الطاقة- النفط

السعودية تنجح في تحييد السياسة وطرح الحلول الوسط .. «أوبك» تقر زيادة تبدأ في يوليو

 السعودية تنجح في تحييد السياسة وطرح الحلول الوسط .. «أوبك» تقر زيادة تبدأ في يوليو

 السعودية تنجح في تحييد السياسة وطرح الحلول الوسط .. «أوبك» تقر زيادة تبدأ في يوليو

 السعودية تنجح في تحييد السياسة وطرح الحلول الوسط .. «أوبك» تقر زيادة تبدأ في يوليو

قررت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بالإجماع أمس، زيادة إنتاجها النفطي بنحو مليون برميل في اليوم، بدءا من أول تموز (يوليو) المقبل، بما يعادل 1 في المائة من الإمدادات العالمية، وسط دعوات من مستهلكين كبار للمساعدة في خفض أسعار الخام وتجنب حدوث نقص في المعروض.
وسريعا، تفاعلت الأسواق مع قرار "أوبك" ووسعت أسعار النفط من مكاسبها إلى نحو 2 في المائة خلال تعاملات نهاية الأسبوع.
وبحسب "رويترز"، قفز خام القياس العالمي مزيج برنت 1.68 دولار، أو ما يعادل 2.3 في المائة، إلى 74.73 دولار للبرميل قبل أن ينزل إلى 74.30 دولار للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي دولارا واحدا إلى 66.54 دولار للبرميل.
واعتبر متحدث باسم المنظمة التي تضم 14 دولة منتجة ومصدرة للنفط أن الزيادة المقررة ستتحقق من خلال إعادة إنتاج الدول الأعضاء إلى الحد الأقصى الذي تم الاتفاق عليه أواخر 2016.
ونجحت "أوبك" في الخروج بالاجتماع الوزاري رقم 174 إلى بر الأمان، وتمكنت من التغلب على التحديات الخاصة بالصراعات والتوترات السياسية التي تمس عديدا من الدول المنتجة.
وخلا اجتماع أمس من التوتر، فقد عقد في أجواء إيجابية، وبينما كان كثيرون يراهنون على خلافات ومفاوضات صعبة وطويلة نجحت "أوبك" في سرعة التوافق وإنهاء الاجتماع في الموعد الطبيعي بعد القفز على أي خلافات سياسية، والتأكيد على أن المنظمة اقتصادية بحتة، وتم تقريب وجهات النظر واعتماد الحلول الوسطية للحفاظ على منظومة العمل الجماعي.
وقال المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في ختام الاجتماع نصف السنوي للمنظمة،: "اتفقنا على نحو مليون برميل اقترحناها.. وأعتقد أن هذا سيسهم بشكل كبير في تلبية الطلب الإضافي الذي نتوقعه في النصف الثاني من العام".
وهدف المليون برميل يوميا المتعلق بـ"أوبك" وعشرة منتجين آخرين بينهم روسيا ليس مذكورا في النص الذي وقعته المنظمة التي لا يزال يتعين عليها الاجتماع مع شركائها اليوم السبت.
واعتبارا من الآن، تطلب "أوبك" من أعضائها النظر في حجم الإنتاج بشكل شامل بدلا من تحديد أهداف لكل بلد، ما يمهد الطريق أمام إعادة توزيع الحصص من بلد إلى آخر.
وأسهمت أهداف خفض الإنتاج التي وضعتها "أوبك" وشركاؤها أواخر عام 2016، أي ما مجموعه 24 بلدا منتجا للنفط يمثلون أكثر من 50 في المائة من الإمدادات العالمية، في انتعاش الأسعار التي كانت عند أدنى مستوياتها قبل عامين.
وقالت مصادر في "أوبك" إن الزيادة الحقيقية ستكون أقل لأن عددا من الدول التي تراجع إنتاجها في الآونة الأخيرة ستجد صعوبة في تغطية حصصها الإنتاجية، بينما لن يُسمح للمنتجين الآخرين بسد الفجوة.
ودعت الولايات المتحدة والصين والهند "أوبك" إلى زيادة الإنتاج للحيلولة دون حدوث نقص يضر بالاقتصاد العالمي.
من جهته، أكد سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي خلال المؤتمر الصحافي في ختام الاجتماع أن "أوبك" تقدر اختلاف ظروف الإنتاج في كل الدول، وهو ما يؤثر في مستوى الامتثال والمطابقة، مشيرا إلى أن لجنة المراقبة ستستمر في دورها بمتابعة مستويات الإنتاج لاستعادة الاستقرار الكامل في السوق.
وأضاف المزروعي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لـ"أوبك"، أن المنظمة تهتم أيضا بالمستهلكين، وهم السبب وراء كل اتفاقاتنا ونسعى إلى البقاء على مستوى مطابقة عند 100 في المائة، لافتا إلى أنه تم الاستماع إلى كل التقارير عن تقييم السوق، ونتطلع إلى التعرف على كل البيانات الصادرة عن الجهات المختلفة ومنها الوكالة الأمريكية لمعلومات الطاقة.
وأشار المزروعي إلى أن نحو مليون برميل يوميا إضافية ستكون مناسبة وستعيد مستوى المطابقة إلى 100 في المائة، وأن "أوبك" لن تستهدف سعرا أبدا.
وشرح وزير الطاقة الإماراتي أبعاد القرار موضحا أهمية الالتزام بسقف 1.2 مليون برميل يوميا كحصة "أوبك" في الخفض والتي كان قد تجاوزها، ونحن سنعمل على الوصول للمستوى الإنتاجي الملائم، ولكن ليس بشكل منفرد، لافتا إلى أن اللجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج ستراجع الأمر في الاجتماع المقبل بالجزائر، معبرا عن قناعته بأن بعض الدول غير قادرة على الزيادة الإنتاجية، ولكن "أوبك" تستهدف الرقم الكلي.
وأوضح أن "أوبك" لا تجبر أي عضو على شيء ضد إرادته وتعمل على تعزيز التعاون الطوعي للمنتجين، كما لفت إلى اعتماد "أوبك" على المصادر الثانوية لتأكيد الشفافية والعدالة.
وشدد المزروعي على أن الدول القادرة على زيادة الإنتاج لن تفعل ذلك بدون التشاور مع الآخرين، حيث نركز على التنسيق مع اللجان الفنية ولدينا ثقة في التزام المنتجين ولن ينتهك أحد الاتفاقية.
وأشار إلى أن التفاهم قوي بين السعودية وروسيا للحفاظ على تماسك المنتجين، وقد شعر الجميع بنتائج إيجابية للتعاون، ويجب أن نتفادى التقلبات ونعزز الشفافية في الصناعة.
وذكر المزروعي أن التحديات تواجه بعض المنتجين بشكل فردي ولا تغيير في لجنة مراقبة الإنتاج، و"أوبك" تنظر لقضايا السوق بشكل جماعي، مشيرا إلى أنها ليست منظمة سياسية ولا تتخذ قرارات سياسية، ولم تناقش العقوبات على إيران وفنزويلا.
من جانبه، قال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك إن الاجتماع الوزاري نجح في الخروج إلى بر الأمان دون إثارة أي توتر سياسي. مشيرا إلى أن "أوبك" لا تفكر في مصالحها فحسب، بل في مصالح الأطراف كافة.
وفيما صرح مسؤول في "أوبك" أن الاجتماع الوزاري المقبل سيكون في الثالث من كانون الأول (ديسمبر)، يتوقع مراقبو السوق انخفاض إنتاج إيران بمقدار الثلث بنهاية 2018.
ويعني هذا أن أمام إيران القليل من المكاسب التي قد تحققها من اتفاق يرفع إنتاج "أوبك"، بعدما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عقوبات جديدة على طهران في أيار (مايو).
وتشارك "أوبك" وحلفاؤها منذ العام الماضي في اتفاق لخفض إنتاج النفط 1.8 مليون برميل يوميا، وساعد هذا الإجراء على إعادة التوازن إلى السوق في الـ 18 شهرا الأخيرة وقاد سعر النفط إلى الارتفاع إلى نحو 75 دولارا يوميا من نحو 27 دولارا في 2016.
لكن تعطيلات إنتاج غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنجولا وصلت بخفض الإمدادات إلى 2.8 مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة.
ويرتكز اتفاق "أوبك" بضخ مزيد من الإمدادات على فكرة العودة إلى مستوى التزام كامل بالاتفاق القائم حاليا الذي يشمل تخفيضات في الإنتاج.
ويزيد مستوى الامتثال الحالي 40 إلى 50 في المائة فوق المستهدف بسبب تعطل إنتاج في فنزويلا وليبيا وأنجولا.
من جهة أخرى، أفاد بيان صادر عقب قمة "أوبك" بأن المنظمة وافقت على انضمام الكونغو إليها، وجاء في البيان "نظر المؤتمر في طلب الكونغو للانضمام إلى المنظمة وقرر الموافقة على انضمامها، وأكدت الوثيقة على أن الكونغو من اللحظة أصبحت عضوا في "أوبك".
وكان جابرييل أوبيانجو وزير المناجم والنفط والغاز في غينيا الاستوائية، قد قال في شهر آذار (مارس) الماضي، إن كلا من الكونغو وتشاد وماليزيا تقدمت بطلبات للانضمام إلى "أوبك".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط