وزارة اليوجا

كما أن هناك وزيرا للسعادة ووزيرا للوحدة، هناك وزير لليوجا استحدثته الهند، وتم تعيينه في التشكيل الوزاري الجديد للهند. فماذا دفع رئيس وزراء الهند إلى ذلك؟ هل هو التعصب الديني على اعتبار أن اليوجا طقوس دينية، أم لاعتبارات صحية ونفسية وجسدية؟!
تعتبر اليوجا من أكثر الرياضات التي يدور حولها الجدل، فلم تحارب من قبل المسلمين فقط، بل في لبنان البلد المنفتح على الآخر، خصص المسيحيون صلاة بعينها ودعاء أن يغرق الله المحتفلين باليوجا بالمطر، ويكفيهم شر مَن زاولها ومعتقداتهم الشيطانية، جاء ذلك قبل مهرجان "خد نفس" الداعي إلى التأمل واستعادة الصحة بممارسة اليوجا.
وبالأمس القريب احتفل العالم باليوم العالمي لليوجا تحت شعار "اليوجا من أجل السلام"، الذي أقر عام 2015 من قبل الأمم المتحدة، وأعلنت يوم 21 يونيو يوما عالميا لليوجا.
ويهدف اليوم العالمي لليوجا إلى إذكاء الوعي العالمي بالفوائد الكثيرة لممارسة اليوجا، فاليوجا ليست تمرينا فحسب، وإنما ممارسة جسدية وعقلية وروحية كوسيلة لاكتشاف شعور الوحدة مع النفس ومع العالم ومع الطبيعة، وحالة من التأمل العميق، ينفصل فيها الشخص قليلا عن عالمه وما يشغله من أمور، ويتصالح مع ذاته. وكلمة "يوجا" مشتقة من اللغة السنسكريتية، وتعني الانضمام أو التوحد، وترمز إلى اتحاد الجسد والوعي، ويرجع أصلها إلى مجموعة من الطقوس الروحية الهندية، وتشير إلى نوع من التصوف والزهد والتأمل، انتشرت خارج الهند بشكل كثيف، ولم تعد لها علاقة بالبوذية كديانة، فممارس اليوجا لا يشترط له أن يتبع ديانة محددة، أو أن يتخلى عن عقيدته التي يؤمن بها.
وتتعدّد أنماط اليوجا التي تجمع بين تقنيات التنفّس، والاسترخاء، والتأمّل، والحركات الجسدية، وقد أصبحت لليوجا اليوم شعبية كبيرة؛ كونها تعدّ شكلا من أشكال التمارين الجسدية، تهدف إلى تحسين السيطرة على العقل والجسم والحصول على الراحة.
وهناك أكثر من 100 نموذج مختلف من اليوجا، بعضها يضمّ حركات سريعة ومكثّفة، وبعضها الآخر يتضمّن حركات الراحة والاسترخاء، وتتكون من أربعة فروع رئيسة، هي: هاثا يوجا، وكارما يوجا, وجانا يوجا، وراجا يوجا. ويوجا الراجا هي المنتشرة حاليا أسست بواسطة "يوجا ساتراس من باتانجالي"، ولها ناحيتان فكرية وعملية، الناحية الفكرية ترتكز على الصفاء الروحي والذهني الذي لا يحدث إلا عندما تتحرر النفس من ارتباطها بالمادة، أما الناحية العملية فتتمثل في التمارين البدنية وتمارين التحكم في التنفس وممارسات أخرى مثل الفنون الجميلة والفنون القتالية (ولها تطبيقات في المجالات الحديثة مثل الأعمال والصناعة والتجارة والتكنولوجيا). ولكل من يمارسها، حولها إلى جلسة إيمانية وتصالح مع النفس كرر خلالها أدعيتك واستغفارك وتسبيحك.