ميركل: «السوق الاجتماعي» أساس النجاح الاقتصادي

أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أهمية أن تصبح بلادها أكثر ابتكارا في عصر الرقمنة.
ووفقا لـ"الألمانية"، فإن ميركل قالت أمس، بمناسبة الاحتفال بمرور 70 عاما على اقتصاد السوق الاجتماعي، إنه ليس صحيحا أن ألمانيا تحل الصدارة دائما فيما يتعلق بالابتكارات في عصر الرقمنة.
وأشارت ميركل إلى الذكاء الاصطناعي، حيث لا تتصدر ألمانيا التحرك في هذا المجال، موضحة أن هذا من الممكن أن يكون له تأثيرات على اقتصاد السوق الاجتماعي.
وأشادت ميركل باقتصاد السوق الاجتماعي بصفته "أساس النجاح الاقتصادي لألمانيا"، موضحة في المقابل أن شروط المنافسة صارت أصعب بسبب العولمة.
وتحدثت ميركل أيضا عن "التركيز الكبير" للمنصات الكبيرة على الإنترنت في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذا الأمر يطرح تساؤلات بشأن ما إذا كان يتعين على سلطات حماية المنافسة الأوروبية اتخاذ إجراءات حيال هذا الأمر.
من جانبه، قال بيتر ألتماير، وزير الاقتصاد الألماني، إن 70 عاما من اقتصاد السوق الاجتماعي دعمت النمو الاقتصادي والرخاء، موضحا أن اقتصاد السوق الاجتماعي أثبت كفاءته وليس بحاجة إلى اختراعه من جديد.
في المقابل، أشار ألتماير إلى التحديات التي يواجهها هذا الاقتصاد عبر الرقمنة على سبيل المثال، موضحا أن الشركات الأمريكية والآسيوية متقدمة في كثير من القطاعات في هذا المجال، مؤكدا ضرورة أن تظل ألمانيا مطورة ومبتكرة في العالم الرقمي.
ووصف أولاف شولتس، وزير المالية الألماني، اقتصاد السوق الاجتماعي بأنه "وصفة نجاح"، موضحا أنه لا يمكن الحفاظ عليه إلا عندما تتبع أوروبا سياسة مشتركة، مشددا على ضرورة البدء في خطط إصلاح الاتحاد الأوروبي بشجاعة.
إلى ذلك، توقع البنك المركزي الألماني استمرار النمو الاقتصادي في ألمانيا، لكن بوتيرة أبطأ، وفقا لـ"الألمانية". وأعلن البنك أمس، في مدينة فرانكفورت أنه من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الألماني هذا العام نموا 2 في المائة.
وكان البنك قد توقع في كانون أول (ديسمبر) الماضي أن يحقق الاقتصاد الألماني نموا 2.5 في المائة عام 2018.
في المقابل، رفع البنك توقعاته بشأن النمو خلال العامين المقبلين من 1.7 في المائة لعام 2019 إلى 1.9 في المائة، ومن 1.5 في المائة لعام 2020 إلى 1.6 في المائة.
وبحسب تقديرات البنك، فإنه من المتوقع أن تنخفض سرعة نمو الصادرات والاستثمارات للشركات، كما سيثبط النقص المتزايد للعمالة المتخصصة نمو التشغيل.
وكان المعهد الألماني لأبحاث الاقتصاد خفض أيضا توقعاته للنمو الاقتصادي في ألمانيا هذا العام مقارنة بما كان يتوقعه منذ فترة قصيرة.
وأعلن المعهد الأربعاء الماضي، خفض توقعاته لعام 2018 من 2.4 في المائة، التي كان قد توقعها في شهر آذار (مارس) الماضي إلى 1.9 في المائة حاليا.
وأشار إلى "بداية ضعيفة للعام على نحو غير متوقع"، موضحا أنه يرى "مخاطر كبيرة" في كثير من الجبهات، محذرا من إمكانية استمرار تصعيد النزاع التجاري مع الولايات المتحدة، وكذلك من احتمالية زيادة حدة أزمة الديون في إيطاليا.
وبالنسبة لعام 2019، خفض المعهد أيضا من توقعاته بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي للعام المقبل، حيث يتوقع حاليا زيادة إجمالي الناتج المحلي 1.7 في المائة، بعدما كان يتوقع زيادة 1.9 في المائة قبل ثلاثة أشهر.