Author

التخلص من التدخين

|
لعل رفع أسعار السجائر واحد من أهم قرارات مقاومة التدخين وانتشاره بين النشء، ذلك أن الوفرة التي كانت في السابق والسماح لكل البقالات ببيع المادة الخطرة دون وجود محاصرة أو تحديد لسن المشتري كان العنصر الأهم في انتشار هذه العادة السيئة منذ عقود في المملكة. تبدأ بالولع ثم تتحول إلى الهلع، فالصبي الصغير الذي يرى الكبار يدخنون يعتقد أن التدخين من علامات الرجولة أو النضج، وهذا يحدث، مع الأسف، مع الفتيات أيضا، ثم إنه يتحول في مرحلة لاحقة إلى حالة من الإدمان الذي يصعب التخلص منه، وهو قد يكون من قبيل التعود أو كما يرى كثيرون يحتوي على عناصر تدفع المدخن للاستمرار في البحث عن مواد معينة يتعود عليها جسمه. ثم إن الأسر لم تتمكن من إيجاد البيئة الحاضنة لرفض التدخين، فالشباب يعيشون بعيدا عن الكبار في الأسرة، وأغلب احتكاكهم وتأثرهم يأتي من الزملاء في بيئة المدرسة أو الحي أو الاستراحات التي انتشرت في كل مكان، وأصبحت ملجأ للكل وأثرت بشكل كبير على دور البيت في احتضان الأطفال وبناء شخصياتهم. هذا البعد الأسري يجب أن يعالج من خلال القناعة بالدور المهم للأسرة والأبوين بالذات في تكوين شخصية الطفل. مثله مثل دور المدرسة التي يمكن أن يوجد فيها الأبناء خارج وقت الدراسة وتكون راعية للسلوك القويم والتعامل السليم في المجتمع. على أن الجهود التي تبذل من الجمعيات، خصوصا جمعية مكافحة التدخين مهمة، بل فاعلة إلى حد كبير. الجمعية التي تقدم واحدا من أهم أدوية معالجة إدمان التدخين بدون مقابل للمدخنين، وهو يباع بمبلغ يتجاوز المائة ريال في خارجها، حققت نجاحات مشهودا لها، وهي بحاجة إلى الدعم المالي والإعلامي والمعنوي. التركيز على هذا النجاح، وأنه يمكن أن يتحقق مع أعداد أكبر وفي مدن أكثر مهم ويحقق الهدف. ثم إن منع التدخين في داخل المدينة مهم وهو ما تتبناه أغلب المجالس البلدية، خصوصا مجلس العاصمة المقدسة حيث يؤثر مشهد المدخنين في الجو العام حيث القدسية للمكان التي يجب أن يهتم بها الجميع، وهنا لا بد من إيجاد وسائل أخرى لدعم عملية تخليص الوطن من هذه الآفة.
إنشرها