Author

نمو فرص العمل في «الطاقة المتجددة»

|

إن المبادرة الطموحة بتوقيع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة في المملكة، مع ماسايوشي سون، رئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك، مذكرة تفاهم لإنشاء "خطة الطاقة الشمسية 2030" التي تعد الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية، من شأنها أن تساعد على دعم تنويع القطاعات وإيجاد فرص العمل في مجال التقنيات المتقدمة. فمن المتوقع أن تسهم بما يقدر بنحو 100 ألف وظيفة في السعودية.
وقد واصلت فرص العمل في مجال الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم نموها منذ التقييم السنوي الأولي الذي قامت به الوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA في عام 2012. حيث وصلت الوظائف العالمية في مجال الطاقة المتجددة إلى 10.3 مليون وظيفة في عام 2017، بزيادة قدرها 5.3 في المائة، مقارنة بالعدد المسجل في العام السابق. وتحقق أعداد متزايدة من الدول فوائد اجتماعية واقتصادية من الطاقة المتجددة، بيد أن فرص العمل في هذا المجال لا تزال تتركز بدرجة كبيرة في عدد قليل من الدول، حيث تتصدر الصين والبرازيل والولايات المتحدة والهند وألمانيا واليابان القائمة. وتنفرد الصين وحدها بنسبة 43 في المائة من جميع وظائف الطاقة المتجددة، ويرتفع نصيبها بشكل خاص في قطاع التدفئة والتبريد بالطاقة الشمسية إلى 83 في المائة، ويصل في قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى 66 في المائة، وينخفض في قطاع طاقة الرياح إلى 44 في المائة.
وتعد الصناعة الكهروضوئية أكبر جهة توظيف "نحو 3.4 مليون وظيفة، بزيادة 9 في المائة عن عام 2016". وقد حدثت الزيادة في الصين والهند، في حين تقلصت الوظائف في الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي. وزادت فرص العمل في مجال الوقود الحيوي "ما يقرب من مليوني وظيفة" بنسبة 12 في المائة، مع التوسع في إنتاج الإيثانول والديزل الحيوي لدى معظم المنتجين الرئيسين. وجاءت البرازيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول جنوب شرق آسيا من بين أكبر جهات التوظيف. وتراجعت فرص العمل في مجال طاقة الرياح "1.1 مليون وظيفة" وفي التدفئة والتبريد بالطاقة الشمسية "807000 وظيفة" مع تباطؤ وتيرة إضافة القدرات الجديدة. ووظفت مشاريع الطاقة المائية الكبيرة 1.5 مليون شخص بشكل مباشر، 63 في المائة منهم يعملون في التشغيل والصيانة. وكانت أسواق العمل الرئيسة هي الصين والهند والبرازيل، ثم الاتحاد الروسي وباكستان وإندونيسيا وإيران وفيتنام. بينما لا تزال فرص العمل في هذا المجال محدودة في إفريقيا، وإن كانت الفرص الوظيفية خارج الشبكة عالية، خصوصا مع تحسن إمكانية الوصول إلى الطاقة وتطوير قدرات سلاسل التوريد المحلية.
وقد وظف قطاع الطاقة المتجددة ــ بما في ذلك مشاريع الطاقة الكهرومائية الكبيرة ــ 10.3 مليون شخص بشكل مباشر وغير مباشر في عام 2017. بما يمثل زيادة 5.3 في المائة عن العدد المسجل في العام السابق. وخلال عام 2017، حدث أقوى توسع في صناعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية PV والطاقة الحيوية. وعلى النقيض من ذلك انخفضت فرص التوظيف في مجال طاقة الرياح وفي مجال التدفئة والتبريد بالطاقة الشمسية، في حين ظلت فرص التوظيف في تقنيات الطاقة المتجددة الأخرى مستقرة نسبيا.
وتتشكل اتجاهات وأنماط التوظيف بفعل مجموعة كبيرة من العوامل التقنية والاقتصادية والعوامل المتعلقة بالسياسات. ويستمر انخفاض تكاليف تقنيات الطاقة المتجددة في تشجيع نشر مصادر الطاقة المتجددة، وخلال عام 2017 ارتفع إجمالي الاستثمارات عما كان عليه في عام 2016. وتخضع ديناميكيات توليد الوظائف لتحولات جغرافية في إنتاج وتركيب معدات الطاقة المتجددة. وتعد استراتيجيات الشركات وإعادة تنسيق الصناعة من العوامل المهمة في هذا السياق، حيث أصبحت أجزاء من سلسلة التوريد أكثر عولمة وأكثر تباينا جغرافيا.
كما أن السياسات الحكومية ــ بما في ذلك درجة الالتزام بتحويل قطاع الطاقة إلى الطاقة المتجددة ــ هي أيضا عامل رئيس. وتشمل السياسات، القرارات الرسمية والأنظمة وتصميم السوق لدعم نشر تقنيات الطاقة المتجددة، وكذلك السياسة الصناعية لتوليد وتعزيز القيمة المحلية.
وعندما تصبح السياسات أقل ملاءمة للطاقة المتجددة أو تتغير فجأة أو تولد عدم اليقين، يمكن أن تكون النتيجة فقدان الوظائف أو الافتقار إلى فرص العمل الجديدة. من ناحية أخرى، يمكن لتوقعات التغييرات السلبية في السياسة أن تدفع مطوري المشاريع إلى تسريع تنفيذ مجموعة من المشاريع التي كان من الممكن إطلاقها في وقت لاحق من أجل تجنب تاريخ محدد. والنتيجة في مثل هذه الحالات، هي زيادة مؤقتة في النشاط وتوليد فرص العمل، ولكن يلي ذلك انخفاض ملحوظ. في الولايات المتحدة ــ على سبيل المثال ــ أدى توقع فرض الرسوم الجمركية على واردات الألواح الكهروضوئية الشمسية إلى التوسع في نشر هذه الألواح بشكل أكبر في عام 2016، لكن الوتيرة كانت أبطأ خلال عام 2017.
وقد ازدادت أهمية إنتاجية الموظفين مع نضوج تقنيات الطاقة المتجددة، وأتمتة العمليات، وازدياد وفورات الإنتاج الكبير وتأثيرات التعلم. وقد تمت في السابق الإشارة إلى أن حصاد المواد الأولية للطاقة الحيوية يخضع لميكنة متنامية في بعض الدول، بينما أتمتة عملية تصنيع الألواح الشمسية الكهروضوئية أصبحت متقدمة بالفعل.

إنشرها