اتصالات وتقنية

قطاع الرعاية الصحية في طريقه لتبني تقنيات إنترنت الأشياء

قطاع الرعاية الصحية في طريقه لتبني تقنيات إنترنت الأشياء

في ظل التحول الرقمي الذي يعيشه العالم، الذي يعتمد على أحدث التقنيات، تسعى جميع القطاعات إلى النهوض بخدماتها ورفعها إلى مستويات أعلى عبر الاستفادة من هذه التقنيات، ومن أبرز القطاعات التي تبنيا لهذه التقنيات الحديثة، هي قطاع الرعاية الصحية، الذي من المتوقع أن يعتمد بشكل أكبر خلال العام المقبل على تقنيات إنترنت الأشياء، التي ستصل قيمتها بحلول عام 2020 إلى 117 مليار دولار، بحسب شركةMarket Research للأبحاث، في حين تستمر حزمة الأجهزة الطبية المحمولة والتطبيقات والخدمات الصحية المتنقلة، في رسم ملامح مبتكرة للطريقة التي يتم بها تقديم خدمات الرعاية الصحية، حيث إنه من المتوقع أن يصل النمو فيها إلى 59.15 مليار دولار بحلول عام 2020.
ومن جانبه، قال محمد أمين، النائب الأول للرئيس، في شركة DELL EMC الشرق الأوسط، إن "قطاع الرعاية الصحية محصن ضد حراك تقنيات التغيير، التي تعمل على إحداث تحول جوهري في رعاية المرضى، عبر تمكين التطبيب الدقيق والمساهمة في تحقيق نتائج علاجية أفضل، لذلك، فإن ظهور التقنيات الناشئة، كالروبوتات والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات والحوسبة السحابية والواقعين الافتراضي والمعزز، من شأنه أن يعمل على إعادة تشكيل الطرق التي يتم بها تبادل المعلومات الطبية ومعالجة الأمراض واكتشاف أساليب مختلفة ومتطورة للعلاج".
وتابع، "بمقدور مقدمي خدمات الرعاية الصحية الآن، عبر احتضان التقنيات التحولية، اغتنام فرص جديدة تماما لاستخدام البيانات في تقديم رعاية طبية ذات طابع شخصي وزيادة التفاعل مع المرضى وتحسين نتائج العلاج".
وبحلول 2019، من المنتظر أن تجمع 60 في المائة من الأجهزة والتطبيقات الخاصة بالرعاية الصحية البيانات المتعلقة بموقع المريض وبيانات الأجهزة الطبية، كما ستبدأ في رصد الأنماط الصحية والكشف عنها وتحليلها، ورغم ذلك، فإن 81 في المائة من قادة القطاع الصحي يوضحون أنهم ما زالوا غير قادرين على التصرف فورا باستخدام هذه المعلومات.
وأضاف أمين، أن أجندة الابتكار في دول الخليج تقودها الحكومات، وهي التي منحت الرعاية الصحية الأولوية ودعمتها باستثمارات واسعة، من خلال تطوير المستشفيات وبناء أنظمة بمعايير رفيعة المستوى لإدارة منشآت الرعاية الصحية. وتهدف السعودية إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في الإنفاق على الرعاية الصحية إلى 35 في المائة بحلول 2020 بحسب وثيقة برنامج التحول الوطني السعودي.
وأكد بأنه ينبغي على منشآت الخدمات الطبية أن تتجاوب بسرعة مع حالات الطوارئ، كما عليها الاهتمام بالحالات الفردية، وهو ما يتطلب القدرة على تحقيق أداء عال وثابت، من خلال الكفاءة التشغيلية والعمليات المؤتمتة بأحدث التقنيات، حيث إن الابتكارات الحديثة في مجال الرعاية الصحية اليوم، من غير الممكن تشغيلها في البنية التحتية القديمة، فالتدفق الهائل للبيانات يتطلب من الأنظمة التقنية في القطاع الصحي أن تتكيف بشكل أسرع، وأن تستخدم بنية تحتية تقنية حديثة تلبي المتطلبات المستمرة، مثل تحليل البيانات في الموقع، والجاهزية الأمنية، والامتثال التنظيمي، واستمرارية الأعمال.
وتتيح المنشآت الطبية قدرات جديدة ومحسنة في الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، بالتوازي مع التقليل من التكلفة، حيث إن الحوسبة السحابية ستتيح بنية تحتية تقنية مناسبة للشركات لتخفيض تكاليف التشغيل مع تلبية احتياجات المرضى للحصول على خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة، وتتضاعف إثر ذلك منافع المنصات السحابية، نظرا للزيادة الكبيرة في رقمنة السجلات الطبية وانتشار المخرجات الرقمية من أجهزة الفحص والمراقبة الطبية.
كما أن بيانات الرعاية الصحية ما زالت تمثل هدفا حيويا للهجمات الإلكترونية، بل إن زيادة استهداف أنظمة الرعاية الصحية التقنية ساعدت على صياغة مصطلح أصبح يطلق على هذه الهجمات الإلكترونية، وهو "الاختطاف الطبي"، وتظل الأولوية الأولى لجميع مقدمي الرعاية الصحية متمثلة في تقييم المخاطر وحالة التدابير الأمنية الحالية لدى الأفراد، والعمليات والتقنيات، تقييما موضوعيا.
ويحتاج مقدمو الخدمات بعد ذلك إلى امتلاك الأدوات المناسبة لضمان سلامة المرضى، وحمايتهم من هجمات طلب الفدية، والتهديدات المستمرة المتقدمة، والتهديدات الداخلية، وضمان آليات محسنة لكشف التهديدات، من أجل تحسين كفاءة النسخ الاحتياطي للبيانات، وتقليل الفترات اللازمة للتعافي، واسترداد البيانات السريرية والمؤسسية.


تعليق الصورة:
تظل الأولوية لمقدمي الرعاية الصحية متمثلة في تقييم المخاطر وحالة التدابير الأمنية
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية