Author

لا خصومة مع العيد

|
يقول: العيد يفقد وهجه. وهو في صباح العيد، يغلق هاتفه وباب بيته، ويتهرب من ملاقاة أحبابه وأصحابه، وينام حتى المساء، ثم يصحو من النوم عابسا، وبعدها يواصل ليوم العيد. هذا صنف من الناس، يتناقض مع ما تكنزه ذاكرة الطفولة عندهم، إذ كان العيد مرتبطا باحتفالية الاستعداد لصلاة العيد، والانصراف من المسجد صوب لقاء العائلة وتبادل التهنئة معهم، وتوزيع العيديات على الأطفال، والإحسان للضعفاء والمساكين. لم يتغير العيد، لكننا تغيرنا، وأصبحنا نؤثر أن نقفز فوق العيد، ونحن نتخيل أنه يتغير. وهذا الأمر أوجد جيلا أصبح يوم العيد بالنسبة له لا يختلف عن أي يوم آخر خلال العام. ولذلك من المهم ألا يفرط الناس في نقل بهجة العيد إلى أطفالهم وأسرهم. هذا الأمر يتطلب تضحيات من الآباء والأمهات، وإصرار على عدم تحويل مطلع يوم العيد إلى حصة نوم تمتد طيلة النهار. بل يجب أن يكون العيد يوما غير عادي في نفوس الأطفال. لقد كانت الأجيال السابقة أكثر حظا في استحضار متعة العيد. ومن المفهوم أن مؤثرات كثيرة دخلت حياة الناس وغيرت نمط حياتهم. وقد أوجدت القفزة التي شهدها العالم الافتراضي فجوة مربكة حتى في مفهوم العائلة ومفهوم الصداقة، فأصبحنا نتعايش مع واقع يغدو فيه مفهوم القرب والبعد متناقضا، إذ قد يكون جارك الملاصق لك أكثر بعدا من الصديق الافتراضي الذي ربما لم تصافحه بيدك أبدا. هذه المقالة ليست بكائية لأعياد الأمس، فالحاضر جميل، ولكنه سيكون أكثر جمالا بالتناغم مع العيد وفرحته، فالابتهاج بالعيد ليس مجرد عادة بل هو عبادة أيضا. حفظ الله بلادنا وقيادتنا وشعبنا من كل سوء. كل عام وأنتم بخير.
إنشرها