اتصالات وتقنية

27 % من ميزانيات تقنية المعلومات تذهب للأمن الإلكتروني

27 % من ميزانيات تقنية المعلومات تذهب للأمن الإلكتروني

لا ينكر أحد أهمية تأمين برمجيات ومعدات تقنية المعلومات في الجهات الخاصة والحكومية، خاصة مع النمو الكبير الذي يشهده العالم في مجال الهجمات الإلكترونية واحتدامها، حيث باتت هذه الجهات تخصص أجزاء كبيرة من ميزانياتها المرصودة لأقسام تقنية المعلومات لإنفاقها على تطوير البنى الأمنية الإلكترونية لهذه الأقسام.
وأصبح الحفاظ على البيانات يستمر في فرض تحديات جديدة أمام كافة الجهات، حيث كانت أكثر حوادث الأمن الإلكتروني تكلفة خلال الأشهر الـ 12 الماضية مرتبطة بحماية البيانات، كما أن الشركات تسعى حاليا إلى تحديد أولويات الإنفاق على أمن تقنية المعلومات في إطار مساعيها لتمكين التحول الرقمي من دون التفريط بالأمن، وتخصص الشركات في عام 2018 ما يصل إلى 27 في المائة من موازنتها الخاصة بتقنية المعلومات للأمن الإلكتروني، مبدية حرصها على منح حماية البيانات أهميتها الاستراتيجية.
وبحسب دراسة بحثية أجرتها شركة كاسبرسكي لاب، فإن حالة الشؤون الاقتصادية المرتبطة بأمن تقنية المعلومات لدى الشركات في عام 2018 تعكس التأثير المتغير للأمن الإلكتروني على النتائج التجارية، وقد واجهت الشركات واقعا مزعجا خلال الأشهر الـ 12 الماضية في ظل تفاقم العواقب الناجمة عن عمليات اختراق البيانات التي أصبحت أكثر تكلفة وأشد تخريبا، إذ بلغ متوسط تكلفة اختراق البيانات لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة 114 ألف دولار في 2018، بزيادة قدرها 30 في المائة عن عام 2017، أما الشركات الكبيرة والمؤسسات، فقد ارتفع فيها متوسط التأثير المالي للاختراق بنسبة 63 في المائة ليصل الآن إلى 965 ألف دولار.
وتمثل هذه التكاليف المتزايدة مصدر قلق كبير للشركات في ظل موجة التحول الرقمي الحالية التي تنطوي على الحاجة إلى العمل ببنية تحتية تقنية متنامية. وبحسب "كاسبرسكي لاب"، فإن خسائر الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا الناجمة عن عمليات اختراق البيانات ليست قليلة، إذ خسرت هذه الشركات حتى الآن خلال العام الجاري ما يصل في المتوسط إلى 15 ألف دولار من فرص الأعمال الجديدة، وعلاوة على ذلك، خسرت هذه الشركات 15 ألف دولار أخرى نتيجة الضرر الذي لحق بتصنيفها الائتماني جراء أقساط التأمين، فضلا عن 14 ألف دولار غيرها على تحسين برمجياتها وبنيتها التحتية بعد حدوث الاختراق.
وعانت الشركات الكبيرة والمؤسسات في المنطقة تداعيات مماثلة لحوادث الاختراق، غير أنها اضطرت إلى إنفاق المزيد للتعافي من هذه الحوادث، وأنفقت الشركات 144 ألف دولار على تحسين البرمجيات والبنى التحتية، كما أنفقت المبلغ نفسه نتيجة الضرر الذي لحق بتصنيفها الائتماني ونظير أقساط التأمين، وعلى عكس الشركات الصغيرة والمتوسطة، كان على الشركات الكبيرة أن تنفق 113 ألف دولار إضافية على تحسين صورتها وعلامتها التجارية في السوق لإصلاح الضرر الذي أصابها بسبب الحوادث الأمنية. وتدرك الشركات، في ظل ارتفاع تكاليف حوادث تقنية المعلومات، حاجتها إلى إعطاء نفقات الأمن الإلكتروني الأولوية إذا كانت تريد لمشاريع التحول الرقمي أن تعمل بسلاسة وأمان، ويتضح ذلك في النمو الحاصل بموازنات أمن تقنية المعلومات لعام 2018، التي تشهد إنفاق الشركات ما يقرب من ثلث موازنة تقنية المعلومات لديها، وهو ما يعادل 4.8 مليون دولار على استراتيجيات الأمن الإلكتروني.
ويتمثل أحد الأسباب الرئيسة الكامنة وراء هذا الاستثمار الإضافي في أمن تقنية المعلومات، بزيادة تعقيد البنية التحتية التقنية، إذ تتبنى الشركات المنصات السحابية على نحو متزايد، إلى جانب المساعدة في تحسين مستوى الخبرة الأمنية المتخصصة.
ويبدو من المزيج المؤلف من هذه العوامل، أن الشركات تشعر حقا بالأثر المهم لأمن تقنية المعلومات، كما يتضح من ذلك حجم التحديات التي تواجهها في ضوء مساعيها الرامية إلى الحفاظ على أمنها.
وأكد ماكسيم فرولوڤ، نائب الرئيس للمبيعات العالمية لدى "كاسبرسكي لاب"، حرص الشركات على تبني الحوسبة السحابية وحلول الأعمال التنقلية من أجل دعم التغيرات الديناميكية في الأعمال التجارية ورفع مستويات الكفاءة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية