الأرواح السوداء

في رحلتك بالحياة ستلتقي أشخاصا تنفر روحك منهم، ويشعر قلبك بأنهم يجثمون فوقه، وحين يجلسون بقربك ستشعر أن الأكسجين قد نفد من العالم، وأنك بالكاد تتنفس! روحك المتوثبة للعطاء والمحبة للجمال لا تتوافق مع أرواحهم السوداء الكارهة للفرح في الحياة، نواياك البيضاء الشفافة لن تتقاطع مع الزوايا المظلمة لنواياهم السوداء، مهما قدمت لهم فلن تكون صديقهم يوما ما، فهم ببساطة لا يعشقون سوى أنفسهم ومصالحهم، وأي مكاسب قد يجنونها منك أو من غيرك! مثل هؤلاء قد يكونون من أقاربك أو أصدقائك أو حتى عابري سبيل في حياتك، مهما منحتهم من فرص لإعادة ترميم علاقاتك معهم فسيعتبرونك شخصا ضعيفا تستحق الرثاء، ولا تستغني عنهم، محاولاتك إصلاحهم ستفقدك كثيرا من وقتك وقوتك وانطلاقك نحو خططك وأهدافك في الحياة وستستنزف طاقتك؛ لأنهم في قرارة أنفسهم يعتقدون أنهم على حق، وكل البشر من حولهم على باطل، سيلتهمون منشأة طيبتك وصفاء نيتك وهم يتغامزون عليك ويسخرون من تبعيتك لهم! ــــ أصحاب الأرواح السوداء شغلهم الشاغل معرفة تفاصيل حياتك وحياة الآخرين، ولو كان الأمر بأيديهم لعلقوا كاميرات مراقبة في منزلك لشخص يعرفونه حتى لا يفوتهم شيء، يعشقون التلصص على خصوصيات الآخرين وشؤونهم الخاصة، والاطلاع على كل شاردة وواردة في حياتهم، ويتلذذون بالقيل والقال، ويتبعون فضولهم بلا أي حياء أو حدود.. في المقابل يثورون لو أن أحدا حاول التعدي على خصوصياتهم! ـــ أصحاب الأرواح السوداء سيبذلون قصارى جهدهم لإظهارك بالمظهر السيئ أمام الآخرين، فذلك يشعرهم بالانتصار على أمثالك من أصحاب النوايا البيضاء في أي مجلس يجمعك بهم، سيستفزونك ويحاصرونك في أضيق الزوايا، ويتهكمون عليك، ويقللون من شأنك تحت ذريعة "الميانة"، قلبك سيتوجس منهم، سيخبرك أنه لا يرتاح إليهم، استمع إليه، وإلى أن تظهر لك حقيقتهم حاول ألا ترفع سقف توقعاتك فيهم إطلاقا، وعلى كل حال هم عادة لا يطيلون البقاء كثيرا حين يكتشف أمرهم.. يقول مارك توين "حين يشتهون الرحيل سيصنعون بك عيوبا لا تنتهي"! ــــ أصحاب الأرواح السوداء ستتلوى قلوبهم كمدا وغيظا وحسدا إن حققت أي نجاح في حياتك، أو حصل لك حدث مفرح، سيدارون سوء مشاعرهم المظلمة بسعادة مزيفة، سيخبرك قلبك بعدم إحساسه بها.. أنصت لقلبك! لا تخسر نفسك بمحاولة إرضائهم، فوجودهم في حياتك هو خسارة في حد ذاتها!!