default Author

اصنع السعادة

|
بين أزقة الرياض القديمة أو وسط البلد ومع مشارفة رمضان شهر الخير والبذل على الانتهاء وقرب حلول عيد الفطر تجد الكثير رجالا ونساء يجوبون تلك الأزقة في عز حرارة الشمس وفي يد كل منهم لعبة أو كيس حلويات أو بالونات يبحثون عن الغريب والمبتكر ليقدموه في يوم العيد الكل يبحث عن السعادة بشراء ما يسعد أطفاله وأقاربهم ومنهم من يمسك بتلك اللعبة، ويتذكر الماضي وحلمه أن يمتلك لعبة أو بعضا من تلك الحلويات المعروضة ولا يستطيع، اليوم يجول بينها يحمل بين جنبيه فرحة الماضي وحلمه القديم! ويتمنى أن ينقل تلك الفرحة لمن حوله، ما جال في خاطري وأنا أرى تلك الجموع هل فعلا ستتحقق سعادتهم؟ هل سيفرح من تحملوا التعب وحرارة الشمس من أجلهم؟ هل سيفرحون بهم ومعهم؟ هل وهل الكثير من الأسئلة تدور في بالي مع انطفاء فرحة العيد بأعيادنا الحقيقية التي تعودنا على النهوض فجرا أو حتى مواصلة الليل بالنهار انتظارا لذلك الحلم المقبل للسعادة والابتسامة التي تحملها الوجوه، التي تحولت مع مرور الزمن إلى وجوه مرهقة تتأفف من الاحتفال بالعيد نهارا وأعتقد لو كان عيد مقبل إلينا من جزر الواق واق لاحتفلوا وغنوا ورقصوا دليلا على تطورهم ومواكبة العالم المتحضر أما عيدنا فيعتبره بعضهم عيد الشياب والعجائز بالتزاماته والسلام على أقارب لم يعرفهم مسبقا أو لا يراهم إلا في أحد العيدين! كلنا نبحث عن السعادة وعن فرحة العيد لا نريد لها أن تخبو أبدا نريد أن نسعد الأطفال، الذين "ما عادشي يغريهم ما عادت حلاوة المصاص تطربهم، ما عادت النقود القليلة تعني لهم شيئا، أنت بالتزاماتك تعطلهم!" ذهبت فرحة انتظار يوم "الحوامة" الذي يسبق العيد وكانت له طقوس وملابس مخصصة ويتميز بتخضب الفتيات بالحنا، وتحول فجأة لدى كثير إلى القرقيعان وفي وسط شهر رمضان وبغض النظر عن أي حديث في مشروعيته، حوامتنا أو قرقيعانا أيا كان اسمه كان يوم الـ29 من رمضان وإذا امتد الشهر امتدت الحوامة للحصول على القليل من السعادة! إذاً السعادة هي المحور، كيف تصنع سعادة حقيقية لك ولمن حولك، إنها هناك تكمن في الأعماق وتنبع منها عندما تتم شهرك وأنت لديك رصيد من الأعمال والطاعات والأعمال التطوعية "صانعة السعادة"، وتختمها ببذل بسيط ونبذ لكل الخلافات ولكل ما يرهق كاهلك من الهموم. عود نفسك أن تجعلها جانبا لا تضيع عمرك حسرات على حلم مضى وحب انتهى وعلاقة لم تتم وخسارة كانت مقدرة لك في علم الغيب، امض قدما، أسعد من حولك، ابتسم، وستمحي بابتسامتك آلامك وتعم عدوى الفرح!
إنشرها