Author

القيادة السعودية .. لتنعم أفغانستان بالسلام

|


منذ أن رسخ المؤسس الملك عبدالعزيز أركان هذه الدولة، وهي تنذر نفسها لخدمة السلام والأمن في العالم، والوقوف إلى جانبهما بجهد دبلوماسي وإنساني، انطلاقا من قيم الإسلام السمحة، وإحساسها بمسؤولية الحفاظ على كرامة النفس البشرية وحقها في الأمن والرخاء.
ولذلك ظلت مواقف السعودية حريصة على رعاية مصالح المسلمين لما فيه خيرهم وخير العالمين، ودفعت بجهودها الدبلوماسية في إشاعة السلم في بلدانهم، وإلى تمتين أواصر الصداقة والتعاون مع منظومة العالم الإسلامي مثلما هو الحال مع سائر المنظومة العالمية، جامعة في اهتمامها أشقاءها العرب وأصدقاءها وإخوانها في الإسلام والإنسانية.
وقد دأب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على المبادرة إلى كل ما من شأنه تعميق أسس المحبة والوئام بين المسلمين فيما بين بلدانهم بعضها بعضا وفي حواضر بلدانهم أيضا، وكان على الدوام حريصا على تجنيب الدول الإسلامية مغبات العنف والتطرف، وما ينجم من أعمال عنف أو نزاعات تحت ملابسات ظروف خارجية أو داخلية، ولهذا كرس الملك سلمان جهده الذاتي في مؤتمرات لنصرة قضايا المسلمين ونشر السلام في ربوع بلدانهم، وقام بزيارات ولقاءات استهدف فيها حل مشكلات عنفية أو نزاعات أو اقتتال، فضلا عن التوترات والخلافات السياسية، وكانت مساعي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تقابل بالترحيب والإجلال والتقدير، وتجد لدى جميع الأطراف استجابات، عرف منها العالم عديدا من النجاحات المشهودة، سواء كان في مجال حقن الدماء وإطفاء سعار العنف، أو في الغوث والنجدة في مسائل إنسانية، مثلما حدث مع مسلمي الروهينجيا، وغيرها من قوافل الخير للغذاء والدواء والمأوى لضحايا الحروب والنزاعات في الوطن العربي، وفي إفريقيا وآسيا وغيرهما من القارات.
وحين يكون هذا هو الموقف الذاتي والشخصي لخادم الحرمين الشريفين، فإنه في الوقت نفسه شديد الحرص على توجيه سياسة السعودية الخارجية بما ينهض بهذه المهام المقدسة، موجها منظومة وزارة الخارجية، سواء عبر وزير الخارجية أو عبر اللجان العليا المشتركة وسفارات المملكة في العالم الإسلامي وغيره؛ أي أن السياسة الخارجية السعودية لا تكف عن تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في المبادرة إلى تقديم أشكال الدعم والمساندة الدبلوماسية وغيرها، بما يحقق للمسلمين وبلدانهم الوئام والألفة والسلام، الذي جاء به دينهم الإسلامي الحنيف لعمارة هذه الأرض بالخير والنماء والأمن والاستقرار.
ومن هنا، ندرك مدى التثمين العالي من لدن زعماء ومنظمات وهيئات وشعوب العالم الإسلامي لدور خادم الحرمين وولي عهده في خدمة الإسلام والسلام في العالم، وما قامت به قيادة المملكة في سبيله من حرب على الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، والمشاركة في تحالف إسلامي وآخر دولي للحرب ضده، في إصرار وبذل سخيين بالجهد والمال، وما قد يتطلبه من أدوات العدة والعتاد والقوة للردع، لكي ينعم المواطنون بالسلام في أوطانهم حيثما كانوا.
هكذا كان دور السعودية ملكا وولي عهد وحكومة وشعبا أنصار سلام وأهل خير وبركة، عرفهم أشقاؤهم العرب والمسلمون، وعرفهم الأصدقاء في قارات الدنيا، وكثيرة هي التثمينات لمواقف القيادة السعودية على دعمها المخلص للسلم والأمن في بلاد المسلمين، وقد جاء تنويه منظمة التعاون الإسلامي على لسان الدكتور يوسف العثيمين أمينها العام واحدة من تلك الإشادات، التي سارعت للتعبير عن عمق تقديرها للموقف الجليل لخادم الحرمين وولي عهده في حرصهما على أن تنعم أفغانستان بسلام دائم، يدفع عنها غوائل العنف والخوف، ويدفع بها إلى التنمية والاستقرار، وقد قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي: "إن اهتمام خادم الحرمين الكبير والبالغ ومتابعة الهدنة التي تم التوصل إليها بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان خلال أيام عيد الفطر المبارك، وما أعرب عنه من سرور وترحيب بهذه الخطوة المباركة وتأييده لها، وأمله أن يتم تجديدها والبناء عليها فترة أطول، ليتسنى لجميع الأطراف العمل على تحقيق السلام للشعب الأفغاني، يعبر عن المبادئ الثابتة لقيادة المملكة التي تولي قضايا العالم الإسلامي جل اهتمامها".
كما نوه أمين عام منظمة التعاون الإسلامي باهتمام ولي العهد بمحاربة الإرهاب والتطرف، وجمعه الدول الإسلامية في التحالف العسكري لمحاربة الإرهاب، وتقديمه مبادرات عديدة لإشاعة الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتعصب، وهو ما يؤكد أن المسلمين وقضاياهم في قلب واهتمام قيادة المملكة.
كما نوه بالمضامين القيمة التي اشتمل عليها بيان الديوان الملكي، والتي نصت على أن "الشعب الأفغاني الشقيق الذي عانى كثيرا ويلات الحروب، يتطلع ويتطلع معه العالم الإسلامي إلى طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة قائمة على التسامح والتصالح ونبذ العنف والمحافظة على حياة الأبرياء.
هذه هي القيادة السعودية حرصت أبدا على السلام والأمن في العالم، وليست كلمات خادم الحرمين ورغبته في البناء على اتفاقية الهدنة الأفغانية مع طالبان واستمرارها لتتحول إلى مشروع سلام دائم يعم الدولة الأفغانية، سوى تأكيد على هذا الموقف المبدئي والأخلاقي للقيادة السعودية في نشدانها لأن يعم السلام العالم، وأن تتجنب البشرية ما ينجم عن النزاعات والحروب من مآس، وتتجه إلى التنمية والسلم الاجتماعيين، هذه الرغبة للقيادة السعودية أساس استراتيجي تبني في ضوئه جهودها الدبلوماسية والسياسية مثلما تبني على أساسه علاقاتها الدولية.

إنشرها