Author

نصر بيئي جديد

|
"إننا نتصالح مع البيئة" هذا كان عنوان مقالتي التي نشرتها في هذه الزاوية في 25 أيار (مايو) 2018. وكنت أعلق فيها على قرار مجلس الوزراء بشأن "تنفيذ الحلول الخاصة بمعالجة زحف الرمال على الطرق والتخفيف من آثارها". ثم جاءت الأوامر الملكية التي صدرت السبت الماضي لتؤكد المسيرة المباركة التي اختارتها الدولة يحفظها الله من أجل إعلاء شأن البيئة، ومعالجة ما تعرضت له من جور في السنوات الماضية. حمل السبت، قرار إنشاء ست محميات ملكية، تضع على قائمة أولوياتها تنفيذ الأمر الملكي الكريم بتطوير وإثراء المحميات الطبيعية وإعادة توطين الحياة الفطرية وتنشيط السياحة البيئية. هذا حدث رائع، يحتفي أنصار البيئة، الذين حملوا على عاتقهم عبء تقديم مبادرات مجتمعية تسهم في إعادة معالجة قضايا البيئة. الأمر الملكي الكريم نص على إعادة توطين الحياة الفطرية. وهذا يعني أننا سنشهد حماية فعلية للكائنات الحية. قبل نحو أسبوعين كنت أتحسر في المقالة ذاتها على المشاهد التي يتباهى بها البعض بقتل النمر العربي الذي يكاد ينقرض، والضب الذي يتعرض للصيد الجائر. ناهيك عن عمليات الاحتطاب التي أدت إلى تعرية التربة، وانحسار الأشجار الصحراوية، وتزايد الغبار بشكل فاق المعتاد كما يؤكد المختصون بشؤون البيئة. الحقيقة أننا خلال السنوات الثلاث الماضية، شهدنا حراكا طيبا باتجاه البيئة، وهذا أمر يستحق التقدير والثناء على القيادة الكريمة، ومرة أخرى أعود لتأكيد أن "رؤية المملكة 2030" هي استراتيجية أفعال، وليست مجرد كلمات وأقوال للاستهلاك المحلي. لقد أسعدتنا الأوامر الملكية الصادرة السبت الماضي، لكن أكثرها سعادة بالنسبة لي كان هذا الأمر. لا ننسى أنه سبق أن قرر مجلس الوزراء إقرار برنامج عمل لحماية البيئة البحرية بما فيها أشجار المانجروف في الخليج العربي والشعب المرجانية في البحر الأحمر. سيكون بمقدور أبنائنا غدا العيش في وطن تحوطه السعادة. وهذه إحدى بشارات "الرؤية" ووعودها.
إنشرها