ثقافة وفنون

في «فندق أرتيميس» .. جودي فوستر تخضع المجرمين

في «فندق أرتيميس» .. جودي فوستر تخضع المجرمين

في «فندق أرتيميس» .. جودي فوستر تخضع المجرمين

في عام 2028 داخل أروقة فندق "أرتيميس" في مقاطعة لوس أنجلوس الأمريكية، عاشت الممثلة جودي فوستر لحظات حرجة استمرت لمدة 22 عاما، حيث كانت تدير فندقا على هيئة مستشفى يعالج المجرمين، وفي داخل هذا الفندق المتطور تكنولوجيا توجد قوانين صارمة تمنع أي شخص تجاوزها، وكانت تردد على مسامعهم جميعا، أن القانون في الفندق يحتم عدم استخدام السلاح في الداخل وعدم قتل المرضى الآخرين، لكن كيف ستطبق هذه القوانين على المجرمين الهاربين من القانون؟!
تبدأ الأحداث عندما يصل الأخوان واكيكي، يؤدي دوره الممثل ستيرلينج كي براون، وهونولولو يؤدي دوره الممثل بريان هنري، إلى "فندق أرتيميس" للعلاج من رصاصات أصابتهما أثناء محاولة سرقة أحد المصارف، فاستقبلتهما الممرضة جين، تؤدي دورها الممثلة جودي فوستر، وطردت شخصا ثالثا كان معهما أثناء تنفيذ العملية بسبب عدم عضويته في الفندق.

تقنيات طبية متطورة
إن العلاج الذي تقدمه جين ليس علاجا تقليديا، بل تدخل فيه تقنية متطورة، ولقد ظهرت هذه التقنيات الطبية نتيجة الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث الفيلم، وهي عام 2028، وكعادتها تعمد هوليوود على تقديم أفكار وابتكارات جديدة في أفلامها السينمائية بهدف تمريرها ليعتاد عليها الجميع قبل الوصول إلى الحقبة الزمنية المذكورة، ففي مستشفى السيدة جين يوجد تكنولوجيا حديثة تسمح لها بطباعة الأعضاء البشرية عبر آلة ثلاثية الأبعاد ومن ثم غرزها داخل الجسم، ولا يوجد فريق طبي يساعدها، بل تتلقى كافة المعدات الأوامر منها مباشرة بالكلام وتقوم بالتنفيذ بطريقة دقيقة ومتطورة، حتى إن الخدوش تستطيع إخفاءها بدقائق عبر تصويب أشعة خاصة عليها. إن هذه التقنية بدأت تتداول بكثرة في الأونة الأخيرة وبدأت التجارب عليها تحصد نجاحها، ولعل فيلم "فندق أرتيميس"، هو دليل شبه مؤكد على سيطرة هذه التقنيات الطبية في المستقبل.

فوضى وأعمال شغب
تستمر جين باستقبال المجرمين المصابين في وقت تعيش البلدة حالة من الفوضى والشغب، حيث تكثر المظاهرات وتبدأ التفجيرات بسبب مشاكل في خصخصة المياه، وتظهر في هذه اللحظات شخصية نيس، تؤدي دورها الفنانة الجزائرية صوفيا بوتلة، فهي مقربة جدا من واكيكي، لكنها بدأت تعمل على صعيد دولي، في حين بقي هو في العمليات المحلية، يلتقيان في أحد غرف الفندق، يتبادلان الأحاديث وتنصحه بالهروب، لأنه سرق إحدى أهم الماسات التي تعود للملك الذئب، يؤدي دوره الممثل جيف جولدبلوم، والمعروف عنه بقتل كل من يسرق شيئا من ممتلكاته، لكن واكيكي يرفض ويصر على انتظار شفاء أخيه هونولولو.
ويعد "فندق أرتيميس" قيمة إضافية على رصيد الممثلة صوفيا، التي لمع نجمها في هوليوود أخيرا عندما شاركت الممثل توم كروز بطولة فيلمه المومياء عام 2017 كما لعبت دورا أساسيا في فيلم كينجزمان الاستخبارات السرية عام 2015.

مصارع يساعد الممرضة
يساعد الممرضة في عملها رجل واحد فقط يدعى باتيستا، وهو نجم المصارعة الحرة للمحترفين، حيث انطلق معها منذ البدايات ويعرف جيدا قوانين الفندق، ولطالما كان ذراعها الأيمن في كل شي وينفذ حرفيا ما تطلبه منه، كما يظهر بمظهر الرجل ذي الولاء المطلق لرئيسته في العمل، يعرف عنها خوفها من العالم الخارجي، فهي لم تخرج من الفندق بتاتا، فتكلفه القيام بالأعمال الخارجية كافة، لكنها في أحد الليالي وجدت شرطية أمام باب الفندق مصابة وتصرخ لجين كي تساعدها، الأخيرة بدورها تشاهدها على الشاشات في الداخل، وطلبت من باتيستا أن يدخلها، لأنها تعرفها جيدا، لقد كانت صديقة ابنها الذي توفي بجرعة زائدة من المخدرات، لكن باتيستا رفض، لأنه لا يريد أن يخرق القانون، فما كان من توماس إلا الاستقواء والخروج، مشت في أروقة الفندق نحو الباب الخارجي وهي تسمع في أذنها عبارات مسجلة عن القوة والشجاعة، ولقد جسدت في هذا المشهد الصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان، وما يرافقه من تجاذبات داخلية، وكيف استطاعت التغلب على خوفها، لكنها سرعان ما ضاعت في الخارج وكانت على وشك أن تصبح في أيدي الشرطة لولا تدخل باتيستا وقتله لأفراد الشرطة ومن ثم إدخالها هي والشرطية المصابة إلى الداخل.

الفوضى داخل الفندق
ظهرت الممثلة جودي فوستر كامرأة كبيرة في السن، علامات الشيخوخة تسيطر على وجهها، وحركتها أثناء السير تدل على تقدم عمرها، لكنها لم تحتج في الفيلم إلى كثير من الحركة، رغم أنه فيلم جريمة وعصابات وقتل ومن ثم هروب، إلا أن كل ما حصل كان في مسافة صغيرة جدا وهي داخل الفندق، وأن باتيستا كان هو المحرك الأساسي لعمليات القتل والعنف، وأثناء أعمال الشغب والتظاهرات يصل الملك الذئب مصابا، وهو الرجل الذي بنى هذا الفندق من الأساس، أدخله ابنه لكن جين رفضت خرق القانون وطردت الابن خارجا، لأنه ليس عضوا في الفندق، فبقي مع الحراس، فاستغلت نيس تلك اللحظات وقضت على هدفها، وهو قتل الذئب الملكي، وهذه هي مهمتها الأساسية. عمت الفوضى أرجاء المكان، وتم القضاء على هونولولو بسبب فصل نيس للكهرباء للتمكن من قتل الملك الذئب.

نهاية سريعة
في النهاية يهرب كل من في الداخل، حتى الممرضة جين تخرج مع واكيكي. كانت خائفة من الخارج، لكنها رددت عبارات تشجيعية وبقيت ترددها إلى أن أصبحت خارجا، تنظر إلى السماء وما حولها، واقتنعت أنها انتهت من عقدتها التي بدأت عندما توفي ابنها، وبعد أن وصلا إلى السيارة للهروب، نظرت جين طويلا في واكيكي، وقالت له "لا أستطيع الذهاب، عملي هو معالجة المصابين وسأقوم بواجبي هنا إلى آخر يوم في حياتي"، فذهب هو وتركها تسير في الشارع تتأمل أنوار الليل والنار المتصاعدة جراء أعمال الشغب.

قصة بسيطة
تتميز قصة الفيلم بكثير من البساطة، ففي الواقع لا تحوي القصة أي حبكة إجرامية أو درامية متقنة، بل جاءت مشاهد إلى جانب بعضها بعضا، فكأن المخرج درو بيرس أراد أن يقدم أي عمل، فجاء "فندق أرتيميس"، حتى أن مشاهد القتل والعراك كانت قليلة لفيلم يصنف ضمن أفلام الجريمة، وقد ركز الفيلم على طاقم الممثلين المشهورين لاستقطاب الجمهور، لكن هذا لم يفلح في تقديم عمل جيد من ناحية القصة، حتى الإخراج، فالبطل باتيستا يستطيع أن يظهر براعته في التمثيل، ويمكن إضافة كثير من مشاهد المصارعة لإعطائه حقه، أما الممثلة جودي فوستر فهي من الممثلات البارعات، وإن حافظت على أدائها المتألق، إلا أن القصة جاءت هزيلة لممثلة قديرة مثلها، حتى إن أعمال الشغب جاءت نتيجة مشكلة في المياه، وهي قضية داخلية ومحلية جدا، وقد ظهرت بعض المشاهد غير المقنعة، وهي استخدام الطائرات دون طيار لقصف أحد المباني، وكل هذا بسبب خصخصة المياه في البلدة.
تجدر الإشارة إلى أن بعض المواقع التي قاربت بين فيلم "فندق أرتيميس" وفيلم "جون ويك" الذي أنشأ فندقا للمجرمين، لكن هذا الفيلم يختلف كليا عن فيلم "جون ويك" الذي يحتوي على قصة محبوكة وتمثيل متقن، لذلك جاء فيلم "فندق أرتيميس" فقيرا بكل تفاصيله.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون