default Author

معجزة السعودية في الحرم

|
نتحدث عن المعجزات والخوارق، ونعتقد دائما أنها تحدث أو حدثت في الماضي فقط، ولا نتوقع أن المعجزات قد تحدث حتى يومنا هذا، فالسعودية يوميا - بل في كل دقيقة - بلا مبالغة - تقوم بمعجزة حقيقية داخل أسوار الحرم المكي الشريف وخارجه، ولا ينكر فضلها وعملها إلا جاحد. أعمال خارقة على مدار الساعة، عدد مهول من الموظفين والشرطة بمختلف فصائلهم، والعمال، وعشرات الفرق التطوعية نذرت نفسها لخدمة ضيوف الرحمن جنبا إلى جنب مع هذا الكم الهائل من الموظفين، كلٌّ يقوم بدور جبار قد تراه بسيطا في ظاهره، بينما أي خلل به قد يؤدي إلى الازدحام والتدافع، ومن ثم الإصابات والكوارث وفتح باب للإساءة لبلدك! حدث بسيط رأيته بعيني: أحد موظفي الحرم يطلب من سيدة تغيير مكانها؛ لأن المكان الذي تجلس فيه غير مخصص للصلاة، وقال لها بالنص: "ستتجمع حولك النساء ويغلق المدخل ولن تتخيلي ما سيحدث بعدها"، ولكنها لم تستجب، وفي لحظات امتلأ المكان بمختلف الجنسيات، نظرت حولها وقامت خجلى تعتذر من أحد أفراد معجزة الحرم! أعمال نظافة عجيبة، في لحظات تجد العمال أحاطوا بك، كلٌّ قد عرف دوره، حاويات ضخمة للمنظفات، عمال يحملون على ظهورهم حقائب بلاستيكية محملة بالعطور لرشها في كل بقعة من الحرم، إضافة إلى تبخير الحرم بالمداخن وبأفخم أنواع العود، والأغرب والأعجب رش مجاري المياه ومياه الصرف حتى حاويات النفايات داخل الحرم بالمطهرات، ولولا ذلك ومع وجود آلاف المعتمرين لما استطعت أن تؤدي مناسكك أو تصلي من الروائح الكريهة، وهذا العمل يخفف كثيرا من الاختناق! والسجود، وما أدراك ما السجود، حين تستقر أعضاؤك على فرش الحرم، تنبعث رائحة زكية رغم الأعداد المهولة من المصلين، لن تجد رائحة غبار أو عفن، فقد مر هذا السجاد بمراحل من التنظيف والتعقيم والتعطير في مغاسل خاصة بتنظيف وإعادة تأهيل سجاد الحرم، إضافة إلى تعطيره داخل الحرم! أما السقيا فحكاية وحدها؛ من إخراج الماء من البئر بتقنيات عالية، حتى إيصاله فجأة ودون أن تشعر وقبل الأذان بوقت قصير، واستعداد الزوار للإفطار، تجد مشربيات ماء زمزم زُرعت بينهم في تناسق عجيب، ونقاط محددة لتسهيل وصول الصائمين إليها، وبالسرعة والدقة نفسها، تنقل إلى أماكن أخرى لإفساح المكان للصلاة، ناهيك عن عشرات البرادات الرخامية الموزعة في أرجاء الحرم، وكمية من الكؤوس البلاستيكية توضع بانتظام وبعمل يشبه خلايا النحل! فرق تفتيش من رجال ونساء ذوي نظرة ثاقبة وحس أمني عالٍ لا يدعون شاردة ولا واردة دون ملاحظتها، فهم حريصون كل الحرص على نظافة وسلامة وأمن ضيوف الرحمن! هذا غيض من فيض وقطرة من بحر عطائهم.
إنشرها