أخبار اقتصادية- عالمية

الفائض التجاري بين الصين وأمريكا يقفز إلى 24.58 مليار دولار

الفائض التجاري بين الصين وأمريكا يقفز إلى 24.58 مليار دولار

سجل الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة الذي يشكل محور الخلاف بين البلدين، زيادة كبيرة في أيار (مايو) الماضي على الرغم من تسارع مفاجئ في إجمالي واردات الدولة الآسيوية العملاقة، بينما يحوم شبح حرب جمركية بين ضفتي المحيط الهادئ.
وبحسب "رويترز"، أظهرت بيانات الجمارك الصينية أمس ارتفاع الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة إلى 24.58 مليار دولار في أيار (مايو) من 22.15 مليار دولار في نيسان (أبريل) في الوقت الذي يُجري فيه أكبر اقتصادين في العالم مفاوضات تجارية يشوبها التوتر.
وبلغ فائض تجارة الصين مع الولايات المتحدة 104.85 مليار دولار للفترة من كانون الثاني (يناير) إلى أيار (مايو).
وتبادلت الولايات المتحدة والصين التهديدات بفرض رسوم جمركية على سلع تصل قيمتها إلى 150 مليار دولار لكل منهما مع ضغط الرئيس دونالد ترمب على بكين لفتح اقتصادها أكثر ومعالجة العجز التجاري الأمريكي الضخم مع الصين.
وعندما بدت الهدنة التجارية بين البلدين خيارا مطروحا، حذر البيت الأبيض في أواخر الشهر الماضي من أنه سيفرض رسوما على واردات صينية قيمتها 50 مليار دولار وقيودا على الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة فضلا عن تشديد قيود الصادرات.
وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من تعقيد المحادثات التي تراوح مكانها بين البلدين. فهذه الهوة التجارية الهائلة التي وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 375 مليار دولار في 2017 حسب واشنطن، تثير غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي ينتقد الممارسات "غير النزيهة" للنظام الصيني.
ويطالب البيت الأبيض بكين بخفض العجز التجاري لواشنطن بمقدار مئتي مليار دولار تحت طائلة فرض رسوم جمركية عقابية على ما قيمته 50 مليار دولار من المنتجات الصينية المستوردة.
ورفضت الصين حتى الآن الموافقة على هذا المبلغ لكنها عرضت شراء ما قيمته 70 مليار دولار من المنتجات الأمريكية الإضافية شرط تخلي واشنطن عن تهديدها بعقوبات.
والمفارقة أن الفائض التجاري الصيني ازداد مع الولايات المتحدة خلال أيار (مايو) بينما يتراجع بشكل واضح مع سائر دول العالم، وتفسر هذه النتيجة بتسارع كبير لواردات الدولة الآسيوية العملاقة التي سجلت زيادة نسبتها 26 في المائة على مدى عام في أيار (مايو). 
وهذا بعيد جدا عن تقديرات خبراء استطلعت وكالة بلومبرج للأنباء المالية آراءهم وتبلغ 18 في المائة، كما في أداء نيسان (أبريل) البالغ 21.5 في المائة.
وقالت إيريس بانغ الخبيرة الاقتصادية في وكالة "آي إن جي" إن زيادة الواردات "يمكن أن تفسر بالشكوك المرتبطة بالمفاوضات التجارية".
وأضافت الخبيرة لوكالة بلومبرج أن "المخاطر التي تواجهها المبادلات تتكثف وتدفع المصدرين إلى تسريع استيراد مكونات" يحتاجون إليها في منتجاتهم.
وذكرت بيتي وانغ المحللة في مصرف "أيه إن زد" أن الواردات الصينية من الدارات الإلكترونية المدمجة التي تريد واشنطن حظر أو خفض تصديرها ارتفعت بنسبة 36 في المائة الشهر الماضي.
وأشارت إلى أن منتجات التكنولوجيا المتطورة، والتي تشكل 7.3 نقطة مئوية من النمو الإجمالي للواردات، ارتفعت أيضا بنسبة 23 في المائة.
وبشكل عام يبدو مجمل قطاع الصناعات التحويلية متينا ويزيد من مشتريات الصين من الحديد والفحم، ويعتقد جوليان إيفانز بريتشارد المحلل في مجموعة "كابيتال إيكونوميكس" أن ذلك "إشارة إلى أن الانتعاش الجديد للنشاط الصناعي المرتبط بإنهاء القيود لمكافحة التلوث في الشتاء، استمر في أيار (مايو)".
وما زالت الواردات تستطيع الاعتماد على طلب داخلي متين بينما تنوي بكين تحفيز استهلاك العائلات لإعادة التوازن إلى نموذجها الاقتصادي.
وما زال الطلب الخارجي متينا مدفوعا بالوضع الاقتصادي الجيد للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أكبر شريكين للصين، وقد ارتفعت الصادرات الصينية بنسبة 12.6 في المائة بزيادة طفيفة عن نيسان (أبريل)، لكنها أفضل من التوقعات (11.1 في المائة) باتجاه الولايات المتحدة وحدها.
وسجلت الصادرات الصينية من الصناعات التكنولوجية المتطورة بنسبة 17.7 في المائة ما يدل على تحسن التجارة الخارجية للبلاد.
ومع ذلك، تقول وانغ: "نتابع بدقة المخاطر التي تحيط بالمفاوضات التجارية"، بينما تنوي الولايات المتحدة أن تكشف قبل منتصف حزيران (يونيو) لائحة بالمنتجات الصينية التي ستفرض عليها رسوم جمركية.
وفي مبادرة تصالحية، أعلنت واشنطن الخميس أنها توصلت إلى اتفاق مع بكين حول ملف مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة "زد تي آي" الذي يواجه بقاؤها خطر عقوبات أمريكية كبيرة.
وذكر إيفانز بريتشارد "حتى إذا تجنبنا حربا تجارية، يتوقع أن يتباطأ نمو التجارة الخارجية الصينية مع تباطؤ الاقتصاد العالمي والطلب الداخلي الصيني" بسبب التشدد في الإقراض ومكافحة المديونية.
وفي رد فعل على الاتفاق بشأنها، أقرت مجموعة الاتصالات الصينية باتباعها ثقافة مؤسسات "خاطئة" ووعدت "باستخلاص العبر"، كما ورد في مذكرة داخلية كشفها وسائل الإعلام الصينية.
ونقلت الصحيفة المالية "جونغو جينغكو إن"، عن "زد تي آي" قولها في مذكرة وجهتها إلى موظفيها أنها "تأمل في أن يتحفظوا في وظائفهم وأن يستخلصوا العبر"، وأضافت المذكرة أن "رفض الانصياع للتوجيهات الأمريكية أدى إلى خسائر هائلة للمجموعة التي دفعت ثمنا كبيرا".
وتنتقد المذكرة "إهمال بعض الكوادر والموظفين الذي يعكس خصوصا مشكلة في الحوكمة وثقافة مؤسسات خاطئة بشأن احترام القواعد".
 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية