Author

نائبة الوزير ـــ جمال الإحسان

|
تتوالى القصص ذات النهايات السعيدة في العمل الخيري، فمن أفضل ما سمعت كان تبني أحد المحسنين طفلا شب ليصبح من أكبر رجال الأعمال في دولته، وقيام جهة خيرية بتبني أيتام حققوا في النهاية نجاحات كبرى لم يكن أحد يتوقعها. على أن الله ــ سبحانه وتعالى ـــ يمنح بالعدل الإلهي كلا بحسبه، ويغدق على من يشاء من عباده، ويجعل بعضهم مثلا لآخرين، ليعلموا أنه هو المدبر لكل شيء. نشاهد هذا في قصص النجاح التي أبطالها في أغلب الأحيان من اليتامى أو فقراء المجتمعات أو من لم يحصلوا على أي قدر من التعليم والخدمات والحماية التي نظنها الوسيلة الأضمن لحماية مستقبل أبنائنا وبناتنا. الله يتولى عباده، وهو الذي يقدر ما يكون عليه حالهم في مسارات الدنيا، وهنا لا بد أن نؤمن أنه بتقديره ـــ سبحانه وتعالى ـــ يتحول الضعف إلى قوة، والفقد إلى جدة، والشقاء إلى سعادة. يضع الله الناس بعضهم في طريق بعض، ويجمع بين الأشتات بقدرة إلهية خارقة لا يعلم كنهها ولا طريقتها سواه ـــ سبحانه وتعالى. يضع الأشخاص بعضهم في طريق بعض، يسخر بعضهم لبعض، فيظن كل واحد منهم أن القدر له، وأن العطاء ضمن تاريخه الشخصي، ولا يدري أن الحياة بكل مكوناتها وشخوصها عملية مترابطة بشكل لا يستوعبه فهم الإنسان، ولا يمكن أن يضع له مسارا محددا، ذلكم هو القدر؛ حيث يكون الجميع أدوات لتحقيق مراد الله ـــ عز وجل ـــ في هذا الكون. دخلت في هذه الحالة الفلسفية، وأنا أشاهد خبرا عن طفلة فقيرة ويتيمة تبناها المحسن الكبير الدكتور عبد الرحمن السميط، بل لنقل سخر لها الله السميط ـــ رحمه الله ـــ. بعد أن هربت الطفلة من القتل في قريتها، ولم يكن أمامها أي نور في نفق مظلم مكوناته الجوع واليتم والخوف، دخلت مسارا مختلفا ليتبناها الرجل وتتحول حياتها إلى حال مختلفة تماما، وتصبح نائبة لوزير الصحة بكل ما تحمله تلك الوظيفة من متطلبات، لم يكن أحد يتخيل أن يكون من حظ هذه الفتاة شيء منها. غفر الله للفقيد وهو واحد من ناشري المحبة والسلام في العالم، ورزقنا ما يجعلنا قادرين على أن نغير مسار حياة الآخرين نحو مستقبل أفضل.
إنشرها