الناس

عبد الرحمن مغاوي .. شاب يقهر الإعاقة ويتفوق من غرفة العناية المركزة

عبد الرحمن مغاوي .. شاب يقهر الإعاقة ويتفوق من غرفة العناية المركزة

تغلب الطالب عبد الرحمن مغاوي على مرضه الذي ألزمه الفراش وعطل عضلاته طيلة ست سنوات، حيث لم يستطع إيقاف طموحاته ورغباته، وواجه المرض بالعزيمة والإصرار والرضا بحكم الله، واستطاع أن يوظف حواسه الباقية له في أن يتخرج من المرحلتين المتوسطة والثانوية العامة والتفوق فيهما.
واستطاع عبد الرحمن - من ذوي الاحتياجات الخاصة- إكمال دراسته والحصول على شهادة المتوسطة والثانوية العامة بتقدير ممتاز، من غرفة العناية المركزة في مستشفى عسير متحديا الإعاقة الكاملة وإعاقة التنفس، حيث كانت جدران الغرفة شاهدا على إصراره على استكمال دراسته من هذه الغرفة.
ولقي إصرار عبد الرحمن على استكمال دراسته التقدير من أعلى القيادات التعليمية، وذلك بقبوله في الجامعة السعودية الإلكترونية، لإكمال دراسته الجامعية.
وقال الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم في تغريدة له في منصة "تويتر"، إن عبد الرحمن أثبت أن الإرادة والعزيمة لا تتوقف عند حدود، حيث إن حصوله على تقدير ممتاز، يعد تحديا كبيرا يستحق وقوف كل الجهات لدعمه والاهتمام به كنموذج للمثابرة والتحدي.
وجاء إصرار ومثابرة عبد الرحمن لإكمال دراسته من غرفة العناية المركزة ولسنوات، دليلا على أن الإنسان يستطيع تحقيق أهدافه تحت أي ظروف وفي أي مكان.
ويرى عبد الرحمن أن الإعاقة وملازمة فراشة طيلة ست سنوات لم تكن تشكل يوما هاجسا له، فهذا قضاء وقدره، وقال: "للنجاح عوامل أساسية لا يكتمل المنتج والشكل النهائي إلا بها ويجب أن تعمل كلها في نفس الوقت وبكامل قدرتها وهذا بالضبط ما حصل معي، حيث إن هناك من الروافد التي منّ الله بها علي ما استندت إليه ودفعتني للنجاح ومنها الإيمان بالله الكريم الوهاب وبأن خزائنه ملأى لا تنفد، ثم محيطي الذي لم يترك لليأس طريقا للوصول إلي وتحطيم معنوياتي، وأنا أقصد بهم والدي ووالدتي، حيث يعد والدي بطلي الذي أصر على أن يجعل من المحنة منحة، وكان يرى النور والطريق إلى هدفنا من ثقب الإبرة بالرغم من كل الصعوبات والتحديات".
وتابع، أن أمي هي وطني الذي احتواني بهدوء، حيث عملت على توفير كل سبل الراحة ليتسنى لي التركيز على الهدف الأساسي فقط ولا يشغل بالي أي شيء غير النجاح، أيضا أخي عضدي وذراعي اليمنى التي لا تخذلني كلما احتجتها ولا أنسى أختي الصغيرة التي تحاول جاهدة أن تفعل شيئا لأخيها، الذي يرى فيها وطنا آخر". ولم ينس عبدالرحمن أن يشكر معلميه ومدرسته في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وقال: "لا أنسى المدارس التي تفاعلت معنا بكل سلاسة وهي متوسطة الشرف وثانوية العرين كان لقائدي المدرستين دور في تسيير أموري والتفاعل معنا بشكل إيجابي".
وأوضح أن وزير التعليم كافأ سنوات الإعاقة الست وتضامن مع الإصرار، والتحدي، والآمال المنبثقة من العناية المركزة في مستشفى عسير، ووجه بقبولي في الجامعة الإلكترونية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الناس