة في المرحلة المقبلة.
وقال: "من الأمور التي ليست لصالح الأسهم الخاصة هناك الافتقار إلى الرؤية، حيث أثر البريكست على الأمد القصير، يرجح له أن يؤدي إلى تخفيض في عمليات الاندماج والاستحواذ، من قبل الأسهم الخاصة في المملكة المتحدة وأوروبا".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES