الطاقة- النفط

وفرة الإنتاج الأمريكي تفاقم ضغوط أسعار النفط

وفرة الإنتاج الأمريكي تفاقم ضغوط أسعار النفط


عوضت عقود النفط الآجلة أمس الخسائر التي سجلتها في وقت سابق من الأسبوع المنصرم، لكن أسعار الخام الأمريكي تراجعت في المجمل للأسبوع الثاني على التوالي تحت ضغط إنتاج الولايات المتحدة والتوقعات بزيادة إنتاج "أوبك".
وبحسب "رويترز"، زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتا إلى 67.15 دولار للبرميل، متعافيا من المستوى المنخفض الذي سجله خلال الجلسة عندما بلغ 66.81 دولار للبرميل بعد أن هبط نحو 2 في المائة يوم الخميس.
ولم يسجل خام القياس العالمي مزيج برنت تغيرا يذكر في الجلسة السابقة، لكنه ارتفع 16 سنتا إلى 77.72 دولار للبرميل بعد أن جرى تداوله على انخفاض عند 77.36 دولار للبرميل.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضا بنحو 1.5 في المائة بعدما هبط الأسبوع الماضي بنحو 5 في المائة، بينما ارتفع برنت 1.3 في المائة ليوسع الفارق بين الخامين.
وعند تسوية الخميس (نهاية الشهر الماضي)، هبط سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" تسليم تموز (يوليو) بنحو 1.7 في المائة إلى 67.04 دولار للبرميل، ليسجل خسائر شهرية بنحو 2.1 في المائة.
ويرتفع إنتاج الخام الأمريكي إلى مستويات قياسية منذ أواخر العام الماضي، وقفز الإنتاج الأمريكي في آذار (مارس) إلى مستوى قياسي عند 10.47 مليون برميل يوميا. 
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي بأكثر من المتوقع مع زيادة مصافي التكرير الإنتاج، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وأضافت أن مخزونات الخام هبطت 3.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 25 أيار (مايو)، بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 525 ألف برميل.
وأظهرت بيانات إدارة المعلومات، أن مخزونات النفط في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفضت بمقدار 556 ألف برميل.
وزاد استهلاك مصافي التكرير من الخام بمقدار 527 ألف برميل يوميا. وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 2.1 نقطة مئوية.
وارتفعت مخزونات البنزين 534 ألف برميل مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع لهبوط قدره 1.4 مليون برميل.
وزادت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 634 ألف برميل في حين كان من المتوقع أن تهبط 1.3 مليون برميل.
وأظهرت بيانات إدارة المعلومات، أن صافي واردت الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي انخفض بمقدار 959 ألف برميل يوميا إلى 5.45 مليون برميل يوميا.
وأشارت مصادر إلى أن السعودية، وروسيا تناقشان زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا لتعويض انخفاض إنتاج فنزويلا ومعالجة المخاوف بشأن أثر العقوبات الأمريكية على الإنتاج الإيراني.
وأبلغ مصدر خليجي بأن الجانبين مستعدان لتعديل الإمدادات تدريجيا لتغطية النقص المحتمل، وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجون المستقلون قد تعهدوا بخفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2018. 
وكشف استطلاع أن النفط سيظل أعلى من 70 دولارا للبرميل هذا العام؛ بسبب قوة الطلب وتعطل محتمل لإمدادات إيران وفنزويلا، وهو ما سيفرض ضغوطا على المخزونات العالمية، على الرغم من أن "أوبك" وروسيا تدرسان زيادة الإنتاج.
وتوقع استطلاع "رويترز"، الذي شمل 36 محللا وخبيرا اقتصاديا، أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 71.68 دولار للبرميل في 2018، بما يزيد نحو أربعة دولارات على 67.40 دولار في استطلاع الشهر الماضي، ويتجاوز قليلا متوسط السعر منذ بداية العام الجاري، والبالغ 70 دولارا للبرميل.
وقال هاري تشيلينجويريان المدير العالمي لاستراتيجية سوق السلع الأولية في "بي.إن.بي باريبا" "العوامل الأساسية للنفط كانت إيجابية على نحو متزايد لأسعار النفط في الآونة الأخيرة. الأحداث الجيوسياسية المتعلقة بإيران وفنزويلا تنذر بمزيد من الخسارة في إمدادات النفط، تضاف إلى تلك الناجمة بالفعل عن التخفيضات التي تطبقها "أوبك" والمنتجون غير الأعضاء في المنظمة".
وهذا الانخفاض، بجانب المخاوف من تعطل مزيد من الإمدادات من فنزويلا وتجدد العقوبات الأمريكية على إيران، دعم ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة ودفع خام برنت لأعلى من 80 دولارا للبرميل في أيار (مايو) الماضي، وهو أعلى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.
ولتعويض انخفاض الإمدادات تجري السعودية وروسيا محادثات قبل اجتماع مهم لـ"أوبك" في فيينا في حزيران (يونيو) الجاري، لزيادة إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا.
ونتيجة لذلك انخفضت أسعار النفط بنحو 7 في المائة من الذروة التي سجلتها في الشهر الجاري.
وذكر أبيشيك كومار محلل الطاقة لدى "جلوبال جاس أناليتكس" التابعة لـ "إنترفاكس إنرجي" في لندن، أن "أي زيادة في إنتاج السعودية وروسيا ستكون مؤشرا سلبيا للأسعار، خصوصا عندما يزيد الإنتاج الأمريكي أيضا".
غير أن بعض المحللين يرون أن زيادة الإنتاج في روسيا والسعودية لن تعوض بالكامل الخسائر في إمدادات فنزويلا وإيران، وستكبح الأسعار فحسب في الأمد القريب.
وأوضح جان إدلمان محلل السلع الأولية في "إتش.إس.إتش نوردبنك"، "نتوقع أن تكون زيادة الإنتاج تدريجية؛ زيادة تبلغ 180 ألف برميل يوميا كل شهر حتى نهاية العام. لن يكون هذا كافيا على الأرجح لإعادة الفائض إلى السوق".
ويتوقع أن يسجل متوسط سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 66.47 دولار للبرميل في العام الجاري؛ أي ما يقل بنحو 7 في المائة عن المتوقع لخام برنت.
وقال كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك "النفط الأمريكي الرخيص مقارنة بالخامات العالمية القياسية سيؤدي إلى زيادة الطلب على الخام الأمريكي".
ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج في الولايات المتحدة مستوى قياسيا مرتفعا في حزيران (يونيو) الجاري، ما يزيد علاوة سعر برنت فوق الخام الأمريكي الخفيف إلى أعلى مستوياتها منذ آذار (مارس) 2015 لتبلغ نحو تسعة دولارات للبرميل.
وزاد الإنتاج الأمريكي بأكثر من 27 في المائة في العامين الأخيرين إلى 10.73 مليون برميل يوميا، ويتوقع محللون أن يزيد بما بين 1.3 مليون و1.5 مليون برميل يوميا في العام الجاري.
 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط