الطاقة- النفط

صادرات «أوبك» تقفز 28 %.. بلغت 578 مليار دولار في 2017

صادرات «أوبك» تقفز 28 %.. بلغت 578 مليار دولار في 2017

أظهر تقرير إحصائي سنوي لـ"أوبك"، أن صادراتها البترولية زادت 28 في المائة في 2017، ما يبين أن عودتها إلى إدارة سوق النفط عبر خفض الإمدادات عززت إيرادات المنتجين.
وزادت قيمة صادرات منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إلى 578.30 مليار دولار العام الماضي من 451.80 مليار عام 2016 وفقا للنشرة الإحصائية السنوية لـ"أوبك" لعام 2018 الصادرة أمس.
وجاءت الزيادة نتيجة لارتفاع أسعار النفط بعد قرار "أوبك" بإدارة الإمدادات في أعقاب تعزيز الإنتاج للدفاع عن الحصة السوقية في الفترة بين 2014 و2016، التي انخفضت خلالها قيمة صادرات النفط.
وتعمل "أوبك" على خفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا في إطار اتفاق مع روسيا ومنتجين آخرين من خارج المنظمة لتصريف فائض المعروض، وبدأ سريان الاتفاق في كانون الثاني (يناير) 2017 ويستمر حتى نهاية 2018، وتتضمن بيانات الصادرات البترولية بعض الوقود المكرر ومكثفات النفط الخفيف وكذلك النفط الخام.
وأكدت "أوبك" أن متوسط الطلب العالمي على النفط بلغ 97.20 مليون برميل يوميا عام 2017 بزيادة 1.7 في المائة على أساس سنوي، ومع حدوث أكبر الزيادات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (ولا سيما الصين والهند) وأوروبا وأمريكا الشمالية.
ولفتت النشرة الإحصائية السنوية لـ"أوبك"، التي صدرت أمس، إلى نمو الطلب على النفط الخام في إفريقيا والشرق الأوسط لعام 2017 بنحو 100 ألف برميل يوميا مقارنة بعام 2016، في حين تراجع الطلب النفطي في أمريكا اللاتينية للعام الثالث على التوالي.
وأشارت إلى تسجيل إجمالي صادرات النفط الخام من الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" 24.86 مليون برميل يوميا عام 2017؛ حيث انخفض بمقدار 406 آلاف برميل يوميا أو 1.6 في المائة مقارنة بعام 2016.
وأضافت "أوبك" أنه كما حدث في السنوات السابقة تم تصدير الجزء الأكبر من النفط الخام من الدول الأعضاء إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحجم 15.56 مليون برميل يوميا أو 62.6 في المائة، كما تم تصدير كميات كبيرة من النفط الخام إلى أوروبا، التي زادت وارداتها من الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" من 4.40 مليون برميل يوميا عام 2016 إلى 4.64 مليون برميل يوميا عام 2017. 
ونوهت إلى استيراد أمريكا الشمالية 3.21 مليون برميل يوميا من النفط الخام من الدول الأعضاء في "أوبك"، الذي جاء أقل بنحو 82 ألف برميل يوميا أو 2.5 في المائة مقارنة بأحجام 2016.
وأشارت النشرة السنوية لـ "أوبك" إلى تسجيل إجمالي الاحتياطيات العالمية المؤكدة من النفط الخام 1483 مليار برميل بنهاية عام 2017 بانخفاض طفيف 0.4 في المائة من المستوى البالغ 489 مليار دولار، الذي تم الوصول إليه في نهاية العام السابق، كما انخفض إجمالي الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام في الدول الأعضاء 0.3 في المائة إلى 214 مليار برميل بنهاية عام 2017.
ولفتت المنظمة إلى اتساع الطاقة العالمية للمصافي بمقدار 104 آلاف برميل يوميا لتصل إلى 96.93 مليون برميل يوميا خلال عام 2017 مدعومة بشكل رئيس بالإضافات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خاصة الصين والهند، كما ارتفع إجمالي الإنتاج العالمي من المصافي 1.6 في المائة ليصل إلى 83.7 مليون برميل يوميا عام 2017، مع تحقيق أكبر المكاسب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية.
وحدثت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" هدفها لإنتاج النفط في نشرتها الإحصائية السنوية ليشمل غينيا الاستوائية أحدث عضو منضم للمنظمة.
وحددت الوثيقة حصة غينيا الاستوائية في الإنتاج عند 178 ألف برميل يوميا، وبهذا يرتفع الهدف الكلي لإنتاج أعضاء "أوبك" الاثني عشر المشاركين في اتفاق خفض إمدادات النفط إلى 29.982 مليون برميل يوميا.
ولم تنشر "أوبك" من قبل هدف الإنتاج لغينيا الاستوائية، وكان محللون قد قدروا حصة غينيا الاستوائية بنحو 128 ألف برميل يوميا وهدف "أوبك" الإجمالي عند 29.932 مليون برميل يوميا استنادا إلى بيانات وكالة الطاقة الدولية، ومندوب لدى "أوبك".
إلى ذلك، أوضح لـ "الاقتصادية"، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن أسعار النفط الخام ستواصل صعودها على الرغم من الزيادات المتوقعة في إنتاج "أوبك" وحلفائها المستقلين، لافتا إلى أن الزيادات على الأغلب ستجيء تدريجية، وبما يحافظ على أسعار ملائمة لإنعاش الاستثمارات خاصة طويلة الأجل.
ونوه شتيهرير إلى أن هناك مزيدا من السيولة النقدية في سوقي النفط والغاز بفضل الصعود القياسي للأسعار في الفترة الماضية، معتبرا أن هذا التطور عزز المحافظ المالية للشركات، متوقعا حدوث زيادات واسعة في صفقات الاستحواذ والاندماج في هذا القطاع خلال العام المقبل؛ بسبب التخلص من الأصول غير المربحة والعمل على الاستفادة من البيئة المواتية للاستثمار.
ومن ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، رينهولد جوتير مدير قطاع النفط والغاز في شركة سيمنس العالمية، إن الإنتاج الأمريكي ورغم الطفرات الواسعة والقياسية في الإمدادات لم يستطع تلبية كل احتياجات السوق، وهو ما انعكس بشكل واضح في طلب الولايات المتحدة من منظمة "أوبك" زيادة إمداداتها بنحو مليون برميل يوميا.
وأشار جوتير إلى وجود مؤشر آخر، وهو تضاعف الواردات النفطية الأمريكية من النفط السعودي لتسجل خلال الأسبوع الماضي 11.2 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى منذ تموز (يوليو) الماضي بحسب تقديرات وبيانات وكالة الطاقة الأمريكية، لافتا إلى أن المعروض يتجه إلى انكماش، والطلب إلى نمو مستمر، وهو الهاجس الذي يقلق جميع الأطراف المعنية في السوق في المرحلة الحالية.
ومن جانبها، تعتقد ويني أكيلو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجيرينج"، أن الإنتاج الصخري الأمريكي من الصعب أن ينجح في تعويض الانخفاضات الحادة في الإنتاجين الفنزويلي والإيراني بسبب اختلاف الدرجات، على الرغم من أنه يسجل ارتفاعات قياسية.
وأشارت لـ "الاقتصادية"، إلى أن الطلب على النفط من دول آسيا ينمو بقوة وبمعدلات سريعة، وربما يفسر ذلك قرار "أرامكو" رفع أسعار البيع في السوق الآسيوية، خاصة أن النفط السعودي سيتحمل دورا أكبر في تعويض انخفاضات الإنتاجين الفنزويلي والإيراني.
على صعيد الأسواق، ارتفعت أسعار النفط أمس في ظل تراجع الصادرات من فنزويلا العضو في "أوبك" لتعوض بعض الخسائر التي منيت بها في الجلسة السابقة، وإن كانت زيادة جديدة في الإنتاج الأمريكي ما زالت تؤثر سلبا في الأسواق، وفقا لما ذكره بعد التجار.
وبحسب "رويترز"، زادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 51 سنتا أو 0.7 في المائة إلى 75.87 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 30 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 65.03 دولار للبرميل، وكان الخام قد أنهى الجلسة السابقة على انخفاض 1.2 في المائة إلى 64.73 دولار للبرميل.
وتكافح فنزويلا العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لتلبية التزامات الإمداد، حيث تنتظر عشرات الحاويات في الموانئ لنقل النفط.
وتنتظر الحاويات لتحميل أكثر من 24 مليون برميل من النفط الخام، وهي تقريبا الكمية نفسها التي شحنتها شركة "بي.دي.في.إس.أيه" الحكومية في نيسان (أبريل)، بحسب ما أظهرته بيانات شحن.
وأزمة التكدس شديدة لدرجة أن الشركة الحكومية أبلغت بعض عملائها أنها قد تعلن حالة القوة القاهرة، ما يتيح لها تعليق العقود مؤقتا إذا لم يقبل العملاء بشروط جديدة للتسليم.
غير أن هناك مؤشرات على زيادة الإنتاج خارج "أوبك"، فقد ارتفع إنتاج الخام الأمريكي إلى مستوى قياسي جديد في الأسبوع الماضي عند 10.8 مليون برميل يوميا، ليزيد 28 في المائة خلال عامين أو بمعدل نمو شهري 2.3 في المائة في المتوسط منذ منتصف 2016.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة سجلت زيادة مفاجئة الأسبوع الماضي في الوقت الذي زادت فيه أيضا مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وارتفعت مخزونات الخام بمقدار 2.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من حزيران (يونيو) مقارنة بتوقعات محللين بانخفاض قدره 1.8 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج بولاية أوكلاهوما بمقدار 955 ألف برميل.
وزاد معدل استهلاك الخام في المصافي بمقدار 214 ألف برميل يوميا وفقا لبيانات الإدارة، وارتفعت معدلات التشغيل 1.5 نقطة مئوية.
وارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 4.6 مليون برميل، مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع لزيادة قدرها 587 ألف برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة، أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، زادت بمقدار 2.2 مليون برميل في حين كان من المتوقع أن ترتفع 784 ألف برميل.
وارتفعت واردات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا إلى 6.63 مليون برميل يوميا.
 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط