أوصي بقراءة كتابه المهم (بحث الإنسان عن مغزى) لفيكتور فرانكل.
ينبغي عليهم التفكير في الأمور التي لا يزالون يريدون تحقيقها - في حالة فرانكل، تأليف الكتاب الذي كان يحمله في رأسه - كان أيضا حول ما قاموا بفعله في الأصل.
أيا كانت الأشياء الأخرى التي استطاع مضطهدوهم أن يأخذوها منهم، إلا أنه لم يكن بمقدورهم سرقة ماضيهم. كتب قائلا "الماضي هو أيضا نوع من الوجود، وربما النوع الأكثر تأكيدا". كيف يمكننا تطبيق هذا على ظروفنا الحميدة التي لا تقارَن على الإطلاق بظروف معسكرات الاعتقال؟ من خلال منح أنفسنا الفضل على ما قمنا بتحقيقه سابقا، سواء كان الحفاظ على استمرارية الزواج أو تنشئة الأطفال، وكل الأمور التي حققناها في مجال العمل. المستقبل مهم، لكن الماضي مهم كذلك. لا أحد يرغب في أن يكون الشخص الممل الذي تجده في المكتب أو الحانة، ولا يتحدث سوى عن الأمور الماضية.
إن التفكير في الماضي يجب أن يكون جزءا من تفكيرنا الهادئ، مهما كانت الأمور الأخرى التي لا نزال نريد تحقيقها، فهذا هو إنجازنا. نحن نراكم المزيد من تلك التجارب والخبرات كلما تقدمنا في العمر. ليست كل تلك الإنجازات إيجابية، فالأخطاء هي أيضا جزء من هويتنا الحالية.
يمكن للهفوات والأخطاء أن تعترض طريق استمتاعنا بتلك الإنجازات التي تحققت في الماضي. حين نغادر شركة ما وهي في وضع ممتاز، ومن ثم تسوء الأمور فيها، ربما يقوم الناس بأثر رجعي بتقليل قدر الإنجازات التي حققناها.
إن غادرنا الشركة في ظل ظروف لم يكن لنا يد في اختيارها، مثل ما حصل مع السير مارتن، ربما سنرغب في الحصول على ما يثبت سلامة موقفنا. بالنسبة لمعظم الناس منا، الماضي ذو طبيعة عادية. إن لم تكن ظروف الرحيل كما كنا نتمنى، يظل بمقدورنا الاحتفاظ بذكريات ما حصل في الماضي. بطاقة الوداع، ورسالة الامتنان عبر البريد الإلكتروني من أحد أعضاء الفريق الملتحق بوظيفة جديدة، والحصول على مكافأة من رابطة الصناعة. كل هذه الأمور تستحق منا أن ننظر إليها بين الحين والآخر وأن نعيد قراءتها.
الأمر يتعلق بتحقيق التوازن بين المستقبل والماضي. هنالك إثارة حول ما سيظل بانتظارنا، لكن ينبغي أن يكون هنالك قدر من الصلح مع الذات، حين نتأمل في الأمور التي مررنا بها.
أضف تعليق