Author

الثقافة والهوية الوطنية

|
في تصريحه الموجز لقناة "العربية"، إثر تسميته وزيرا للثقافة، أعطى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود رؤيته لإيقاع الثقافة المحلية. تحدث الأمير عن الاهتمام بالثقافة باعتبارها جزءا من القوة الناعمة. وهذه القوة الناعمة مطلوب منها أن تكون فاعلة في خدمة الوطن والهوية الوطنية. هذا عنوان مهم، سبق أن لمسه في وقت سابق الدكتور عواد العواد وزير الإعلام عندما كان يتحدث عن القوة الناعمة كمفهوم شهدت سنوات مضت تراجعا في استثماره. في السنوات الثلاث الماضية ومع إعادة الهيكلة التي شهدتها قطاعات الدولة، بدأنا فعلا نتلمس آثار هذه القوة الناعمة، وبدأنا نشعر بأهمية الاستمرار في الاستثمار فيها. حديث الأمير بدر للعربية عن هذه الجزئية مبهج، وهو يكشف أن حزمة البرامج والمبادرات التي يقدمها برنامج التحول الوطني 2020 و"رؤية المملكة 2030" هي استراتيجية لا مناص من ترجمتها على أرض الواقع. لقد كان استحداث وزارة الثقافة نقلة مهمة. والأمير بدر في التصريح القصير ذاته أكد أن الوزارة "ستكون الراعي للنهوض بالثقافة في قطاعاتها المختلفة". هذه رسالة أخرى في منتهى الأهمية. والأهم منها الحديث عن "تعزيز الهوية السعودية وتعزيز القوة الحضارية للمملكة التي كانت مغيبة". قلت في أكثر من مقالة إن الهوية الوطنية تعرضت خلال أعوام مضت لعملية تجريف، أسفرت حتى عن عدم اعتراف البعض بمفهوم المواطنة، وتغليب التوجهات الأيديولوجية والحركية عليها. الأمير بدر في تصريحه كان مستحضرا أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقه، قال في تصريحه "الثقافة هي للجميع، والمثقفون لهم دور كبير في الثقافة"، واعدا أن يتم دعم المثقفين وتشجيع المواهب الشابة في المجالات كافة. في تصريح لم يتجاوز 58 ثانية أوجز فيها وزير الثقافة الكثير من النقاط، وقد حمل إيجاز الأمير الكثير من البشارات.
إنشرها