Author

عجلة الإصلاح لا تتوقف

|
الأوامر الملكية الأخيرة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي تضمنت إنشاء وزارة للثقافة ومجالس للمحميات الملكية وتعيين نواب ومساعدي وزراء، وإنشاء هيئة ملكية لتطوير مكة المكرمة، ما هي إلا امتداد للتطوير والإصلاح الذي شرع فيه الملك سلمان منذ توليه مقاليد الحكم مطلع 2015، فخطوات البناء لم ولن تتوقف في المملكة، والتطوير مستمر حتى تبلغ الدولة السعودية الحديثة الفتية موقعها الذي تستحقه على مستوى العالم، وهي لا شك ماضية بقوة إلى بلوغه. من أهم وأبرز الأوامر التي أصدرها خادم الحرمين، هو إنشاء الهيئة الملكية لتطوير مدينة مكة المكرمة، قبلة أكثر من مليار ونصف مسلم وأقرب المدن إلى قلوبهم. وعلى الرغم من اهتمام القيادة السعودية منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ــ رحمه الله ــ بالمدينة المقدسة وحرمها المكي، إلا أن الخطوة التي خطاها خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الهيئة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مهندس التطوير والإصلاح، تعد خطوة مهمة ومفصلية، فمكة تحتاج إلى مزيد من التطوير ليس في الحرم المكي والمشاعر المقدسة فقط، بل في كل جوانبها وبنيتها التحتية لتكون جاهزة لاستقبال أكثر من 30 مليون زائر ومعتمر، وهو الرقم الذي تهدف للوصول إليه رؤية السعودية الطموحة "رؤية 2030". أيضا من الأوامر المهمة، إنشاء وزارة الثقافة، وهو تجسيد لإيمان خادم الحرمين بأهمية الثقافة ودورها المحوري في نهضة الدول، وعلوها وصعودها لمصاف الدول المتقدمة، فالشعب المثقف معول بناء لأمته وبلده، ومن هنا جاء فصل الثقافة عن الإعلام وجعلها في وزارة مستقلة تهتم بالجانب الثقافي وتنميه وتطوره وتركز عليه دون أي تداخل مع قطاع آخر يمكن أن يؤثر عليها وعلى منهجيتها وأهدافها التي تصبو إليها. أمام وزارة الثقافة ووزيرها الشاب الطموح الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان عمل شاق لتعزيز الثقافة الوطنية بكل مكوناتها، ومواكبة التطور الذي تشهده بلادنا على كافة الأصعدة، فالجميع في السعودية يشعر بالتفاؤل، وخطط الإصلاح تتواصل دون كلل أو ملل، فالعمل جبار والأحلام كبيرة، والطموحات التي تسعى إليها القيادة الفتية التي تنعم بها المملكة لا حدود لها وتعانق السحاب.
إنشرها