FINANCIAL TIMES

قطب عالم السيارات: الصناعة تعطلت بفعل الإنترنت والذكاء الاصطناعي

 قطب عالم السيارات: الصناعة تعطلت بفعل الإنترنت والذكاء الاصطناعي

 قطب عالم السيارات: الصناعة تعطلت بفعل الإنترنت والذكاء الاصطناعي

أحدِّق في الجدران الجرداء والمقاعد الخشبية البالية وأتساءل عن ذوق كارلوس غصن في المطاعم. فقد سبق لقطب عالم السيارات متعدد الجنسيات الذي تمتد إمبراطوريته عبر العالم من فرنسا إلى اليابان أن أقام حفلات في قصر ماري أنطوانيت في فرساي. مع ذلك، عبرت للتو من خلال الأبواب التي تغطيها ستائر الدانتيل في مطعم جوزفين تشي دومونيه في باريس لأصل إلى حانة مصممة على طراز قديم، يبدو أنها لم تتغير منذ أن اشتراها أصحابها في الخمسينيات. على شمالي، ملصق وحيد لممثل كوميدي، وعلى يميني إطار يحمل في داخله مراجعة لمسرحية قديمة.
في الوقت الذي دخل فيه غصن، بدا مسترخيا يرتدي قميصا أبيض اللون غير مزرَّر تحت بدلة رسمية ذات لون أزرق داكن ويصافح بحرارة كل نادل يصادفه عند باب المطعم. كنت أتناول لقيمات من كمية وافرة من كبد الأوز التي سارعوا بجلبها إلى مائدتي كأول طبق مقبلات. يقول لي وهو يأخذ مقعدا مقابلا لي على مائدته المعتادة في الزاوية "مطعم جوزفين مميز وجميل". ويضيف "يقولون للزبون ما يريد تناوله اعتمادا على ما لديهم: آخر ما تبقى من اللحم أو الفطر أو الكمأ".
بدأت أتفهم أن التواضع والشعور الجدي للمطعم، حيث نوعية المأكولات الفرنسية التقليدية هي العنصر الوحيد المهم، يعبر عن غصن نفسه. فالرجل الذي يتنقل ما بين القارات، ويسترق النوم خلسة على متن طائرة خاصة، يقدر وسائل الراحة المألوفة. فهذا رئيس عمل تركيزه القاسي على الأداء عمل على إكسابه شهرة عالمية، بدأت في فرنسا في التسعينيات، عندما عملت إعادة هيكلة جذرية أجراها لشركة رينو على إنقاذ شركة صناعة السيارات الفرنسية – وأكسبه أيضا لقب "قاتل التكاليف"، وهو لقب يزعجه كثيرا لكنه لازمه.
يقول: "هذا اللقب مثير. هناك دماء في الاسم، وهناك وضاعة. لكن الجميع يبدأ بكونه قاتلا للتكاليف. إن كانت خطة الإنعاش تتمحور حول خفض التكاليف فقط، فإن الشركة ستدوم لعامين، يحصل الإنعاش عندما يمر 15 عاما على الشركة وهي لا تزال تسير في المسار الصحيح". لكن الأمر الذي حقق لغصن شهرة كبيرة جاء في مرحلة لاحقة، في اليابان، حيث عمل على استعادة حظوظ شركة نيسان من خلال استخدام القبضة الحديدية نفسها على التكاليف – ما أسفر عن تسريح موظف من كل سبعة موظفين. وعلى نحو غير عادي بالنسبة لرجل أجنبي، تم احتضانه من قبل الشعب الياباني وكأنه فرد منهم، واشتهر عبر صفحات المجلات الهزلية اليابانية التقليدية.
غصن، الذي يبدو في وضع صحي لائق مع خصلات الشعر الأسود التي تختصر قرابة عقد من الزمن من عمره الذي ناهز الـ 64، ينفذ الآن آخر لعبة له، رغم أنها خطة ليست أقل طموحا، وهو يترأس إمبراطورية عبر شراكة تجمع بين ثلاث شركات لصناعة السيارات لكنها لم تصل إلى مرحلة الاندماج. إلى تحالف رينو- نيسان المبرم قبل 19 عاما (حيث تسيطر شركة رينو على 43 في المائة من شركة نيسان)، أضاف في 2016 شركة ميتسوبيشي موتورز التي مزقتها الفضائح (مع حصول نيسان على حصة نسبتها 34 في المائة). بوصفه رئيسا تنفيذيا ورئيسا لمجلس إدارة هذا التحالف، يتولى غصن دفة قيادة ثاني أكبر شركة للسيارات في العالم في وقت يشهد جيشانا غير عادي.
يقول: "إنها صناعة تعيش في الظلام نوعا ما، وتعطلت بشكل أساسي بسبب الاتصال عبر الإنترنت والذكاء الاصطناعي، لأن السيارات الكهربائية ستصبح جزءا من المستقبل، ولأن المستهلكين أيضا بدأوا يتغيرون، فهم لا يريدون فقط امتلاك سيارة، بل أحيانا يريدون تشاركها مع الآخرين. الصناعة تسأل نفسها الآن كيف يمكنها اللحاق بالركب".
ويعترف بأن التقاعد أصبحت له جاذبية جديدة. أخيرا تزوج للمرة الثانية بعد طلاقه القاسي من زوجته الأولى. لكن في الوقت الذي يعتزم فيه إجراء انسحاب تدريجي، يوضح أنه لا يزال مستعدا لمواجهة التحدي، ويقول إن التعطيل "حافز ضخم".
يطلب غصن من النادل أن يزكي له طعام اليوم، ويقبل توصيته بأن يتناول ستيك تشاتوبريان اللطيف طبقا رئيسيا والهليون الأبيض طبق مقبلات. وأنا طلبت قطعة من لحم العجل وطبق المقبلات نفسه. يقول غضن "إنهم يقدمون مشروبا جيدا" في المساء في المطعم، إلا أنه يفضل عدم الشرب وقت الغداء. وقد حذرني هو والنادل من مغادرة المطعم دون تذوق طبق الحلوى الفرنسي "الإلزامي": الكيك الدسم المحشو بالمربى والكريمة "ميلفي".
غصن يهزل بالفرنسية، ويستخدم خلالها بعض الكلمات العربية، لكنه يستخدم اللغة الإنجليزية في محادثات الأعمال. لاحظتُ أنه يجلس مستقيم الظهر في مقعده عندما يناقش موضوع صنع السيارات، ويفرد ذراعيه كما لو أنه يقدم عرضا تقديميا، وأحيانا يقرِّب وجهه نحوي كناية عن التأكيد. عندما يكون في وضع أكثر استرخاء، يرتاح جسده على المقعد قليلا، واضعا يده على خده.
تداولنا بإيجاز بعض الانطباعات حول تجارة النبيذ في بلدي، لبنان، حيث بدأت زراعة الكروم منذ ثلاثة آلاف عام خلال حقبة الفينيقيين. غصن أيضا لديه جذور عميقة هناك. فقد ولد في بورتو فيلو في البرازيل لعائلة من المهاجرين اللبنانيين، وأصيب بمرض شديد وهو في الثانية من عمره وكاد يموت بسببه. قررت والدته أن تأخذه هو وشقيقته الكبرى ويعودا إلى لبنان، حيث أنهى دراسته في مدرسة يسوعية. وهو الآن مستثمر في شركة محلية لتجارة النبيذ. سألته عن المكان الذي يشعر أنه ينتمي إليه. إلا أنه لم يقدم لي أية إجابة بسيطة.
غصن هو المواطن العالمي المثالي. كطفل متمرد، كان يحب التاريخ لكنه كان جيدا بصفة خاصة في مادة الرياضيات وبناء على مشورة والدته، ذهب إلى باريس لدراسة الهندسة في الجامعة المرموقة "مدرسة البوليتكنيك". وحصل على أول فرصة عمل له متدربا في شركة ميشلان، حيث تدرج في الارتقاء عبر المناصب ومن ثم أرسل مرة أخرى إلى البرازيل ليترأس قسما معتلا في مجال التصنيع، حيث عمل على استعادة الربحية للشركة في غضون سنوات قليلة.
يقول عن أصوله: "لا يمكنني التمييز. فلدي تقاليد العائلة اللبنانية، لكنني أيضا مواطن برازيلي، ووالدتي كانت من أشد المحبين لفرنسا لذلك كان الوجود الفرنسي هناك منذ يوم ولادتي. أنا مزيج من الثقافات الثلاث".
عملت التعددية الثقافية على تحديد حياته المهنية بقدر ما عملت على تحديد شخصيته. ويقول إنه اغتنم الفرصة للذهاب إلى اليابان وإدارة شركة نيسان، جزئيا بسبب السحر الثقافي. "عندما كنت أدرس في بيروت، كانت آسيا بعيدة جدا. لكن بشكل خاص بالنسبة لي، كشخص مولع بالسيارات، كانت اليابان هي المكان المقدس الذي تستطيع فيه تعلم أساليب جديدة. لذلك كان يتعين علي الذهاب، بغض النظر عن طبيعة الظروف".
زماننا الحالي ليس أسعد الأوقات بالنسبة لمواطني العالم. يُبرر غصن حالات القلق الشعبوية على أنها لازمة لضبط العولمة. وهو مقتنع بأن تطلعات معظم الناس لا تزال تتمثل في وجود حدود مفتوحة وتبادل للمعارف. لكن منذ الأزمة المالية عمل القلق من التفاوت في الدخل على تشجيع السياسيين ومجالس الإدارات على تفحص أجور التنفيذيين بشكل أوثق. باعتباره الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة التحالف، غصن هو واحد من أعلى زعماء الصناعة أجرا. فقد حصل على 15 مليون يورو من رينو ونيسان في عام 2016. هذا الأجر تسبب في إثارة غضب الحكومة الفرنسية، وهي من المساهمين الرئيسيين.
"الأجر والتعويضات تخضع الآن لتفحص أكثر مما كان في الماضي – لقد عانيت كثيرا من هذا، وهناك كثير من التساؤلات حول ما تقدمه للمجتمع. لكن هذا لا يترجَم إلى طلب أقل على الأداء. يتعين على الرؤساء التنفيذيين أن يقدموا أداء يرقى إلى تعليمات الأداء الأساسية - النمو، والربح، والنقد الحر".
هل سبق أن خطر على باله أنه يتقاضى أجرا أكثر من اللازم؟ يضحك قائلا: "لن تجد أي رئيس تنفيذي يقول: أنا أتقاضى تعويضا مبالغا فيه. فهذا الأمر لا يتوقف علي، بل السيادة هي لمجلس الإدارة".
بالطبع تغير عالم غصن بشكل عجيب في السنوات الأخيرة. في اثنتين من الأسواق الرئيسية على الأقل – الولايات المتحدة والمملكة المتحدة – تسير الأعمال في سحابة من عدم اليقين. لم يلتق غصن بدونالد ترمب بعد ويحاول تجنب التحدث عنه، لسبب وجيه. فقد كانت الفروع التابعة للشركات الكبرى للسيارات في المكسيك هدفا مفضلا لغضب الرئيس الأمريكي. حتى الآن، نجت أكبر تلك الشركات، نيسان، من اهتمام ترمب. لكن غصن، على أية حال، ليس الشخص الذي يمكن الضغط عليه بسهولة. في أعقاب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، حذر تيريزا ماي من أن شركة نيسان سوف تنقل عملياتها التشغيلية إلى خارج بريطانيا ما لم يتم منحها الضمانات اللازمة المتمثلة في الشروط التجارية نفسها ما بعد "خروج بريطانيا". الصفقة التي تم إبرامها لاحقا، والتي كانت موضع حسد الشركات الأخرى، كانت "اتفاق جنتلمان"، بحسب ما يقول. "نحن نتحدث حول خروج بريطانيا، لا أحد يعلم ما هو خروج بريطانيا. ونحن نتكلم عن اتفاقية جديدة محتملة لكن لا أحد يعلم ما هي".
من المفارقات أن السياسي الذي يقود حملة العولمة هو الذي اصطدم إلى أكبر حد مع غصن. حين كان إيمانويل ماكرون وزيرا للاقتصاد، انتقد رئيس فرنسا الحالي الأجر الذي يتقاضاه غصن. وكان أيضا خلف القرار الذي اتخذته الحكومة في عام 2015 والمتمثل في رفع حصة الملكية الخاصة بها لتأمين مزيد من حقوق التصويت، وهي خطوة عارضها غصن. يقول مازحا: "الموضوع ليس شخصيا. نحن لم نكن على الجانب نفسه من المعادلة".
يبدو أن غصن لديه شهية نهمة، بعد أن تناول قطع الهليون الثماني المكتنزة، بدأ في تناول ستيك اللحم البقري في الوقت الذي كنت أتناول فيه ببطء قطعة لحم العجل الكبيرة. انتقلنا في الحديث إلى الموضوع المفضل لديه: السيارات. مثل كثير من رجال جيله، تطور لديه هذا الشغف وهو في سن مبكرة. كانت أول مرة يقود فيها سيارة عندما كان في سن 15 عاما، سيارة والدته من نوع بيجو 404، وكانت أول سيارة يمتلكها هي سيارة فيات 127 صغيرة الحجم خلال أيام دراسته في باريس – يقول: "وهما شركتان لم أعمل لديهما قط". في عام 1996، مع عدم وجود مرتبة أعلى يمكنه الصعود إليها في شركة ميشلان المملوكة للعائلة، تم توظيفه من قبل شركة رينو، وهي أول غزوة له في صناعة يمكنه المساعدة على تشكيلها وتسهم في تشكيله.
قيل لي إن في قلب أسلوب القيادة الذي ينتهجه غصن الذي لا هوادة فيه هناك هوس بـ "الالتزامات والأهداف". سألته هل صحيح أنك تطرد الموظفين الذين لا يفون بالتزاماتهم. يعتدل في جلسته ويومئ برأسه. "عندما وصلت إلى شركة نيسان في عام 1999، لم يكن الناس يشعرون بالالتزام بأي شيء، كانوا يقولون: ’أنا أقوم بعمل رائع وهذا الشخص الذي يعمل إلى جانبي لا يفعل ذلك‘. كانت الشركة في طريقها للإفلاس ومع ذلك لم يكن هناك من يشعر بالقلق. أردت من الناس الالتزام، الأمر الذي لا يلزم أن يظهر في كل عمل يمكنهم القيام به، لكنه يضمن أنهم سيقومون به. أردت منهم أيضا التعبير عن أي عمل آخر يمكنهم القيام به من خلال تحديد هدف. إن لم يتمكنوا من الوصول إلى تلك الالتزامات، فمعنى ذلك أني في ورطة". يواصل قائلا إن هذا النهج كان يعتبر نهجا لا يرحم، لكن "أمور الشركة سارت بشكل سريع، وارتفع مستواها خلال أول عامين".
ثمة سمة أخرى يتصف بها وهي تحريض الشركات والأشخاص ضد بعضهم بعضا. فهو يحب أن يطلق على هذا الأسلوب لقب "النظام المنهجي" لتحديد المقاييس. "الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها دفع شركة ميتسوبيشي هي أن أقول: ’اذهبوا وألقوا نظرة على ما تفعله شركة نيسان في هذا المجال‘. وأقول لهم: ’أنتم مهندسون، أنتم تحترمون الحقائق والبيانات وأنا سأقدم لكم الحقائق والبيانات‘". شئنا أم أبينا، كانت الصيغة التي استخدمها غصن ناجحة، على الرغم من أنه يعترف بأنه لم يكن لينجح أي من أساليبه لو لم تشعر الشركة بأن الشخص الذي يتولى دفة القيادة هو شخص منخرط في الموضوع، ويؤمن برسالتها، ويحدد التزاماته وأهدافه هو بالذات. ويقول إن هذا هو تعريفه للقيادة.
حكم غصن على قطعة الستيك التي تناولها هو أنها "رائعة"، ما جعل النادل يشعر بكثير من الرضا. وُضع "الميلفي" الشهير بحجم قالب الكيك في الوسط بيننا. يمازحني غصن بأن هناك قالبا آخر من الميلفي في طريقه إلينا. أعترف بأنه أفضل ميلفي تذوقته في حياتي. شخصية غصن النشطة تجعلني أتساءل عما إذا كان يمكنه العيش مع وجود عيوب. ألاحظ أنه لابد أن أطفاله الأربعة (جميعهم من خريجي جامعة ستانفورد) كان من الصعب عليهم النشوء مع والد صاحب إنجازات كبيرة مثله.
"لا أعتقد ذلك، لكن يمكنك التأكد منهم". المجال الوحيد الذي كان يصر عليه هو النتائج الأكاديمية. "لم أستطع أن أتفهم الأمر عندما كانوا يحققون نتائج متدنية. قلت لهم: ’أنتم لستم أغبياء. لا أستطيع تفهم ذلك، في كل المجالات الأخرى، كنت منفتحا جدا، وتحرريا جدا".
حتى الآن أمضينا ساعتين في تناول طعام الغذاء والتطلع إلى المستقبل - مستقبله هو ومستقبل السيارات. هناك كثير من التكهنات حول رؤيته الخاصة بالتحالف، وكمٌّ كبير من الشائعات حول عملية اندماج ما بين شركة رينو ونيسان. يعترف غصن بأنه يجب عليه الرد على تساؤلات تتعلق بقدرة تحمل الهيكل غير العادي الذي أنشأه من دون الحاجة إلى مخطط. ويقول إنه مقتنع بأن التحالف "خطوة لا رجعة فيها".
"أوجدنا كثيرا من أوجه التآزر، والنطاق هو أهم جانب في الموضوع. لكنني أحترم ما يقوله بعض أصحاب المصلحة: ’مهلا، انتظر قليلا، ما الذي سيحدث بعد رحيلك؟‘".
أخبرت غصن بأن منتقديه يقولون إنه يتباطأ في إعداد خلفائه ويحاول أن يجعل من نفسه شخصا لا غنى عنه. يقول إنه يدرك تماما أن القائد ينبغي أن يكون شخصا مرغوبا، لا شخصا يمكن تحمله. ويقول إن لحظة الخروج حاسمة لأنها تحمل رسالة في ثناياها. رحيله سيكون تدريجيا، يبدأ بأخذ خطوة إلى الوراء بالتخلي عن منصبه رئيسا تنفيذيا لشركة رينو قبل انتهاء فترة ولايته في عام 2022. "لا أريد أن تكون آخر رسالة هي أنني شخص يتمسك بمنصبه".
لكن مستقبل التحالف لا يقوم على الهيكل والشخصيات العاملة فيه فقط، بل أيضا على دور السيارات وشكلها. بينما كنا ننهي تناول كعكة الميلفي التي تم استهلاك نصفها تقريبا وطلبنا قهوة اسبريسو، وجهت إليه سؤال السيارات الكبير: هل سيمتلك أي أحد سيارة في المستقبل؟
يقول: "ربما لن يمتلكها، لكننا سنمتلك سيارات في غضون 30 إلى 40 عاما. التكنولوجيات الجديدة، السيارات الكهربائية، والسيارات ذاتية القيادة، وتشارك السيارات، هذا سيكون موجودا بشكل رئيسي في أسواق المدن المتقدمة. لكن اليوم تذهب إلى الهند وروسيا وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا، وترى أن امتلاك السيارة لا يزال يعتبر إنجازا ضخما".
أخبرت غصن أنه كثيرا ما يقال إن أيا من شركات عربات الخيول القديمة لم تصبح شركة لصناعة السيارات. يبتسم ويخبرني بشأن تنبؤ آخر حتمي. قبل 14 عاما تقريبا، قال أندي جروف، مؤسس شركة إنتل، لغصن إنه لن يتم تصنيع السيارات الكهربائية من قبل شركات السيارات. مع ذلك، كانت "ليف"، التي طورتها شركة نيسان، أفضل السيارات الكهربائية مبيعا في العالم.
بينما كنا نستعد للرحيل، قال كلمته الأخيرة: "هذه أقوال مختصرة جيدة، لكنها دائما ما تكون على خطأ تقريبا".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES