Author

الاستثمارات الأجنبية .. الطريق السهل الممتنع

|
تسير المملكة بخطى قوية نحو جذب الاستثمارات العالمية، والمملكة منذ أعلنت "رؤيتها 2030" والعالم يتحيّن الفرص للدخول إلى السوق السعودية والاستثمار فيها، وليس هذا مستغربا، خصوصا أن المملكة تتمتع بقوة مادية داخلية كافية لشراء الإنتاج، وأيضا لديها بنية تحتية متميزة. ولهذا، فقد جاء قطاع تقنية المعلومات من أكثر القطاعات اهتماما من قبل المستثمرين الأجانب، حيث أصدرت تراخيص تجارية لعدد من الشركات العالمية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، بملكية 100 في المائة في السعودية، من بينها APPLE وZTE وHPE، I flix، وpayfort وشركة سوق دوت كوم، حيث تجاوزت الاستثمارات 650 مليون ريـال. ولعل الاهتمام بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، يعود نوعا ما إلى مستويات التعليم والتدريب المتوافرة في المملكة في هذا القطاع، التي توفر اليد العاملة الضرورية. لكن مبلغ 650 مليون ريـال، لم يزل دون حد الطموحات التي نسعى إليها، خصوصا أن مسألة جذب الأموال الأجنبية ليست غاية بذاتها بقدر ما تحققه هذه الأموال من نقل الخبرات وتدريب أبنائنا على مجالات تكنولوجية وخبرات إدارية جديدة، ولن يتم ذلك إلا إذا كانت هذه الاستثمارات بقيمة وحجم يحقق لنا التوظيف الكافي للشباب السعودي، وهذا هو المطلوب فعلا من هيئة الاستثمار، التي نؤكد دائما على جهودها، حيث إنها تتواصل مع عديد من الشركات العالمية. وبحسب تقرير ــ اطلعت "الاقتصادية" على نسخة منه ــ جرى التواصل مع 20 شركة محلية وعالمية، مثل شركات "إيرباص" و"ريثيون" و"الكو" و" الزاهد للمعدات الثقيلة"، بهدف توطين استثماراتها في السعودية، فهذه الصناعات مهمة جدا وقادرة على إيجاد فرص وظيفية، إضافة إلى أنها من القطاعات المحببة لكثير من شباب الوطن، كما أن المملكة بحجمها الشاسع في حاجة إلى توطين مثل هذه الصناعات، التي تهتم بالنقل والمقاولات. كما أن المملكة في حاجة ماسة اليوم إلى تنويع الصناعة وتحفيز القطاعات المختلفة للحاق بالركب العالمي وتجاوز مشكلة الاعتماد على منتج النفط. لذلك، فإن تأسيس شراكات في مشروعات التعدين، مثل إنتاج الزنك والرصاص، سيوجد مجالات عديدة وتطورات صناعية متنوعة، ما يعزز التصدير ومن ثم النمو الاقتصادي والاحتياطيات الأجنبية. لعله من الواضح الآن أن كثيرا من الإنجازات التي نطمح إليها، ترتبط بشكل أو بآخر بالاستثمارات الأجنبية، ودور "هيئة الاستثمار" في هذا المجال الحيوي جدا. ورغم كل الجهود الضخمة حتى الآن، التي نقر بها ولا شك، لكن الأمر لم يزل يحتاج إلى مزيد من الأساليب المتنوعة والدعاية العالمية الكافية والمعارض المختلفة في دول العالم كافة، من أجل جذب وإقناع كبريات الشركات العالمية للاستثمار معنا في "رؤية المملكة 2030"، ولقد شهدنا كيف أن زيارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حققت للمملكة في غضون أسابيع ما لم تحققه كل الجهود السابقة في عقود، ذلك بسبب الجدية والعمل على عرض المشروعات.
إنشرها