أخبار الشركات- عالمية

الشركات الأمريكية تدعو إلى تعزيز الأخلاقيات المهنية في حقبة ترمب

الشركات الأمريكية تدعو إلى تعزيز الأخلاقيات المهنية في حقبة ترمب

تبرز دعوات من الشركات الأمريكية إلى ضرورة التركيز على الأخلاقيات المهنية في حقبة الرئيس دونالد ترمب من إلغاء محطة إيه بي سي التلفزيونية مسلسل "روزان" وخسارة ملايين الدولارات من الاعلانات إلى قيام سلسلة مقاهي ستارباكس بتدريب موظفيها بشأن مسائل التمييز العرقي.
ويقول جيفري سونينفيل، مساعد عميد مركز دراسات القيادة في كلية الادارة في جامعة يال"إنه تغيير عميق"
ويؤكد لوكالة فرانس برس "إنه أمر ذو دلالة كبيرة أن يسارع الرؤساء التنفيذيون، وعموما من مؤسسات محافظة كبيرة، إلى ملء فراغ أخلاقي".
ففي أقل من ساعة، ألغى بوب إيغر، الرئيس التنفيذي لمجموعة ديزني، المسلسل الاكثر شعبية على محطة إيه بي سي الثلاثاء، بعد أن نشرت الممثلة الشهيرة والمؤيدة لترمب روزان بار، تغريدة عنصرية بشأن مستشارة سابقة في البيت الأبيض في عهد باراك أوباما.
وأعلنت تشانينغ دانغي مديرة قسم الترفيه لدى "ايه بي سي" وهي أول مديرة سوداء في الشبكة الكبيرة أن تغريدة روزان "مقيتة وتتعارض مع قيمنا".
وتحرك ايغر بسرعة غير مسبوقة: فالجامعات انتظرت سنوات قبل أن تسحب الشهادات الفخرية من بيل كوسبي المتهم بتخدير نساء واغتصابهن، لكن ذلك لم يكن أول قراراته الجريئة.
ففي يونيو الماضي استقال هو ورئيس مجموعة تيسلا ايلون ماسك من مجلس مستشاري ترمب احتجاجا على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
وفي اغسطس استقال الرئيس التنفيذي لشركة ميرك لصناعة الادوية كينيث فريزير من مجلس مستشاري ترمب لقطاع الاعمال بعد أن راوغ ترامب في ادانة أنصار نظرية تفوق العرق الابيض بعد تظاهرة أوقعت قتلى في فرجينيا.
قررت ستارباكس هذا الاسبوع التضحية بملايين الدولارات من المبيعات وأغلقت مقاهيها في أرجاء الولايات المتحدة بعد ظهر 29 مايو لتدريب موظفيها بشأن مسائل التمييز العرقي، في أعقاب توقيف الشرطة اثنين من الزبائن السود في أحد مقاهيها في فيلادلفيا في ابريل.
والخميس سحب موقع بيع السيارات بالتجزئة "اوتوتريدر.كوم" رعايته لبرنامج "فول فروانتال" الذي تقدمه سامنتا بي بعد أن استخدمت الممثلة الكوميدية كلمة وقحة للاشارة إلى ايفانكا ترمب ابنة الرئيس.
وفي أعقاب مجزرة اطلاق النار يوم عيد الحب التي قضى فيها 17 شخصا، رفعت متاجر وول مارت وديكس سبورتينغ غوودس إلى 21 عاما السن الادنى لشراء الاسلحة متصدية لشلل الكونغرس الأمريكي حول إصلاح يضبط حيازة الاسلحة.
ويقول جيمس ليموين، الاستاذ المساعد للتنظيم والمصادر البشرية في كلية الادارة بجامعة بافالو إن "الابحاث تشير إلى أن الاخلاقيات على مستوى القيادة أكثر أهمية من أي وقت مضى".
ويضيف لوكالة فرانس برس "للمفارقة فإن الشركات التي تركز بشكل أقل على الربح وأكثر على الناس تحقق أرباحا أكثر على المدى البعيد".
ويعزو ليموين التغير إلى صعود جيل الالفية وشبكات التواصل الاجتماعي التي وضعت الافراد والشركات أمام شفافية غير مسبوقة إضافة إلى توق الاميركيين لمحاسبة اصحاب النفوذ.
ويقول ليموين "قد يقول الساخرون إن الشركات تقوم بذلك بهدف الحصول على تغطية جيدة في الصحافة.. لكن تلك ممارسة جيدة في عالم الاعمال الحديث لان الناس يمكنهم مراقبة تلك الشركات عن كثب".
ويضيف إن ذلك المسار بدأ مع الاجراءات بحق الرئيس السابق بيل كلينتون والاستياء الشعبي إزاء جورج دبليو بوش عقب الاعصار كاترينا الكارثي وحرب العراق.
لكن سونينفيلد يرى أن المسار مرتبط "كليا" بترامب والقلق من أن الديماغوجية لم تعد مسألة هامشية.
ويقول سونينفيلد لفرانس برس "إنهم يردون على فظاظة الخطاب العام" ويضيف "لهذا السبب يتحرك رؤساء الشركات لانهم يستطيعون رؤية أهمية التوازن في شخصيتنا الوطنية".
وتقول نادين ستروسن الاستاذة في كلية الحقوق بجامعة نيويورك إن خطوات يتخذها المجتمع لمحاربة العنصرية والتمييز يمكن أن تكون أكثر فعالية من الرقابة الحكومية، محذرة في نفس الوقت من التسرع في الحكم على بعض المواقف.
وأثنت على التدريبات التي أجرتها ستارباكس كشركة تتحمل مسؤولية جعل المجتمع أكثر ايجابية. وقالت إن محطة ايه بي سي وجهت رسالة "قوية جدا" بشأن ما لا يمكن التهاون معه في اميركا القرن الحادي والعشرين.
وقالت "في الحقيقة، فإن الضغط الاجتماعي يمكن أن يكون له تأثير أقوى من الخوف من عقاب الحكومة".
ويقول ليموين إن مدارس إدارة الاعمال تراجع حاليا التركيز التقليدي على أنماط القيادة الهادفة للربح، متسائلا ما إذا كانت مسؤولة جزئيا على الاقل، عن فضائح القرن الحادي والعشرين كفضيحة انرون.
وتساءل "ربما نحن بحاجة لتعليم أنماط أكثر أخلاقية في مجال القيادة، لكن ذلك بدوره يفتح الباب امام مشكلات أكبر يتعين معها الاجابة على سؤال: ما هي الأخلاقيات والقيم؟"
واضاف "هل تتطلب الاخلاقيات من الشركات اتخاذ خطوات استباقية لجعل العالم مكانا أفضل بالاضافة إلى دوافعها الربحية؟"

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار الشركات- عالمية