FINANCIAL TIMES

زيادة المشاركين تضعف المونديال .. واللعب خلال الصوم معضلة

زيادة المشاركين تضعف المونديال .. واللعب خلال الصوم معضلة

زيادة المشاركين تضعف المونديال .. واللعب خلال الصوم معضلة

بدأت بطولة كأس العالم بتصادم بين قوتين عظميين من حيث الموارد الموارد الطبيعية، روسيا والسعودية. على أرض الملعب، البلدان لا يعدان ضمن ذوي الوزن الثقيل المرشحين لتجاوز الأدوار الأولى.
قمنا بتحليل تصنيفات "إيلو" التي ترصد أداء الفرق الوطنية وفقا لنتائجها عبر الزمن، ويتم وزنها مقابل قوة المعارضة التي تواجهها.
عند التركيز على الفترة من عام 1998، عندما توسع حجم كأس العالم من 24 إلى 32 فريقا (ما يضعف قوة الجوانب في البطولة)، توصلنا إلى أن المباراة الافتتاحية "الأسوأ" كانت هي جنوب إفريقيا ضد المكسيك من عام 2010.
ولاحقا، أصبحت جنوب إفريقيا، المضيف الوحيد الذي لم يتخط مرحلة المجموعات الافتتاحية لكأس العالم.
في الواقع، قلة من اللقاءات كانت هي الأسوأ في أي مباراة لكأس العالم. مباراة نيوزيلندا ضد سلوفاكيا، أيضا في عام 2010، تحمل هذا اللقب المشين.
على الرغم من أنه من المقرر أن يتم توسيع كأس العالم إلى 48 فريقا في عام 2026، إلا أن هذا لن يستمر إلى الأبد.
مع ذلك، تشير تصنيفات "إيلو" إلى أن كل الفرق تتمتع بمزايا جديدة من حيث النوعية. ما يجعل توقع النتائج مجهولا. في المقابل ليس من المتوقع أن نشهد مباريات على مستوى اللقاءات المعتادة بين ريال مدريد وبرشلونة في كلاسيكو إسبانيا الذي يكاد أن يتحول إلى كلاسيكو الأرض.

اختيار وقت الإصابة
في 28 أيار (مايو) الماضي، تغلبت البرتغال على تونس 2-1 في الشوط الثاني من مباراة الإحماء في كأس العالم، عندما سقط حارس المرمى معز حسن في مرماه، يشكو من إصابة على ما يبدو.
وفي الوقت الذي كان يتلقى فيه العلاج، ذهب عدد من اللاعبين التونسيين الذين كانوا صائمين إلى جوانب الملعب لشرب الماء وتناول حبات من التمر.
وحيث إن الفريق حصل على دفعة إضافية من الطاقة، سرعان ما تعادل المنتخب التونسي أمام البرتغال.
من قبيل الصدفة، حارس المرمى نفسه احتاج إلى العلاج أيضا خلال مباراة ودية أخرى ضد تركيا بعد ذلك ببضعة أيام. في كلتا المناسبتين، سقط عند غروب الشمس، عندما يسمح للمسلمين بإنهاء صيامهم اليومي خلال شهر رمضان المبارك.
يواجه لاعبو كرة القدم المسلمون معضلة في التأهل لكأس العالم. إذا كانوا صائمين، فإنهم يخاطرون بألا يكونوا في حالة بدنية عالية عندما تبدأ البطولة.
إضافة إلى تونس، ستتنافس خمس بلدان إسلامية أخرى - السعودية وإيران والمغرب ومصر والسنغال - في روسيا. كما سيشارك عدد من المسلمين المتدينين، مثل مسعود أوزيل من ألمانيا وبول بوجبا الفرنسي، عن بلدان أخرى.
البعض، مثل أوزيل، يقولون إنه لا يصوم لأنه في العمل. منح مفتي مصر لاعبي منتخب بلاده، الذي يضم النجم محمد صلاح، الإذن بتأجيل الصيام إلى ما بعد نهائيات كأس العالم. ويقول علماء مسلمون آخرون إن الرياضيين المحترفين يمكنهم إخراج صدقة للجمعيات الخيرية للتعويض عن عدم صيامهم.
ومع ذلك، يصر كثير من لاعبي كرة القدم على إعطاء الأولوية للفروض الدينية على كرة القدم. عيّن الاتحاد المصري لكرة القدم "إخصائيين" لتقديم المشورة للاعبين المتدينين بشأن التغذية والنوم خلال شهر رمضان.
وحيث إن الشهر المبارك انتهى في اليوم الذي بدأت فيه البطولة، كان غير المتوقع أن يتعرض حارس مرمى تونس لإصابة أخرى غامضة في مباراة الافتتاح أمام إنجلترا.

وماذا عن المغرب؟
قبيل انطلاق المونديال، كان من المقرر أن تصوت أكثر من 200 دولة عضو في "فيفا"، الهيئة الدولية لكرة القدم، لاختيار من سيستضيف نهائيات كأس العالم 2026.
اختيارهم هو بين عرض مشترك قوي من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والجهد المستضعف من المغرب. (فاز العرض الأول، المشترك).
يملك الأمريكيون الشماليون أموالاً تقف إلى جانبهم، ووعودا بتقديم 11 مليار دولار من الأرباح إلى "فيفا"، أكثر بكثير من أي كأس عالمية سابقة.
وبالمقارنة، فإن المغرب يعد بخمسة مليارات دولار كأرباح، لكنه سيعوض ذلك من خلال تقديم دعم داخلي حماسي ومباريات في منطقة زمنية أكثر ملاءمة لجماهير التلفزيون الأوروبية والآسيوية.
في هذا الشهر، أصدرت فرقة عمل التفتيش بـ"فيفا" تقديراتها الفنية التي طال انتظارها بشأن العروض. فقد صنّفت عرض أمريكا الشمالية على أنه الأعلى، حيث إن جميع البنية التحتية للمناسبة موجودة فيها من قبل.
اعتبر المفتشون أن المغرب يمثل عرضا أكثر خطورة بكثير. تخطط المغرب لبناء تسعة استادات جديدة ويجب عليها تجديد الملاعب الحالية لاستضافة الحدث.
النتيجة النهائية يمكن أن تتأثر بالجغرافيا السياسية. يشير مسؤولو "فيفا" وغيرهم من المطلعين على العملية إلى أن المواقف المضادة للسياسة الأمريكية، يمكن أن يكون لها تأثير في الطريقة التي تصوت بها بعض البلدان الأعضاء، خاصة في إفريقيا الذين يتذكرون وصفهم بـ"بلدان الحثالة".
هل سيختار أعضاء اتحاد "فيفا" الخيار الأمريكي المتفوق ماليا؟
(تحديث: أعلن فيفا أن العرض المشترك من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك قد فاز بالحق في استضافة البطولة بأغلبية 134 صوتا مقابل 65 للمغرب).

القصة حتى الآن
غطى كتاب صحيفة فاينانشيال تايمز كأس العالم من مجموعة من الزوايا في الأيام الأخيرة. قدم كريس جايلز تقريراً عن العمل الدؤوب الذي قام به الاقتصاديون ومحللو السوق، حيث توقع كبار الاختصاصيين أن الفائز "سيكون البرازيل. أو فرنسا. أو إسبانيا. أو ألمانيا". وكلها تذكير بالنكتة القديمة التي تقول إن الاقتصاديين قد نجحوا في توقع تسع من فترات الركود الخمس الماضية. ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطبة تشجيعية على فريقه الوطني قبل أن يسافر إلى روسيا، وقال للصحافيين وهو يغمزهم بعينه: "من المفترض الفوز بالمباراة".
وتكتب آن سيلفان مديرة مكتب باريس تشاساني: "الرئيس الفرنسي لم يكن يتفاخر ضمنيا بشأن انتخابه. فقد كان أيضا يرسل رسالة مفادها أن الانتصار سيبدو جيداً لفرنسا، وبالتالي بالنسبة له". وفي فرنسا، كما هي الحال في بلدان أخرى، يصر السياسيون على لعب كرة القدم السياسية.
وسيقوم سايمون كوبر، كاتب عمود في فاينانشيال تايمز، بتقديم التقارير من روسيا طوال البطولة. وقد كتب من قبل عن سبب عدم قدرة الأرجنتين على توقع أن يفوز ليونيل ميسي باللقب من تلقاء نفسه. في حين تضمّن العدد الخاص عن كأس العالم من "مجلة فاينانشيال تايمز" ملفات تعريف عن بعض النجوم المحتملين للبطولة، مثل لاعب كرة القدم الإنجليزي ديلي آلي، وبطل الأوروجواي المعذب لويس سواريز، ومسعود أوزيل، عبقري ألمانيا الذي يساء فهمه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES