الناس

«الحوامة» .. موروث نجدي قديم عاشه أطفال الرياض ليلة العيد

«الحوامة» .. موروث نجدي قديم عاشه أطفال الرياض ليلة العيد

في أجواء شبيهة بزمن الماضي الجميل، وأهازيج العيد، ورغبة في إحياء موروث "الحوامة" التي كانت في الماضي بين الأحياء، خرج أطفال عدد من الأهالي في العاصمة الرياض لإحياء هذا المورث النجدي، يطوفون على بيوت الجيران، ليأخذوا ما أعده أهل البيوت من "عيديات" فرحًا بالعيد.
ويرى أسر المشاركين في المبادرة، التي أطلقتها أمانة منطقة الرياض، أن هذه المبادرة إحياء للموروث، والتي تؤكد ترابط أهالي الحارة الواحدة، حيث يعتبرون أنفسهم أسرة واحدة.
وأكد الأهالي خلال حديثهم لـ"الاقتصادية"، أن الحوامة من العادات النجدية القديمة التي اندثرت في المدن الكبيرة وكثير من القرى، لكن المشرفين عليها أرادوا إعادة هذه العادة الجميلة التي تحبب الأطفال في أعمال الخير، وتغرس فيهم مبدأ التواصل الاجتماعي، وتجسد الجسد الواحد بين أهل الحي.
وقال إبراهيم العبد العزيز أحد سكان أهالي الرياض، إن خطوة الأمانة في إعادة موروث "الحوامة" التي كانت من العادات النجدية القديمة، مبادرة تعيد إلى الأجيال الحالية بساطة الحياة التي كان يعيشها أجدادهم في تلك الأيام، إضافة إلى أنها تؤكد ترابط الأهالي معا.
وشاركه الرأي خالد المجراني أب لأحد الأطفال المشاركين في الحوامة، أن أبناءه شاركوا في احتفال الأطفال فرحاً باستقبال العيد، متذكراً تلك الأيام قبل 40 سنة وفرحهم بالعيد، متمنياً من الأمانات إحياء مثل هذه المورثات القديمة.
وقال: "إن موروث الحوامة عادة نجدية قديمة، حيث كان الأطفال يجوبون شوارع القرى لأخذ عيديتهم، منشدين عددًا من الأهازيج الشعبية". وقال إبراهيم الهويمل مدير عام الحدائق في أمانة الرياض والمشرف العام على الاحتفالات، إن الأمانة جهزت عددا من الحدائق داخل الأحياء لإحياء هذا الموروث، ومنها ساحة حي لبن وحديقة حي الربيع وحديقة الطرف بحي النسيم ومتنزه عكاظ، وتم تشكيل فريق لنقل البهجة والفرح داخل الحي، من خلال جولات وأهازيج شعبية وتوزيع الحلوى والهدايا، إضافة إلى عدد من الفعاليات، مثل أوبريت العيد، ومسابقات وألعاب حركية.
وزاد: "إن الحوامة هم مجموعة من الأطفال، يطوفون على بيوت الجيران، ليأخذوا ما أعده أهل البيوت من "عيديات" فرحًا بالعيد، إذ كان أطفال المناطق النجدية في المملكة يطلبون عيدياتهم من سكان الحارة والجيران ليلة العيد في مشهد يشابه "القرقيعان" مع اختلاف الزمان والمكان، حيث كانوا ينشدون أهازيج «عطونا عيدي عادت عليكم.. جعل الفقر ما يدخل عليكم".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الناس