default Author

الوجه الآخر للمونديال

|


قد نكون خسرنا وجودنا في كأس العالم كرويا رغم أننا كمنتخب وصل أكثر من مرة، يجب أن يكون طموحنا المنافسة على الكأس وليس فقط الحضور أو الوجود، لكن هناك وجها آخر جميلا تنقله لنا وسائل الإعلام الرسمية والاجتماعية تبين لك الجانب المضيء لهذا التجمع العالمي الذي استغله الروس بشكل كبير جدا وكذلك الضيوف!
الصور المنقولة لنا عن دهشة الزوار وتعرفهم لأول مرة على ثقافة الروس وخلفياتهم وبلدان الاتحاد السوفيتي عموما، فلم تكن روسيا وجهة مطروقة كثيرا للشعوب العربية. لذا تجد أغلب الزوار وجمهور المونديال يقف طويلا والدهشة تعلو محياه أمام تمثال "يوري جاجارين" أول إنسان يطير للفضاء ويتمكن من الدوران حول الأرض، وحق له أن يملأ تمثاله ساحات الميادين وهو الآتي من أسرة فقيرة تعلم وعمل في مصنع للحديد والصلب، نال إعجاب أساتذته، لذكائه اختير لبرنامج تدريب في معهد التكنولوجيا ومن هناك انطلق لتعلم الطيران ومنه كانت بداية رحلته للفضاء الخارجي على متن المركبة "فوستوك 1" ومع أنه شيوعي ملحد إلا أن فطرته تجلت حين شاهد الكون من خلال الصاروخ فكان أول تصريح له حين هبط إلى الأرض قوله: "حين صعدت إلى الفضاء أخذتني روعة الكون فمضيت أبحث عن الله!"، لم تكن الهزة داخله وحده فرحلته للفضاء ووصول السوفيت قبل الأمريكان سببت ثورة وانقلابا في تفكير الأمريكان جعلتهم يغيرون ويطورون في مناهجهم لصناعة رجال مثل جاجارين!
استغل الروس المونديال لاستعراض منجزاتهم وتاريخهم وصناعاتهم وفتحوا باب الزيارة بالمجان للوفود، قد يخسرون ماديا ولكنهم ربحوا في التعريف ببلدهم من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه، تعاملهم ولطافتهم مع الجماهير صنعت الأُلفة وصورة مشرفة لبلدهم وهذا هو الاستثمار الحقيقي!
أما الضيوف فقد أسعدتنا الجماهير السعودية أمس الأول بتنظيفها للمدرجات حتى بعد الخروج المر وهذه أجمل صورة لتمثل بلدك وتعكس ثقافتك، ولم يكونوا الوحيدين فهناك أيضا جماهير أخرى مثل جماهير السنغال واليابان وكولومبيا لتنتشر مقاطع الفيديو والصور المشرفة بفعل بسيط، أيضا ارتداء الجماهير السعودية للزي السعودي كان مثار إعجاب الجماهير العالمية وحاولوا تجريبه وتعلم طريقة لبسه، كانت فرصة ليتعرفوا علينا عن قرب ويتعلموا جزءا من ثقافتنا، أيضا بعض الأفراد من جمعيات خيرية وتطوعية جابت ساحات موسكو مرتدية قمصانا تحمل شعار "نحن نحب عيسى" لنبين لهم أننا نحبه مثلهم وأكثر ولكننا ندين بالإسلام ونحب محمد صلوات الله وسلامه عليه، وصاحب ذلك توزيع التمر وكتيبات بلغات متعددة للتعريف بالإسلام، رغم خسارتنا إلا أن الدروس المستفادة أكبر!

إنشرها