Author

السعودية .. في عز شبابها ونضارتها

|

منذ أن كلف الأمير محمد بن سلمان في عام 2016 بتنفيذ "رؤية السعودية 2030"، والمملكة تشهد حراكا تنمويا في كل مجالات الحياة، وقام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان بوضع سلسلة من الإصلاحات الهادفة إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة من أجل تحقيق آمال وأحلام الشباب السعودي الذي يشكل ــ وفقا لآخر إحصاء ــ نحو 69 في المائة من سكان المملكة.
بمعنى أن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يسعى إلى بناء وترسيخ دولة شابة تقوم على مبادئ ومفهوم بناء الإنسان، باعتبار أن الإنسان هو المبدع، وهو المنفذ لمجموعة المشاريع التنموية في شتى أرجاء الدولة.
لقد احتل مفهوم بناء الإنسان مكانة بارزة في الخطاب السياسي للدول التي تنشد التقدم وتحقيق الازدهار، والتي تهدف في النهاية إلى بناء عقل متفتح قادر على أن يستوعب التحديث بصيغته العقلانية، وأن يفك ارتباطه بعالم التشدد، وأن يسهم في بناء رؤية عالمية لا يشوبها التعصب والانغلاق.
ومنذ عام 2016 لم تتوقف قاطرة الأمير محمد بن سلمان على نقل المملكة العربية السعودية من تطور إلى تطور في وقت قياسي من خلال منظومة إصلاحات بغية صناعة مستقبل واعد للبلاد، غني بمكتسباته الشبابية وثرواته الطبيعية دون الاعتماد الكلي على المورد الواحد "النفط" كما كان الوضع عليه في السنوات الـ60 الماضية حينما كان النفط يمثل نحو 90 في المائة من إيرادات الدولة.
إن "رؤية السعودية 2030" لم تكن مجرد أيقونة اقتصادية متعددة الاستراتيجيات فحسب، بل كانت وثيقة وطنية التزم فيها ولي العهد الأمين بتحقيق التقدم والتغيير الأفضل للوطن، وقال ولي العهد الأمين عند إطلاقها في عام 2016: "نلتزم أمامكم أن نكون من أفضل دول العالم في الأداء الحكومي الفعال لخدمة المواطنين، ومعا نكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعا مزدهرة قوية تقوم على سواعد أبنائها وبناتها، وتستفيد من مقدراتها دون أن نرتهن إلى قيمة سلعة أو حراك أسواق خارجية".
وتضمنت الخطط التطويرية التي تبناها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية حزمة من الاستراتيجيات شملت تغييرات كبيرة في مستويات مختلفة في أجهزة الدولة، ومن ذلك ما حظيت به المرأة السعودية من مكانة لافتة في أنشطة الدولة وتبلور دورها في عديد من المجالات العلمية والاقتصادية والرياضية والثقافية، واعتلت المرأة أعلى المناصب القيادية في الدولة، ولم تعد مجرد مدرسة أو ممرضة أو خادمة، بل أصبحت وزيرة، أو نائبة وزير، أو عضوة في مجلس الشورى، أو مديرة للجامعة... إلخ.
ومن خلال "رؤية السعودية 2030" فإن المملكة تقوم بتنفيذ عمليات الإصلاح الشامل لكل مؤسسات الدولة عبر 12 برنامجا استراتيجيا، بدأ بإطلاق التحول الوطني 2020، والتوازن المالي 2020، وبدأ المجلس مع إطلالة عام 2018 خطة تنفيذ برنامج التخصيص الذي يستهدف رفع كفاءة أداء الاقتصاد الوطني وتحسين الخدمات المقدمة إلى المواطنين، وتمكين الشريحة الأكبر من المجتمع الاستفادة من التخصيص، مع زيادة فرص العمل للقوى العاملة السعودية والحرص على استخدام أحدث التقنيات وتمكين قوة العمل السعودية من استخدام تقنية المعلومات لزيادة الإنتاجية ورفع كفاءة الأداء.
ولعل من أهم البرامج التي دخلت أخيرا في التنفيذ ضمن "رؤية السعودية 2030" برنامج جودة الحياة 2020، ويعمل البرنامج على تهيئة البيئة المناسبة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة واستحداث خيارات جديدة تعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية، وكل ما يسهم في دعم جودة الحياة، وتعزيز مكانة الإنسان السعودي والمدن السعودية في ترتيب أفضل للإنسان السعودي وكذلك المدن السعودية على المستوى المحلي والعالمي.
والواقع أن الأمير محمد بن سلمان ــ كما يتبدى للبعض ــ لم يتعامل فقط مع القضايا المحلية، بل حرك مجموعة من القضايا الخارجية الكبرى، مثلا قضية المواجهة الموفقة ضد التغول الفارسي وتكوين جيش التحالف العربي الذي يساعد في خوض حرب ضد الحوثيين المدعومين من إيران، كذلك من إنجازات الأمير محمد بن سلمان على المستوى الدولي تنظيم القمة الثلاثية التي عقدت في العاصمة الرياض التي حضرها عدد كبير من الدول الإسلامية والعربية والخليجية، وحضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في سابقة عالمية غير مسبوقة.
أما آخر القضايا التي تولت إدارتها المملكة بريادة مباشرة من الأمير محمد بن سلمان، فهي قضية اصطفاف الدول الأربعة "المملكة، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين" لمواجهة مؤامرات النظام القطري الذي تحالف مع إيران وقام بدور الممول والداعم لجميع الحركات الإرهابية في المنطقة العربية.
إن المملكة في ظل الأجواء التي تمر بها المنطقة العربية حاليا في حاجة ماسة إلى قيادات شابة ومبدعة وموهوبة، لأن الظروف الصعبة في حاجة إلى قيادات تتمتع بموهبة الابتكار والحلول غير التقليدية.
إن الأعمال التي قدمها الأمير محمد بن سلمان على أرض الواقع في فترة زمنية قياسية تؤكد أن المملكة الشابة في انتظار قائد من القيادات الشابة ذات القدرات العالية التي سوف تبحر بالمملكة إلى مرافئ السيادة والتنمية والبناء.

إنشرها