أخبار اقتصادية- عالمية

مسائل شائكة تعقد اجتماعات «السبع» .. الملف التجاري وعودة روسيا

مسائل شائكة تعقد اجتماعات «السبع» .. الملف التجاري وعودة روسيا

خيمت الخلافات الحادة بين الولايات المتحدة والأعضاء الستة الآخرين على قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسوما جمركية بعشرات المليارات من الدولارات على حلفائه، إضافة إلى اقتراحه عودة روسيا إلى المجموعة الذي يرفضه الأوروبيون.
واختتمت القمة أعمالها أمس بجولة أخيرة من المفاوضات في محاولة للحد من الانقسامات التي أثارها ترمب المنشغل بلقائه المرتقب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وبحسب "الفرنسية"، فقد شكلت التجارة نقطة الخلاف الرئيسة في الاجتماع بعد دخول الرسوم الأمريكية على الفولاذ والألمنيوم المستورد حيز التنفيذ.
ورفض الأوروبيون سريعا اقتراح ترمب حول احتمال عودة روسيا إلى المجموعة التي أخرجت منها عام 2014 بعد ضم القرم.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن "عودة روسيا إلى مجموعة الدول السبع غير ممكنة طالما لم نر أي تقدم أساسي في ما يخص المشكلة الأوكرانية".
وبعد أن كتب ترمب سلسلة تغريدات عبر فيها عن غضبه حيال الاتفاقات "غير العادلة" التي تثقل التجارة الأمريكية، ظهر مبتسما في الصورة الجماعية التقليدية وجامل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو و"صديقه" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأكد مصدران قريبان من المفاوضات أن كلا من القادة أصر على موقفه أثناء اجتماع العمل الرئيس، بحيث حاول الأوروبيون مواجهة "سيل الانتقادات" التي يوجهها ترمب إليهم بحجج مدعمة بالأرقام.
وقال مصدر فرنسي إنها لحظة "صعبة" لكنها يمكن أن تكون "ضرورية" لـ"تنفيس الاحتقان"، لكن يبقى من الصعب في هذه الظروف التوصل إلى "بيان مشترك" كما جرت العادة في اجتماعات مجموعة السبع السابقة، يعدد النوايا الحسنة للقوى العالمية في المجال الاقتصادي والدبلوماسي والبيئي.
وبينما توقع ترمب نشر بيان على هذا النحو، إلا أن أعضاء من الوفود تحدثوا عن تسوية، وعمليا، سيأخذ ذلك شكلا نص عليه توقيع سبع جهات ويخصص فقرات على حدة للموقف الأمريكي المتباين حول النقاط الأكثر حساسية وهي التجارة، وأيضا الاتفاق النووي واتفاق باريس حول المناخ اللذين أعلن ترمب انسحاب بلاده منهما.
وهناك فرضية أخرى تقول إنه سيتم نشر "إعلان" موقع فقط من الرئاسة الكندية لمجموعة السبع، يلحظ النقاط الخلافية، وهو أمر بقدر ما هو مهم بالنسبة للدبلوماسيين ضروري بالنسبة للرأي العام.
وحاولت المستشارة الألمانية التي أجرت حديثا جانبيا مع الملياردير الأمريكي، تهدئة الأجواء حيال التجارة عبر اقتراح إجراء حوار ثنائي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفق مصدر فرنسي.
وذكر المصدر نفسه أنها تنوي الدفاع عن فكرة "آلية تقييم مشتركة" بين الأمريكيين والأوروبيين "لمنع حصول أي أزمة أخرى في قطاع آخر غير قطاع الفولاذ والالمنيوم" لا يثقل على التبادلات التجارية العابرة للمحيط الأطلسي.
وتخشى برلين حملة أمريكية على صناعة السيارات الألمانية، ومن جانبه، انتقد بيتر نافارو مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون التجارية في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز"، الرسوم التي اعتبرها ثقيلة جدا والمفروضة على صادرات السيارات الأمريكية إلى أوروبا، فقال "لا شيء مفاجئ في أن الألمان يبيعون ثلاث سيارات مقابل سيارة أمريكية واحدة مصدرة إلى ألمانيا".
وأجرت مجموعة الدول السبع أمس جلسات عمل مختلفة حول المناخ قبل أن تختتم أعمالها بمؤتمرات صحافية لرؤساء الدول، باستثناء ترمب الذي كان آخر من وصل إلى كيبيك صباح الجمعة، وكان أول المغادرين السبت.
واختار ترمب خلال قمة مجموعة السبع أن يمضي أقصر وقت ممكن، وأن يفتح أكبر عدد ممكن من الجبهات بعيدا عن أي موقع دفاعي، ليفرض وتيرة عمله على شركاء يكاد صبرهم ينفد.
ولم يخف الرئيس الأمريكي أبدا أن القمة التاريخية حول "نزع السلاح النووي" الكوري الشمالي كيم جونغ أون يوم الثلاثاء في سنغافورة، تحظى باهتمامه أكثر بكثير من المحادثات مع حلفاء الولايات المتحدة القدماء.
حتى أن مسؤولين كبار في البيت الأبيض أطلقوا نكات باحتمال تغيبه عن قمة مجموعة السبع، لكن تصريحات قوية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو اللذين قالا قبل القمة، إنهما على استعداد لعزل الولايات المتحدة، أثارت لدى ترمب شهية المواجهة.
ورد عبر تغريدات على باريس وأوتاوا مشتكيا من أنه يعامل بشكل "سيئ جدا" في المستوى التجاري وتوعد بأنه عند الضرورة سيمضي أكثر في معركة الرسوم الجمركية التي أطلقها.
وفتح ترمب الجمعة جبهة جديدة من خلال طلبه بإعادة روسيا إلى عضوية المجموعة التي أبعدت منها إثر ضمها القرم في 2014.
ولا يقبل ترمب (71 عاما) بالتالي الأدوار الثانوية ولا يتردد في إلغاء اجتماعات تبدو دقيقة جدا، وألغى ترمب هذا العام في اللحظة الأخيرة قمة مع قادة دول وحكومات أمريكا اللاتينية كان يتوقع أن تكون عاصفة، وكان المبرر الرسمي انشغاله بالضربات الجوية على سورية.
وسحب ترمب دعوة الأسبوع الماضي للحضور إلى البيت الأبيض وجهها إلى أعضاء فريق فيلاديلفيا إيجلز بعد قرار عدد كبير منهم مقاطعة الدعوة.
وشعر مساعدوه بالارتياح وهم يرونه يصعد إلى طائرته صباح الجمعة قاصدا كندا رغم بعض التأخير، وشارك ترمب مبتسما في صورة المجموعة التقليدية، إلا أن هذه الصورة تظل بالنسبة إلى مؤيديه أقل أهمية من هجومه ضد الكل للدفاع عن شعاره "الولايات المتحدة أولا".
وعلق مارك لوتر المستشار السابق لنائب الرئيس مايك بنس "شن الرئيس حملة للدفاع عن العمال الأمريكيين ضد الاتفاقات التجارية الظالمة التي تحرمنا من الوظائف وتحول ثرواتنا إلى الخارج".
وبالنسبة إلى الرسوم الجمركية في كندا على منتجات الألبان الأمريكية والصادرات من السيارات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، أضاف لوتر أن "الناس يرون أن الاتجاه الذي سلكه الرئيس هو الجيد ويحقق نتائج".
ويبدو أن ترمب نقل عدوى حب المواجهة، على الأقل اللفظية، إلى شركائه، فماكرون الذي كثف إشارات الود للرئيس الأمريكي أثناء زيارة أخيرا لواشنطن، بات يعتمد لهجة أكثر حزما.
وقال الرئيس الفرنسي: "ربما لا يهتم الرئيس الأمريكي بأن يجد نفسه معزولا، لكن نحن أيضا لا نكترث إذا أصبحنا ستة في حال اقتضى الأمر".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية